الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقظتها هائلة مروعة. وكان هذا البعض أول من ذهب ضحية هذا الحلم فعسى أن تكون هذه آخر صاعقة تنقض على البلاد فيعقبها شروق الشمس وتعود مصر إلى الرخاء والصفاء.
محادثة شبح
عن أصل الحروف الهجائية
كنت أكتب منذ زمانٍ طويل في سكون الليل وكان المنور (غطاء القنديل) يرسل على المنضدة ضوء القنديل ويبقي الظلام منتشراً على الكتب الموضوعة على طبقات تعلو الواحدة منها الأخرى في جهات الغرفة الأربع. وكانت النار الموشكة أن تنطفئ تبدو خلال الرماد كأنها شذرات من الياقوت. وكان دخان التبغ المهيج يمتزج بهواء الغرفة ويزيده تكثفاً وأمام لفافة من التبغ في قدح على كومة من الرماد يرتفع دخانها اللطيف الأزرق ارتفاعاً عمودياً. وكان شكل الظلمة في تلك الغرفة سرياً لأن الجالس فيها يشعر شعوراً مبهماً بروح تلك الكتب الملقاة في موضعها وقد سكن قلمي بين أناملي كأن النعاس قد عبث بأعطافه فجعلت أعمل الروية في أمور قديمة العهد وإذا بشخص غريب برز من دخان لفافتي كما يبرز من دخان العشب السحري. وكان شعره متجعداً، وعيناه
نحلاوين براقتين وأنفه أقنى، وشفتاه غليظيين، ولحيته سوداء متجعدة على الزي الآشوري، ولونه نحاسياً فاتحاً، وقد طبعت على محياه علائم الدهاء والميل مع الهوى ميلاً عنيفاً، ودل شكل جسمه الربعة القامة ولباسه الفاخر على أنه من أولئك الآسيويين الذين كان الإغريقيون يطلقون عليهم اسم بربر. وكان لابساً على رأسه قبعة زرقاء مصنوعة على شكل سمكة ترصعها النجوم، ومرتدياً ثوباً أرجوانياً موشىً بصور الحيوانات وحاملاً بإحدى يديه مجذافاً وبالأخرى أدراجاً. فلم اضطرب عند رؤيته لاعتقادي أن ظهور الأشباح العديدة في المكاتب أمر طبيعي. ألا تظهر أشباح الموتى في العلامات التي تحفظ ذكرها؟ ودعوت الغريب إلى القعود فنبذ دعوتي وقال:
أرجو منك أن تدعني وشأني ولا تعتبرني حاضراً في هذا المكان فلقد أتيتك لأنظر ما تكتبه على هذا الورق العاطل لني أسر بذلك واعلم أن الأفكار التي تعبر عنها عليه لا تهمني البتة وإنما يهمني جداً منظر الحروف التي ترقمها عليه فأنا أعرفها وإن يكن قد درج على استعمالها ثمانية وعشرون قرناً وطرأ عليها تغيير ذو بال. وأنا اعرف هذه الباء التي كانت في أيامي تدعى بيت ومعناها بيت أو منزل وهذه اللام التي كنا نسميها لامد لمشابهة شكلها لشكل الجمة. وهذه الجيم مشتقة من الحرف الذي كان يقال له جمل في حروفنا الهجائية
ومعناه عنق البعير. وهذه الألف مشتقة من الفنا وهي على شكل رأس الثور. وأما الدال التي أشاهدها أمامي فإنها على مثال دالث المأخوذة عنها تمثل تماماً
شكل مدخل مثلث الزوايا لخيمة مضروبة في رمال الصحراء إن أنت لم تجعل محيط تلك العلامة الدالة على عيشة البدو القديمة مستديراً برسمك خطاً منحنيا. ً لقد غيرتم الدالث وسائر حروفي الهجائية ولكنني لا أنحي عليكم باللائمة على ذلك لأنكم لم تفعلوه إلا حباً بالإيجاز والإسراع لاعتباركم قيمة الوقت فليس الوقت سوى التبر والعاج وريش النعام. إن الحياة قصيرة ولذلك يقضى على المرء أن يزاول التجارة ويركب مركب الأسفار دون أن يضيع دقيقة واحدة ليتسنى له أن يصيب الثروة ويصل إلى حد الشيخوخة وهو رائع في بحبوحة الهناء ونائل نصيبه من الاحترام.
