الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عارف الزين. مجلته جامعة. فيها من كل فن خبر. منشئها مثال التساهل الديني.
* * *
وهناك مجلات أخرى لم أذكرها لعدم قراءتي إياها طويلاً كالطبيب للدكتور إسكندر بارودي، والجسمانية للأب يوسف علوان، واللطائف الأهلية لمحمد جمل، والتلميذ للمدرسة العثمانية، والمجلة السورية لفيليب يوسف تيان، ومجلة الاقتصاد لأنيبال إبيلا، والحقوق لمعوشي وخلف، والعري، والعروس، والشبيبة وغيرها من المجلات التي لم تعش كثيراً لضعف مادتها العلمية من جهة. وفقر أصحابها من جهة أخرى.
حليم إبراهيم دموس
في جنائن الغرب
عفريت المنزل
معربة عن كتاب لفيكتور هوغو.
لوسي. . . ما لك ترتجفين. لا ترتعدي فرقاً، ولا تجزعي قلقاً. أتخشين عبدك، وهو يتفانى في سبيل خدمتك. أتخشين ممن يريد أن يظل قربك ما دام الليل ليلاً والنهار نهاراً. أتخافين من يبذل حياته وسعادته ليزيد يوماً واحداً في عمرك؟ ألا اغفري لي أيتها الصبية الجميلة إن أزعجك كلامي أو راعك منظري. فالكلام قد ضاق في صدري وأنا
أريد أن أتكلم فإن السكوت يؤلمني.
ألا قولي ما الذي يدعوك إلى البرية، إذا ما الشمس هتكت حجب السحب، وبددت جيوش الظلام، وتمايلت الحقول طرباً لهبوب نسيم الصباح البارد. ألا أمكثي في بيتك واسمعي ما يوحي به إليك عفريت دارك، وعي في صدرك ما يبث في نفسك من الحب والهيام. وإذا ما الكرى أسبل عليك ستاره، وبت سكرى من نشوة خمره الفتان. أنفث في صدرك ذكرى الأحباب ومن طوتهم الأيام وأدرجتهم القبور تحت أحجارها، وأكلل مهادك الجميل الوثير بأجمل الأزهار لوناً وأعبقها أرجاً. فأجعل أيامك كبعض أيام أيار، وليلك كبعض الليالي المقمرة.
وإن طمت بك السأمة مرة إلى استماع تغريد الأطيار تحت ظل الأشجار أو صفير البلبل المعجب عندما تمي ملكة النهار مائسة نحو ظلمات المغرب، أعير الأطيار شجي نغماتي، وأضع في فم البلبل أطرب آلاتي، وأنفخ في هبوب النسيم البليل بعض شذا الجنة فيحيي أنفاسك المنهوكة تحت وقر العمل. وإذا ما الغراب الأسحم نعق قرب دارك، طرته بعيداً وأقصيته عنك كيلا يوشوش عليك ذهنك أو ينغص عليك عيشك.
عندما تستسلمين بنفسك إلى زورق الصايد المتمايل فرقاً فوق تجعد الأمواج واضطراب المياه، فإني أنا أدفع بذلك الزورق الغارق إلى بر السلامة وآمر الأرواح فتهدأ وريح الجنوب فتهب باردة وتنفح وجهك الأحمر، وآمر الأسماك الصغير أن نبهج ناظريك بألوان ظهرها الذهبية
فتجلو عن نفسك صدأ الأحزان والكآبة.
وأنا كالكلب الأمين أحرس دارك من شر اللصوص، وأرافق أنعامك إلى مرعاها الأخضر، وأذب عنها الذئاب والضباع، وأرد إلى أسرابك ما شرد عنها من الأغنام. أصنع لك الجبنة عندما تدر لك قطعانك أبانها، وإذا ما الشمس نادت حي على الفلاح كنت أول بادئ في العمل فأهيئ لك خيلك وأجرد عنها أقذارها.
ألا تريدين أن تنظري إلي. . . آه لو لم ترفضي إذن لعلمت أن الأرواح ليست قبيحة كما تتوهمها عقول البشر، لي أجنحة أطير بها وعينان زرقاوان كرقيع السماء الصافي، أنا ابن الهواء، أنا ابن الهباء، ونحافة جسمي تدلك على صدق قولي.
ألا قولي يا لوسي ما بالك ترتعدين؟ إني لست أعجب من رعبك. إليك آخر سؤلي، وما العهد بك أن ترفضي نعمة طلبت إليك فاسمعي. إن الله يأذن للأشباح أن تلبس الهيكل الإنساني مرة في السنة. فأنا سآخذ صورة حبيبك مانيوس من نقشت صورته على سويداء قلبك وعلقت نفسك بهواه. ألا فاقبلي طيفي الشارد كما لو كنت إياه وارحمي شقائي. . . إن التي كانت ترتعد خوفاً وتغرق رعباً منذ هنيهة من ذلك الصوت الحنون الرخيم، وتطرده منتصرة بالصليب، قد علا وجهها الأحمر وصمتت حياءً وخجلاً، فدنا من فمها فمٌّ وتعانقا. أتلك قبلة بشرية أم قبلة روح طوتها الأيام فبعثها الغرام. . .؟
لويس أسود