الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما محبو الأبحاث الأدبية فقد أعجبوا بوجهٍ خاص بتاريخ الآداب لعيسى معلوف وبالنهضة في العراق لساتسنا.
ومن المقالات التي نالت أصواتاً غير يسيرة العمال والحكومات والقطران الشقيقان لداود بركات وما كان في معناها من قلم تحرير المجلة في مفتتح العدد الأول وفي العدد الكبير مصر وسورية.
وقد جاءتنا كتابات أيضاً تعرب عن استحسان خطة درس الكتب كالريحانيات والنظرات ومجموعة الشميل والمقابلة بين شوقي والبوصيري وحافظ إبراهيم والفرزدق. وطلب أصحابها أن نكثر من هذه الدروس الانتقادية فنجيبهم: أعطونا كتباً وخذوا دروساً.
وأثنى الكثيرون على الأشواك والأزهار التي يجمعها حاصد وكتب إلينا أحد الظرفاء يقول: باقةٌ جميلة جمع فيها الورد والبنفسج والزنبق والياسمين: مجموع أزهار عطرية لا أعرف أيها أفضّل فلذلك جمعتها كلها وحرصت عليها في خزانتي.
هذا مجمل ما جاءنا من الأجوبة على سؤالنا نورده مع الشكر لكل الذين لبوا الطلب.
أزهار وأشواك
القبلة والقانون
ذكرت في العدد الماضي كلمة عن القبلة والصحة، وتحظير المجلس الصحي في ولاية إنديانا للتقبيل. وقد كتب إلي فريق من القراء نظماً
ونثراً يشاركون شبان تلك الولاية في احتجاجهم على هذا المنع الثقيل. ولم يأتني شيء بهذا المعنى من القارئات. مع أن رأيهن في الموضوع ذو شأن خطير. وقد قرأت خبر حادثة جرت في أمريكا - وأية غريبة لا تحدث في العالم الجديد؟ - مفادها أن قد طرح على القضاء حل هذا المشكل هل يجوز للزوج أن يقبل زوجته ساعة هي لا ترغب في ذلك. . .؟ جاوبت المحكمة سلباً، وحكمت على مستر جورج شوت بغرامة مئة دولار مع الأمر بعدم تقبيل زوجته قبل. . . الحصول على رضاها. ونحن نود لو صرحت لنا المحكمة برأيها في ما إذا كان الرجل مضطراً إلى تقبيل زوجته ساعة هي ترغب في ذلك وهو لا يرغب. . .؟ غريبة ثانية عن المحاكم الأمريكية: تضايقت امرأة من قبلات زوجها الكثيرة فرفعت أمرها إلى القاضي. فرتب للرجل عشر قبلات فقط في النهار تاركاً له الخيار في تقرير مواعيدها، فجعلها خمساً صباحاً وخمساً بعد الظهر. . . أف للقبلة ما أثقلها إذا كان شبح القانون واقفاً بين الشفاه والخدود. وقبحاً لها ما أمرّها إذا كانت تؤخذ بكمية ومواعيد مقررة كحبوب بنك ومستحلب سكوت. . .
بريد وبريد
مصلحة البريد وجدت لتخدم مصالح الجمهور. أنت تدفع الغرش أو الخمسة والعشرين سنتيماً على رسالة تكتبها لتصل تلك الرسالة إلى من كتبت إليه. ويتقاضى منك صاحب الجريدة أو المجلة علاوةً عن قيمة
الاشتراك تلقاء نفقات البريد، حتى تصل الجريدة أو المجلة إليك، لا إلى أحد عمال البوستة ليطالعها ويعيدها إليك متأخرة - هذا إذا خطر على باله أن يردّها. هذه أمور معروفة، فيثقل عليك وعلي ترديدها، ولكنها كثيرة ما تهمل فيضايقك ويضايقني إهمالها ولربما ألحق بنا ضرراً. وكيل إدارة الزهور مضطر إلى إرسال الأعداد إلى بعض الأنحاء مؤمناً عليها لئلا يختطفها عمال البريد في تلك الولاية. وكثيراً ما لا يجديه التأمين نفعاً ضد هذه الأيدي الطويلة. سبق لي تسديد شوكة من أشواكي
إلى هؤلاء القوم غير المحترمين. فتكسرت على جلدهم وهو أسمك من بعض الجلود. . . وإذا عدت اليوم إلى هذا الموضوع فلأقدم زهرةً من أعطر أزهاري لعمال البريد الأمريكي.
جاءني ظرف وعليه طابع من الولايات المتحدة ففضضته ووجدت فيه ظرفاً آخر مختوماً بالشمع مطبوعاً بطابع باريس، وضمنه رسالة من أحد أصدقائي هناك. فتعجبت للأمر، لكني قرأت على زاوية الظرف ما ترجمته وجد هذا المكتوب غلطاً ضمن رزمة جرائد فليرجع إلى صاحبه، فما أعظم الفرق بين بريد وبريد. . .!
حول إمام العبد
قلت في عددٍ مضى كلمة عن المرحوم إمام العبد وكان مدير هذه المجلة الجديد قد كتب نبذة في البرق عن ترجمة ذلك الشاعر فأرسل عز الدين أفندي صالح أحد أصدقاء إمام بهذه المناسبة بعض ملاحظات
خصوصية اقتطف منها بعض ما يأتي: كنت قد أشرت في ما كتبت إلى الأبيات الحماسية التي نظمها الشاعر الأسود محتذياً حذو ابن لونه شاعر بني عبس وذكرت كيف أن القطة القافزة من النافذة قد أطارت لبه شعاعاً وهو يفتخر بالأسنة والسيوف وإليك هذه الأبيات:
ولما التقينا والأسنة شرع
…
ونادى المنادي لا نجاة من الحتف
عطفت على سيف المنية فانجلت
…
صفوف وكان الصف ألصق بالصف
فرحت وفي وجهي وجوه عبوسة
…
وعدت وأشلاء الفوارس من خلفي
فلم أر قلباً غير قلبي بجانبي
…
ولم أر سيفاً غير سيفي في كفي
وقسم سيفي القوم قسمة عادل
…
فأرضى الثرى بالنصف والطير بالنصف
وأشار كاتب ترجمة إمام في البرق إلى أبيات نظمها الشاعر في شاب توفي مسلولاً، وإليك بعضها:
عشق الموت مكرهاً في شابه
…
رب موت تحار في أسبابه
قبل أن يدفنوه في الرمس ميتاً
…
دفنته الأيام في جلبابه
فإذا رمت أن تراه بعين
…
لا ترى غير أنةٍ في ثيابه
كيف تقوى كفاه في موقف ال
…
عرض إذا كلفوه حمل كتابه
أيها الموت لا عدمتك خلاّ
…
طالما أنقذ الفتى من عذابه
وأورد صديقي من النكات عن إمام غير ما أوردت قال: شد عنقه يوماً بربطة سوداء فقال أن أحد إخوانه لما رآه هكذا حسب قميصه غير مزرر فطلب منه أن يزرره.
وجلس يكتب فسقطت نقطة حبر على القرطاس فقال أن جليسه يومئذ قال له (نشف عرقك).