فقال له: يا سيدي يبين لي عند رؤيتي إياك وسماعي كلامك أنك من أولئك الفينيقيين القدماء.
فاكتفى بأن يجاوبني قائلاً: أنا قدموس أوشبح قدموس.
فقلت له: بناءً عليه إنك لست موجوداً وجوداً حقيقياً فأنت اختلاقي ورمزي وإن تصديق كل ما قاله الإغريقيون عنك يعد من رابع المستحيلات فهم يروون أنك بطشت على عدوة ينبوع آريس بتنين كان يقذف النيران من شدقيه، وأنك قلعت أسنان ذلك الوحش وغرستها في الأرض فتحولت بشراً. إن هذه الرواية من باب الأساطير وأنت يا سيدي شخص مختلق.
من المحتمل أن أكون قد صرت كما تقول مع تعاقب الأجيال وأن يكون أولئك الأولاد الكبار الذين تسميهم إغريقيين قد قرنوا بذكري روايات ملفقة. إني أظن ذلك الأمر ولكنني لا أكترث له ولا اهتم بما
اعتقد بي الناس بعد موتي. فمخاوفي وآمالي لم تكن لتمتد إلى ما وراء هذه الحياة التي يتنعم بها الناس على الأرض والتي افهمها الآن دون سواها، ولا أسمي حياة الطواف كشبح في غبار المكاتب، والظهور بشكلٍ مبهم للمسيو أرنست رينان أو للمسيو فيليب برجه فحالة الشبحية هذه تزيد كآبتي لأني قضيت في الدنيا حياة سداها النشاط ولحمتها تتميم الواجبات ولم أكن ألهو بغرس أسنان الأفاعي في الحقول البيوسيانية اللهم ما لم تكن تلك الأسنان عبارة عن البغض والحسد اللذين غرسهما غناي وقوتي في
نفس رعاة سيترون. وقد أنفقت أيامي في الأسفار ومخرت في جميع اللجج وانتجعت جميع الأمصار وأنا راكب متن سفينتي السوداء الموضوع على جؤجؤها مسخ أحمر هائل يحرس كنوزي ويرصد الكبيرات السبع المجولات في الفضاء بزورقهن اللامع ويهديني بتلك النجمة الثابتة التي كان الإغريقيون يسمونها الفينيقية إكراماً لي. وقد انطلقت للإتيان بالذهب من الكلشيد والفولاذ من الشاليب واللآلئ من أوفير والفضة من طارطس وأخذت من البيتيك الحديد والرصاص وسلفور الزئبق والعسل والشمع والزفت واجتزت حدود الدنيا وتوغلت في غمام المحيط حتى انتهيت إلى جزيرة البريطانيين القاتم وعدت منها شيخاً بيض الدهر لمته ومعي مقادير وفيرة من القصدير الذي ابتاعه مني المصريون واليونانيون والإيطاليون بمبالغ من النضار توازي زنته زنتها. وكان البحر المتوسط في ذلك الحين يعتبر بحيرة لي فشيدت على سواحله المهجورة مئات من المحلات التجارية. ولم تكن طيبة تلك المدينة المشهورة سوى
منيع أخزن فيه ما كان لدي من الذهب وقد لقيت في بلاد اليونان قوماً متسكعين في دياجي الهمجية، مسلحين بقرون الوعل والحجارة المحددة فأعطيتهم النحاس وكان أنهم عرفوا بفضلي جميع الفنون.
