الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نتيجة عمومية - لولا أن أتاح الله للغناء العربي في العهد الأخير المرحومين أبا خليل القباني، وعبده الحمولي، لكانت صناعة هذا الفن الجميل قد اندثرت ولم يبق لها أثر. فإن القباني نقل إلى مصر ما أخذه بالسماع والتواتر عن الأغاني العربية القديمة أحياها، والحمولي أخذ تلك الطريقة وهذبها ثم تفنن فيها حتى اختص بها وأخذها عنه معاصروه فذهبوا فيها أيضاً مذاهب شتى.
حبذا لو استطاعت الحكومة المصرية - وهيا لحكومة العربية الوحيدة التي تسعى أبداً إلى تخليط مجد العرب - أن تنشئ مدرسة لفن الموسيقى العربية فتحفظ هذا الفن من الضياع، وتعيد له مجده القديم. إن هذه لأمنية لنا على الحكومة لعلنا إن نعود إليها فنوفيها حقها من البحث.
ثمرات المطابع
تاريخ آداب اللغة العربية - واضع هذا السفر النفيس جرجي أفندي زيدان ليس بحاجة إلى التعريف. فهو من أشهر كتابنا وأكثرهم نشاطاً واجتهادا، ً وأجلهم خدماً للغة العرب وآدابها وتاريخ تمدن أممها. وإذا ما ذكر يوماً الكتاب الذين كانت لهم يد في النهضة الأدبية في هذا العصر جاء اسم زيدان في مقدمتهم. فإن مؤلفاته - بين تاريخ وروايات وآداب واجتماع - تعد بالعشرات. وهي - وإن اختلفت في القيمة
باختلاف موضوعها - وتشهد لصاحبها بسعة الاطلاع وحب البحث والتنقيب عن الحقائق وخصوصاً بالثبات على العمل، الأمر الذي لا يحق لكثيرين من كتاب الشرق أن يفتخروا به: ويسر الزهور التي وقفت نفسها على نشر آثار أدبائنا وتعريفهم إلى قرائها أن تعلن اليوم فضل هذا الرصيف الكريم وتزيين صفحاتها برسمه بمناسبة ظهور كتاب تاريخ آداب اللغة العربية. وهو كتاب يشتمل على تاريخ اللغة العربية وعلوها وما حوته من العلوم والآداب على اختلاف مواضيعها وتراجم العلماء والأدباء والشعراء. . . من أقدم أزمنة التاريخ إلى الآن وهذا الجزء الأول يحتوي على تاريخ آداب اللغة في عصر الجاهلية وعصر الراشدين والعصر الأموي.
لا يخفى على أديب ما هو عليه هذا الموضوع من تشعب الأطراف ووعورة المسلك واضطرار من يعالجه إلى الوقوع في هفوات عديدة. ولم يفت هذا الأمر زيدان أفندي فإنه العالم الحقيق الذي يعرف أن ما لا نعلم هو أكثر مما نعلم، فأشار إلى ذلك في مقدمته بكل صراحة وحرية ضمير شانه في ما تقدم من مؤلفاته. فإذا كان في النظرة العامة التي وضعها عن حالة العرب وآدابهم ولغتهم ولهجاتهم في الجاهلية نقص، أو إذا كان في سرد أسماء الشعراء سهو أو إهمال، أو في الحكم على شعرهم ولغتهم ما هو موضوع المناقشة فلأن الموضوع غير واقع تحت الحصر، ولأن المستندات الواجب الاعتماد عليها مبعثرة في مئات من الكتب بين مطبوعة وخطية وهذه الكتب منثورة في مكاتب مختلفة بين عواصم الغرب والشرق فلا
يتسنى الوقوف عليها. ولذلك ترى أن تاريخ الآداب العربية الذي نحن الآن بصدده قد جمع بين دفتيه جل ما يمكن جمعه من المعلومات عن هذه الآداب. وهو من هذا القبيل أشبه بواضع أول معجم لمفردات اللغة فإنه أغفل بطبيعة الحال كلمات كثيرة جاء بعده من استدركها ودونها فكمل عمله. وفي رأينا إن أكبر مساعد على وضع تاريخ شامل واف لآداب لغتنا هو أولاً: انتقاء مختارات من أدباء العرب. فإن هذه
