الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خطاب
ألقته الآنسة الأديبة هدى كيروك في السوق الخيرية التي أقيمت في المشغل النسائي الذي أنشأته الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك:
نعم أن عطف القلب مجدٍ ونافعٌ
…
ولكن عطف الكف بالبذل أنفع
سلامٌ على جمهور عطف قلباً وكفاً، سلام على كرام دفعتهم حماسة الشرف، وحرّكتهم رقة الإنسانية إلى مثل هذا الاجتماع، سلام لوجوهٍ باسمة، وتحية لنفوسٍ آنسة، أتت تفتح أبواب المساعدة، وتمهد سبل السعادة لأخوات بائسات بتنَ زمناً طويلاً يقرعن أبواب ضمائرنا طالباتٍ رحمةً وإغاثة. فنعم الإجابة إجابتكم إياهن اليوم في هذا المجتمع الخيري، نعم القلوب الرقيقة، ونعم الأيادي الكريمة.
سيداتي وسادتي، قد احتفلنا في السنة الماضية بافتتاح المشغل الخيري وكنا نعلل النفس بنجاحه واتساعه. ومع ذلك كنا نخشى أن تنتابه يد النسيان، وتسدل عليه غشاءً كثيفاً ككثير من المشاريع التي تنشأ في المشرق بين الرياحين والأزهار، ولا تلبث أن تختنق بين شوك التخاذل والتقصير.
غير أن هذا المشروع قد نجا بعون الله وقد رأينا تلك الغرسة الضئيلة التي زرعت بالأمس شجرةً باسقة بفضل ما بذل في إنمائها من الهمة الشماء والتفاني المتواصل. وإن اجتماع هذا اليوم لبرهان ساطع على ما للطائفة من الميل لفعل الخير والبذل في سبيل الإحسان.
نعم أيها السادة الأفاضل، إن الطائفة على العموم قد ساعدت هذا المشروع بكل قواها. فراعيها الجليل ببركاته وإرشاده، وأغنياؤها ببذلهم
وسخائهم. وعقلاؤها بأفكارهم وآرائهم، وأعضاء جمعيتها الخيرية برقابتهم ونشاطهم وتذليلهم أشد الصعاب ليُسَيّروا المشروع في الطريق القويم. هنا هي النهضة الحقيقية. وهذه هي الجمعيات الخيرية التي يقوم بها نجاح الأمة وبمساعدتها إتمام فروض مقدسة.
وقد اتقدت تلك الروح الحميدة في صدور السيدات بكل ما لها من الحماسة والإقدام، وجعلت ذلك الجنس الضعيف جيشاً باسلاً يتغلب على الصعوبات ويقاوم كل معارض في سبيل الخير، ويفتح الجيوب بكل ما لديه من أنواع الرقة والتأثير. فلذا رأيتم جمعية لأوانس متحليات برداء الطهر والفضيلة تبرز لنا من الأشغال اليدوية ما نعده كنوزاً ثمينة إذ حاكته أيدي عذارى متقدات غيرة متفانيات حباً في سبيل منفعة البائسة وانتشالها من وهدة الفاقة.
وقد اتفقت تلك القلوب الشفيقة وتعاضدت فتألقت جمعية خيرية قضت سنة كاملة في استخراج الفوائد والأشغال، لتحيي هذه الحفلة في هذا اليوم، وتدعونا للاشتراك فيه تنشيطاً لها ومساعدة.
فنشطوا وساعدوا وافتحوا أيديكم الكريمة، وجودوا على هؤلاء الأخوات موضوع جهاد الأنفس الأبية، جودوا بما يُطَيّبُ عيشهن لأهنئهن بحضوركم وأناديهن:
ثقنَ أيتها العزيزات وأعلمن بأنكن أيدٍ عاملة ضمن دائرة الجمعية بل دائرة الرحمة بين آباء وأمهات وإخوان وأخوات جلّ غايتهم صيانتكن وضمان مستقبلكن فافرحن إذاً وصفقنَ واصرخن معي: بشرى الأيتام فقد صانتهم يدُ الإحسان. . .!
- هدى إسكندر كيورك