الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرائي عن المعتمد الإنكليزي الجديد إلا على سبيل الفكاهة. . . روي، والله أعلم، أن لورد كتشنر أوف خرطوم، لما كان قائداً للحملة السودانية، دخل إلى مضربه في أحد الأيام وقد اشتد عليه التعب والحر، وأوصى الجندي السوداني القائم على خفارته أن لا يدع أحداً يصل إليه لأنه في حاجة إلى قليل من الراحة. انطرح القائد بملابسه على مضجعه العسكري ونام، وبينما هو كذلك إذا بطلقين ناريين قد دويا في جانبه، فأفاق مذعوراً وهرول إلى خارج الخيمة وهو يظن أن العدو قد هاجم المعسكر على حين غفلة. فرأى الخفير والبندقية في يده، والابتسامة على شفتيه، فسأله عما هناك فأجاب: الرصاصة الثانية كانت القاضية عليه. . . . هو فأركان يحاول الدخول إلى الخيمة فخفت أن يزعج مولاي في رقاده.
مغزاه: سيرى العميد كثيرين من الزعماء يطلقون النار حوله - كالخفير - من أجل فأر،
بغية راحته.
حاصد
ثمرات المطابع
التشخيص الجراحي - لما تكلمنا عن رسالة الحمل خارج الرحم (زهور سنة أولى ص 549) التي وضعها حضرة العالم الدكتور محمد أفندي عبد الحميد طبيب مستشفى قليوب، أثينا على همة المؤلف لنشره مثل هذه الأبحاث العلمية في اللغة العربية ورجونا من حضرته متابعة طبع
مثل هذه الكتب المفيدة. ولم يمض على ذلك بضعة أشهر حتى تحف الدكتور عبد الحميد العالم الطبي بمؤلف نفيس هو الذي نحن الآن بصدده، وقد استخلصه من أربع مؤلفات إنكليزية تعد من خير ما كتب في هذا الموضوع فجاء كافياً وافياً، وتناول تشخيص الإصابات كافة وما يطرأ عليها من المضاعفات كإصابات الرأس والعمود الفقري والمسالك الهوائية والحنجرة والصدر والبطن والحوض والمفاصل وأعضاء التناسل إلخ مع أبحاث مستوفاة في كل أنواع الخلوع والكسور والأورام والقروح. ومن يتصفح هذا الكتاب الضخم يدرك ما بذله صاحبه من العناية والتدقيق وتكبده من النفقات ليقدم لقراء العربية هذا السفر الثمين الذي كانوا بحاجةٍ قصوى إليه. فإذا هم أقبلوا على اقتنائه فإنهم لاشك واجدون فيه من الفوائد والمنافع ما لا يعد ثمنه شيئاً بجانبه. فلا يسعنا إلا إسداء الشكر الحميم للدكتور عبد الحميد الذي عرف كيف يخدم أمته وبلاده الخدمة الحقيقية، وهذا ما سمعناه من الكثيرين.
وقاية الشبان من المرض الإفرنجي والسيلان - وجاءنا كتاب طبي آخر ورد علينا من الديار الأمريكية لمؤلفه حضرة النطاسي الدكتور سعيد أفندي أبي جمره صاحب جريدة الأفكار البرازيلية، وقد بحث فيه بحثاً دقيقاً عن الأمراض الزهرية - المشتق اسمها من الزهرة آلهة الحب والجمال - وأورد تاريخها في العالم عموماً وفي الشرق خصوصاً ودخولها إلى بلادنا مع حملة بونابرت إلى القطر المصري
سنة 1789 وامتدادها إلى القطر السوري لكثرة المعاملات بين القطرين وتسميتها بالمرض أو الحب الإفرنجي لأن مصدرها الإفرنج. ثم وصف كل أنواع هذه الأمراض وصفاً طبياً مع طرق معالجتها والوقاية منها، وسهل فهم كل ذلك بالصور والرسوم فخدم بذلك الشبان خدمة كبيرة عساهم أن يجدوا فيه ما يكفيهم شر هذا المرض الفتاك.
يا حسرتي عليك يا زعيتر - اشتهر شكري أفندي الخوري الكاتب الظريف بلطف أسلوبه وخفة روحه في الكتابة. وجريدته أبو الهول التي تصدر في البرازيل تشهد له بذلك وقد
امتاز على زملائه بالتعويل على اللغة العامية لإفهام الشعب ما يريد من الحقائق الأدبية والعمرانية. وله في عالم التأليف كتب لطيفة من هذا القبيل أشهرها رحلة فنيانوس. وإذا كان كتابه الأخير الذي أهداه إلينا أخيراً ينقص عن أسلافه من حيث الطبعية في اللهجة والحديث فهو لا يقل عنها مطلقاً من حيث دقة الملاحظة وقوة الوصف وشدة الانتقاد. وقد ذكر لنا فيه حكاية زعيتر - وهو قروي لبناني يهاجر إلى أمريكا بلاد الذهب - وما يصادفه أثناء هذه الرحلة من الحوادث والأمور الغريبة. ولا يسعك إلا أن تقهقه ضحكاً عندما تطالع حكاية هذه النوادر وهي بسيطة بحد نفسها ولكن قلم شكري الخوري يلبسها حلة ترتاح إليها النفس. وهو يذكرنا من حيث دقة الملاحظة والنقد بقلم فارس الشدياق، وإن كان بين إنشاء الكاتبين بون عظيم. وهو يشبه