الكتب على وفرتها - وأوسعها مجاني الأدب لا تفي بالمطلوب لاسيما من حيث التنسيق والتبويب - فالحاجة ماسة إلى تقسيم الكتاب حسب العصور وإيراد نبذة موجزة عن حياة كل كاتب أو شاعر مع أسماء مؤلفاته وإبداء رأي في كتاباته ثم ذكر المأثور من هذه الكتابات، على الطريقة التي سار عليها الإفرنج في تبويب مختاراتهم. والأكثر الثاني الذي يساعدنا على ضبط تاريخ آداب لغتنا هو الدروس الإرادية وذلك أن يعمد أدباؤنا المعروفون
إلى كاتب أو أكثر من كتاب العرب فيدرسونه درساً أدبياً وافياً من حيث ترجمته ونقد كتاباته وتأثير الوسط فيه إلخ فيضعون عنه لمحة تجمع زبدة الآراء وهكذا يتسنى من مجموع هذه الدروس إبداء أحكام صادقة وإيراد روايات راهنة عن كتابنا السالفين. وسنباشر ذلك في الزهور قريباً إن شاء الله. ويجدر بالجامعة المصرية وبغيرها من معاهدنا العلمية الشرقية أن تفرض على كل مرشح لنيل الشهادة النهائية وضع درس من هذه الدروس عن أحد شعراء العرب كما تفعل معاهد الغرب. هذه في رأينا أهم الوسائل التي توفر لدينا المعدات اللازمة لوضع تاريخ حقيقي لآداب لغة العرب.
فإلى زيدان أفندي نزف أطيب التهاني بما خدم به هذا الموضوع الجليل منتظرين توفيقه إلى إظهار الجزء الثاني من كتابه وهو سيكون ولا ريب أوفى بحثاً وأتم بياناً لأنه يتناول عصراً كثرت آثاره وتوفرت المعلومات عنه. وعلى كل حال فإن الكتاب يعد صفحة جميلة في حياة مؤلفه المملوءة بالأعمال الأدبية.
أزهار أحلام ، - يسرنا أن نرى عدد الأوانس والسيدات اللواتي ينزلن إلى مضمار الكتابة يزداد يوماً فيوماً. فنحن اليوم نحتاج إلى صفحة كبيرة لتعداد أسماء الكواتب والشواعر عندنا. ويزيد سرورنا عندما نرى فتاتنا تحمل مع القلم العربي الريشة الإفرنجية، وتجاري الأجانب أنفسهم في لغتهم. عرف قراء العربية
الكاتبة الأديبة مي مما نشرته من الروايات الجميلة والمقالات الشائقة والأبحاث النفسانية الدقيقة في جريدة المحروسة الغراء وقد أتحفتنا بمقالة لطيفة عن ألفرد ده موسه نشرناها في غير هذا المكان من هذا الجزء. وأمامنا الآن كتاب شعر إفرنسي رقيق، في ذيله بضع صفحات نثرية جميلة، تأليف إيزيس كوبيا. وإيزيس ومي هما شخص واحد، والقلم الذي حبر المقالات والروايات العربية،
والريشة التي حاكت برد هذه القصائد الفرنسوية، تحملهما يد واحدة ويملي عليهما فكر واحد. الكتاب الذي نحن بصدده الآن مجموعة أزهار عطرية نبتت في رياض الأحلام الجميلة، وهي مهداة إلى روح لامرتين شاعر القلوب الحزينة، وهذه الروح المتألمة ترف على كل صفحاته وتجعل الكاتبة تقول في قصيدة هل هي شاعرة؟ معناه: البكاء والرأفة والحب والألم هذه هي صفات الشاعر وقد ظهر من المواضيع التي طرقتها الكاتبة أنها لا تصف إلا ما ترى، ولا تعبر إلا عما تشعر به. فجاءت منظوماتها صورة حقيقية لما يشغل فكرها ويحرك قلبها، ولذلك أنت تشاركها عند تلاوة أشعارها في هذه العواطف مهما كان رأيك في القالب التي سبكتها فيه. فلا تتمالك من أن تصبو معها إلى مصر ونيلها وآثارها وسهولها، وتحن معها إلى لبنان وجماله وأوديته. وإذا كانت إيزيس كوبيا شاعرة في نظمها فقد وجدناها أشهر منها في تلك الصفحات النثرية التي ختمت بها أزهار أحلامها حيث لم تعد مقيدة بقيود القافية والوزن، وكثيراً ما تكون الأزهار المنثورة أجمل من الأزهار المضفورة على شكل مقرر. ولولا ضيق المقام
لأتينا على ترجمة بعض هذه الأفكار المدونة في هذه الصفحات.
