الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمن أجلي كل هذا. كلا. بل حدادك على أختك الغزالة. أنا أضيع فيك من دمعة على خد مهجور. أنا أهون على الدهر من ذرة من ذراتك ضلت بين ثنيات الأثير. . .
ولي الدين يكن
أزهار وأشواك
إقرار ومتاب
هذا هو عنوان القصيدة التي أشرت إليها في العدد الماضي أثناء ما رويته عن الحفلة الجميلة التي أقيمت في منزل صديقي سليم سركيس إكراماً لصديقته السيدة نجلا صباغ. فزت بها لأتحف قرائي بعذوبة نظمها وأطربهم ببديع معانيها، وقد شاء خليل مطران منضد دررها أن يخصني بها وهي خير ما أقدمه لقراء الزهور في هذا الشهر. قال خليل متذكراً وما أجمل تذكاراته:
هل تذكرين ونحن طفلان
…
عهداً بزحلة ذكره غنم
إذ يلتقي في الكرم ظلان
…
يتضاحكان وتأنس الكرم؟
هل تذكرين بلاءنا الحسنا
…
حين اقتطاف أطايب العنب
نعطي ابتساماتٍ بها ثمنا
…
وبنا كنشوتها من الطرب؟
عنب زحلة يساوي كثيراً على أن الشاعر لم يدفع به ثمناً بخساً
هل تذكرين غداة نخطر عن
…
ملكين حفّا بالمسرات
بين السماوات النواضر من
…
عليا ودنيا والثريات؟
والنهر. . . هل هو لا يزال كما
…
كنا لذاك العهد نألفه
يسقي الغياض زلاله الشيما
…
ويزيد بهجتها تعطفه
ينصب مصطخباً على الصخر
…
ويسير معتدلاً ومنعرجا
يطغي حيال السد أو يجري
…
متضايقاً آناً ومنفرجا
متخللاً خضر البساتين
…
متهللاً لتحية الشجر
متضاحكاص ضحك المجانين
…
لملاعب النسمات والزهر
واهاً لذاك النهر خلّف لي
…
عطشاً مذيباً بعد مصدره
يا طالما أوردته أملي
…
وسقيت وهمي من تصوره
بورك في هذا النهر الذي ينفخ هذه الروح في وارد مياهه العذبة ولا عجب فهو البردوني الشهير
تمتد أيام الفراق وبي
…
ظمائي لذاك المنهل الشافي
وبمسمعي لهديره اللجب=وبناظري لجماله الصافي
تلك المعاهد بدلت خطلا
…
بمعاهد مدنية الزين
كانت غواني فاغتدت بحلى
…
القت عليها شبهة الزمن
الدهر أغلب وهو غيرها
…
وكذاك كانت شيمة الدهر
لو أدرك الجنات صيرها
…
من حسن فطرتها إلى نكر
ما أنس لا أنس العقيق وقد
…
جزناه بعد السيل نفترج
كان الربيع وكان يوم أحد
…
ومسيرنا متمعج زلج
ونبيهة الكبرى ترافقنا
…
مجهودة ضجت من التعب
ولها صويحبة توافقنا
…
حسناء كل الحسن في أدب
ضحاكة كالنور في الزهر
…
رقاصة كالغصن في الوادي
كرارة كنسيمة السحر
…
ثرثارة كالطائرة الشادي
لا أعرف شدواً أحسن من شدو خليل حينما تضرب الذكرى على أوتار قلبه
صنعت بقلبي صنعها فإذا
…
هو ينكر القربى ويجحدها
ترك الهوى الأهلي واتخذا
…
تلك الغريبة عنه يعبدها
وكذاك قلب الطفل يلتفت
…
إن يلف حباً غير ما ألفا
كالطائر البيتي ينفلت
…
تبعاً لسانحة بها شغفا
حسن تملكني فأدبني
…
ما شاء في قولي وفي فعلي
وبمثل لمح الطرف أكسبني
…
خلقاً وعلمني على جهلي
أكرم بالجمال إذا كان يكسب مثل هذا الأدب
أوحى إلي دَداً أجربه
…
في آية فطنة وَدَدِ
فجمعت صلصالاً أركبه
…
وصنعت تمثالاً لها بيدي
قلم خليل في الوصف يفوق قلم أبرع المصورين فلا بدع إذا جاء هذا التمثال الرامز إلى الحب آية في الجمال.
صورت شبه الفرخ في وكر
…
من غير سبق لي بتصوير
فأتى على ما شاءه فكري
…
ورضيت عن خلقي وتقديري
ما كان ذاك الفرخ معجزة
…
فتانة الإتقان والحسن
كلا ولم أجعله معجزة
…
لكفاءة الحذاق في الفن
فلرب عين فيه لم تكن
…
في الحق غير مظنة العين
ومظلة للزغب لم تبن
…
حتى ولا ريش الجناحين
ولعل ذاك العش لم تفر
…
فيه شروط الوضع والنقش
لكن على حلم من النظر
…
تستام فيه معالم العش
رسم على تلك العيوب بدا
…
لحبيبتي من أعجب العجب
فتناولته برقةٍ وغدا
…
بين الصواحب أنفس اللعب
أمحيري الأحلام بالهرم
…
وبناة بابل فتنة الحقب
ومهندسي اليونان من قدم
…
والفرس والرومان والعرب
ومشيدي بغداد والجسر
…
وممصري الأمصار للبدو
ومزخرفي الحمراء والقصر
…
حيث انتهى بهم مدى الغزو
أي رافئيل المبدع الصورا
…
أي ميكلنج الناقش الباني
أي كل فانٍ تاركٍ أثراً
…
من طابع التخليد في فان
لا تستعز بكم روائعكم
…
ممدوحة في الشرق والغرب
أترون كم صغرت صنائعكم
…
في جنب ما صنعت يدا حبي
بدليل أن حبيبتي فرحت
…
بهديتي وقضت لها عجباً
ومضت تداعبها وما اقترحت
…
شيئاً يتم لها بها إربا
يوم تقضّى والفراق تلا
…
سرعان ما وافى وما انصرما
بهوى تولد فيه واكتهلا
…
في ساعتيه وشاخ وانعدما
ولى وأبقى في دجى الماضي
…
شفقاً بعيداً واضح الأثر
كم اجتليه وراء أنقاض
…
وأقول يا أسفي على سحر
هذه حكاية حالة عبرت
…
واستغرقت في لجة المحن
ما زلت أنقذ كل ما ذكرت
…
قطعاً طفت منها على الزمن
فإذا صفاء النفس عاودني
…
وأقرني فوق التباريح
دال الهوى الأهلي من حزني
…
وبقيتما ريحانتي روحي
لا مجال اليوم للأشواك مع هذه الزهرة الزهراء، فإلى العدد القادم.
حاصد
سمو الأمير ضياء الدين افندي أكبر أنجال جلالة السلطان وقد قدم إلى القطر المصري لتحية جلالة ملك وملكة الأنكليز في سفرهما إلى الهند