وكان يظهر في عينيه وفي كلامه قسوة جارحة فأجبته بكلام خالٍ من الحب:
إنك كنت تاجراً موصوفاً بالنشاط والذكاء ولكنك لم تكن تحجم عن إتيان المنكر وكنت تتصرف عند سنوح الفرصة تصرف قرصان حقيقي. وحين كنت تنزل إلى البر في ساحل من سواحل اليونان أو في جزيرة من الجزائر كنت تعمد إلى بسط أدوات الزينة والمنسوجات الثمينة على اليابسة، وحين كانت فتيات تلك الأنحاء ينجذبن انجذاباً لا يقوين على دفعه ويأتين وحدهن بغير معرفة والديهن لرؤية تلك السلع كأن بحارتك يخطفون أولئك العذارى اللواتي كن على غير جدوى يطبقن الفضاء بأصوات الاستغاثة ويولون منتحبات ويلقونهن مكتوفات مذعورات في قعر سفائنك وآكلين حراستهن إلى ذلك المسخ الأحمر. ألم تسب أنت وذووك إيو الصبية ابنة إيناخوس الملك لتبيعوها في مصر؟
- من المحتمل أن يكون هذا الأمر قد جرى فإن إيناخوس الملك هذا كان زعيم قبيل صغيرة من البربر وكانت ابنته ببيضاء البشرة ذات لطف ورواء ولا يخفى أن العلاقات بين القوم الهائمين على وجوههم في مجال الهمجية، والقوم المستنيرين بمشكاة التمدن هي
هي عينها في كل زمان.
- حسناً قلت ولكن الفينيقيين ذويك قد ارتكبوا في العالم سرقات لم يسمع بمثلها فإنهم لم يحجموا عن سرق الدياميس ونهب المدافن المصرية ليزينوا جبانات جبيل بما يعثرون عليه فيها.
- بعيشك يا سيد قل لي أمثلك يعنف إنساناً أكل الدهر عليه وشرب كان صوفوكل يسميه قدموس العتيق؟ لقد نسيت أني أكبر منك بثمانية وعشرين قرناً قبل أن يمضي علينا أكثر من خمس دقائق ونحن نتحث في غرفتك. فاعلم يا سيدي العزيز أني رجل كنعاني عتيق فلا ينبغي لك أن تشدد علي النكير من جراء بعض صناديق من الموميات وبعض فتيات همجيات مسبيات من مصر أو من بلاد اليونان وقد كان الأشبه بك أن تعجب بقوة ذكائي ومحاسن صناعتي. لقد حدثتك عن سفائني وأستطيع أن أريك قوافلي شاخصة إلى اليمن للإتيان بالبخور والمر وإلى حاران للمجيء بالحجارة الكريمة والبهارات وإلى الحبشة لجلب العاج والأبنوس، ولم تقف همتي عند هذا الحد من المتاجرة والمقايضة بل كنت صاحب معامل معروفاً بالحنكة في زمن كان في أثنائه العالم المحدث بي غارقاً في لجة الهمجية. وكنت بصفة كوني من علماء المعادن والصباغين والزجاجين والصاغة أستعين بما أوتيته من الدهاء على مزاولة فنون النار هذه الغريبة إلى حد يجعل المرء يخالها سحرية. انظر إلى الكؤوس التي نقشتها وتعجب مما للجوهري الكنعاني العتيق من الذوق السلم. ولم تكن خبرتي في المسائل الزراعية مما يستهان بي فإني صيرت تلك الأرض الضيقة المحصورة بين لبنان والبحر جنة خضراء ولا تزال آثار الأحواض