قالت إيزيس في مقدمة صغيرة استهلت بها مجموعتها: إذا كانت كتاباتنا صادقة، فلا أهمية لقيمتها من حيث الفن. فنحن تارة نتألم وتارة نفرح، ولكننا دائماً نتنهد. وإن التنهدات التي تملأ صدر الإنسانية متشابهة، وما الاختلاف إلا في توقيعها. . . فلا تحاولن يا من يطالع هذا الكتاب أن تنتقد أو تعلل، بل ابتسم، فإن ابتسامة التسامح هي أجمل زهور النفس. فلا تبخل علي بهذه الابتسامة التي التمسها. . . ونحن لم نبخل بهذه الابتسامة عند مطالعة هذا الكتاب، ولكنها كانت ابتسامة رضى عما فيه، وإعجاب بالقلم الذي كتبه.
منتهى الإفادة - من الكتب التي لها مساس بالحياة العائلية، كتاب منتهى الإفادة في أسرار الجمال والصحة والسعادة لمؤلفه حضرة البارع الدكتور أمين أفندي ناصيف. تصفحناه فوجدناه سفراً جليلاً يبحث عن الطرق الصحية لتحسين الخلقة ولتلافي العاهات ولتقويم الأعضاء منذ الصغر وللتدابير التي يجب اتخاذها لتجنب كل ما يشوه الوجه. وقد ذكر المؤلف عدة وصفات لنعومة البشرة ولحفظ الأسنان ولصحة العينين واعتدال القامة وغير ذلك وختمه بمباحث طبية جاء فيها على خلاصة ما يقال في الأمراض الكثيرة الشيوع،
وأسهل الطرق لعلاجها. والكتاب جدير بالمطالعة لما فيه من الفوائد الجمة.
تهنئة إخلاص - عرف قراء الزهور سليم أفندي عبد الأحد الكاتب المجيد الذي ينشر في هذه المجلة رسائل غرام بين نساء شهيرات ورجال عظام ونحن نقدمه اليوم إليهم شاعراً بارعاً في اللغتين العربية والإنكليزية. يدل على ذلك كراس صغير أهداه إلينا وفيه قصيدتان عربية وإنكليزية رفعها إلى جلالة الملك جورج الخامس بمناسبة تتويجه نقتطف من الأولى قوله في وصف الأسطول:
عرش تؤيده السفائن دونها
…
شم الجبال الراسيات وتعضد
الشامخات السابحات تعج من
…
أثقالها لجج المحيط وتزبد
تخد البحار وفي حشاها زفرة
…
تمتد في موج الخضم فتوقد
وقوله:
يا باسطاً ظل السلام وناشراً
…
للعدل ألوية بفضلك تشهد
فخر الملوك سيوفهم مسلولة
…
وفخار سيفك أن سيفك مغمد
مجد إذا قيس الخلود ففترة
…
تفنى وعرشك في القلوب مؤبد
أما القصيدة الثانية فقد نشرتها الصحف الإنكليزية في مصر وأثنت على ناظمها أجمل الثناء.
صحيفة الوجدان - نشرت الزهور في سنتها الأولى شيئاً مختاراً من نظم الأديب رمزي أفندي نظيم. وقد أتحفنا حضرته اليوم بمجموعة ما نشره في جريدة العفاف الغراء في مواضيع مختلفة وهي تبشر شاعرها الشاب بمستقبل مجيد في هذا الفن.
لغة العرب - هو عنوان مجلة أدبية تاريخية سيصدرها قريباً في