التي بنيتها فيها قائمة حتى يومنا هذا. وقد قال أحد علمائكم: إن الكنعاني دون سواه يقدر أن يبني معاصر خالدة أعرف قدموس العتيق حق المعرفة وأعلم أني انتقلت بشعوب الحبر المتوسط من العصر الحجري إلى العصر النحاسي وقد علمت الإغريقيين مبادئ جميع الفنون واعطيتهم بدلاً من الحنطة والخمرة وجلود الحيوانات التي جاؤوني بها كؤوساً يتعانق عليها الحمام ودمى من الخزف ومنذ ذلك الحين نشطوا إلى نسخها وترتيبها على ذوقهم. وفي آخر الأمر أعطيتهم حروفاً هجائية لم يقدروا بدونها أن يحددوا ويحصروا أفكارهم التي تخلب لبك. هذا ما فعله قدموس العتيق وهو لم يفعله حباً بالجنس البشري أو رغبة في مجد
زائل بل حباً بالكسب والاستفادة الحقيقية الممكن لمسهما باليد. وقد فعله أملاً بحشد الثروة وطمعاً بشرب الخمر في شيخوخته في كؤوس من الذهب على مائدة من الفضة بين غانيات بيض الوجوه يرقصن رقصاً يثير الشهوات من مرابضها ويعزفن على القيثارة عزفاً يرنح المعاطف لأن قدموس العتيق لا يؤمن بالصلاح ولا بالفضيلة وهو يدري أن البشر أشرار وأن الآلهة وهم أقوى من البشر شر منهم. وهو يخافهم ويبذل المجهود لتسكين غضبهم بالقرابين الدموية ولا يحبهم أبداً لن الأنانية متسلطة عليه كل التسلط. وها أنذا أصف لك ذاتي على ما أنا عليه في واقع الحال وأعتقد أني لو لم أجر وراء ملاذ الحواس القوية ما كنت قد سعيت لجمع المال واخترعت الفنون التي لا تزالون تتنعمون بها في هذا العصر. وحيث لم يكن لك يا سيدي العزيز عقل كافٍ تستطيع به أن تصير تاجراً وحيث
أنك قد اخترت مزاولة الكتابة سالكاً فيها مسلك الإغريقيين وجب عليك أن تحترمني احترامك للآلهة لأن لي الفضل عليك بالحروف الهجائية التي تستعين بها على الكتابة، فأنا مخترعها ولا يخفى عليك أني لم ابتدعها إلا لترويج تجارتي دون أن يبدر إلى وهمي ما سيكون لتلك الحروف من الشأن في العالم الأدبي. وكان يعوزني لوضع تلك العلامات أسلوب بسيط وقريب المتناول وودت من صميم الفؤاد لو كنت أستطيع اقتباسه من جيراني الذين تعودت أن آخذ عنهم كل ما لائمني لأن مسألة الأصول لم تكن عندي أمراً يعتد به. فإن لغتي هي لغة الساميين ونحتي تارة بابلي وتارة مصري ولو كان ثمة خط جميل لكنت اكتفيت مؤونة الاختراع في هذا الموضوع ولكن لم يكن يسد مسد حاجاتي الخط الهيروغليفي المستعمل عند الشعوب التي تسمونها الآن خطية ولا تعرفونها من التعقيد وكانت كتابتها بطيئة جداً وهما من الخطوط التي يفضل نقشها على جدران الهياكل والرموس على رقمها على أدراج التاجر. فالخط المصري وإن يكن مختصراً ومنحنياً قد بقي له من مثاله الأصلي شيء من الثقل والارتباك والتردد لأن الأسلوب بجملته كان فاسداً وبقيت الهيروغليفية المختزلة هيروغليفية أي مبهمة إبهاماً هائلاً. وأنت تدري كيف كان المصريون يخلطون في الهيروغليفية المطولة والهيروغليفية المختصرة وبين العلامات المعبرة عن الأفكار والعلامات المعبرة عن الأصوات وأنا بفضل دهائي اخترت اثنتين وعشرين علامة من تلك العلامات
الكثيرة العدد وصنعت منها حروفي الهجائية الاثنين والعشرين وهي حروف أي
علامات يقابل كل منها صوتاً مفرداً وتنشأ عن مجموعها الداني المنال واسطة لرسم جميع الأصوات رسماً مدققاً. لم يكن عملي هذا معدوداً من باب البراعة والتفنن.
- أجل إن عملك كان ولا مراء معدوداً من باب البراعة والتفنن أكثر مما تتوهمه فيقضى علينا والحالة هذه أن نقدم لك هدية كبيرة القيمة لأنه بغير الحروف الهجائية لا يوجد علامات مضبوطة تعبر عن الكلام ول إنشاء ولا تعبير عن أفكار دقيقة ولا تجريد ولا فلسفة سامية المعاني. فالتصور بأن باسكال كتب سفره المعنون باسم بروفنسيال بحروف مسمارية لا يقل استهجاناً عن التصور بأن تمثال زوس الأولمبي نحتته فقمة. فالحروف الهجائية الفينيقية التي اخترعت لأجل مسك الدفاتر في التجارة أصبحت في المعمورة كلها أداة للفكرة تامة لا يستغنى عنها وإن تاريخ ما طرأ عليها من التغيير مرتبط ارتباطاً متيناً بتاريخ العقل البشري وتقدمه وإن اختراعك وإن لم يكن كاملاً يعتبر آية في الجمال وعظيم القيمة فأنت لم تخطر على بالك الحروف الصوتية التي اخترعها الإغريقيون البارعون المتفننون الذين قسم لهم هذا العالم أن يبلغوا بكل شيء إلى درجة الكمال.
- إني اقتبست عادة سيئة وهي أن أخلط الحروف الصوتية بالحروف الساكنة. ألم تلاحظ هذا المساء أن قدموس العتيق يتكلم قليلاً من حلقه؟
- إني أصفح له عن هذا الأمر وأغضي الطرف أيضاً عن سبيه إيو
العذراء لأن إيناخوس والدها كان زعيماً للبربر حاملاً صولجاناً من قرن الوعل نحتته مدية من الصوان وأتغافل عن عليمه البيوسيانيين المساكين الفضلاء الرقص الخلاعي الذي كانت الباكانات يزاولنه وأتجاوز عن كل هفوة ارتكبها لأنه جاد على اليونان والعامل طراً بأثمن تعويذة أعني بها الحروف الهجائية الفينيقية الاثنين والعشرين وقد اشتقت من هذه الحروف الاثنين والعشرين جميع الحروف الهجائية في الدنيا ولا يجري في وهم الناس فكر على سطح البسيطة إلا وتحدده وتحفظه. فمن حروفك الهجائية يا قدموس الفاضل انبثق الخطان الإغريقي والإيطالي اللذان خرجت منهما جميع الخطوط الأوروباوية. ومن حروفك الهجائية أيضاً نشأت جميع الخطوط السامية من الأرمنية والعبرانية إلى السريانية والعربية وإن الحروف الهجائية الفينيقية نفسها أم للحروف الحميرية والحبشية وسائر الحروف الهجائية في آسيا الوسطى كالزند والبهلفي والحروف الهجائية الهندية المشتقة منها اللغة
الدفاناغارية وجميع الحروف الهجائية في آسيا الجنوبية. فسقياً له من غنى طائل ورعياً له من نجاح عام فلا يوجد الآن في جميع أصقاع المعمورة خط واحد غير مشتق من الخط القدموسي. وكل من يكتب كلمة واحدة في هذه الدنيا يعترف بفضل التجار الكنعانيين الأقدمين. وهذا الفكر يجعلني أسدي لك أوفر الشكر والاحترام يا حضرة السيد قدموس ولا أدري كيف أقدر هذه النعمة حق قدرها بقضائك ساعة من هذا الليل في غرفتي يا بعل قدموس يا مخترع الحروف الهجائية.