الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفتحُ مكّة سنةَ ثمان.
(لتذرِفان): - بذال معجمة وراء مكسورة -؛ أي: تسيلان.
(من غير إِمرة): بهمزة مكسورة.
* * *
باب: الإذْنِ بِالْجَنَازَةِ
وَقَالَ أَبُو رَافِعٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا آذَنْتُمُوني".
(ألا آذنتموني): - بهمزة فألف -؛ أي: أعلمتموني.
* * *
باب: فضلِ من مات له ولدٌ فاحتسبَ
740 -
(1248) - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ، يُتَوَفَّى لَهُ ثَلَاثٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ".
(يُتوَفَّى له): - بضم الياء - على البناء للمفعول.
(ثلاث): وفي نسخة: "ثلاثة" على إرادة الأنفس، أو الأشخاص.
(لم يبلغوا الحِنْثَ): قال النضر بْن شميل: معناه: قبل أن يبلغوا الحلم فيُكتبَ (1) عليهم الإثمُ (2).
(1) في "ج": "فكتب".
(2)
انظر: "التنقيح"(1/ 304).
وقال الراغب: عبر بالحنث عن البلوغ لما كان الإنسانُ يؤاخذ بما يرتكبه فيه؛ بخلاف ما قبله.
وقد أُورد عليه: أنه كما يؤاخذ بالسيئة، يثاب على الحسنة، فكيف غلب الشر (1)؟
وأجيب: بأن البلوغ له أثرٌ في المؤاخذة، أما في الثّواب، فلا خصوصية للبلوغ به، فقد يثاب الصبي.
قلت: أما السؤال في جانب الإثبات، فقد يُتخيل، وأما في جانب النَّفْي، فلا إثم.
قيل: إنّما خصهم بذلك؛ لأن الصغير حُبُّه أشدُّ، والشفقةُ عليه أعظمُ. وقد سلفَ شيءٌ من هذا المعنى (2).
* * *
741 -
(1251) - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"لَا يَمُوتُ لِمُسْلِمِ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَيَلِجَ النَّارَ، إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَم".
قَالَ أَبُو عبد الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71].
(لا يموت لمسلم ثلاثةٌ من الولد فيلَج النّار): بنصب الفعل (3) بأن مضمرة بعد الفاء الواقعة بعد النَّفْي، واستُشكل بأن شرطَها السببيةُ، وهو مفقود.
(1) في "ع": الشرور.
(2)
المرجع السابق، الموضع نفسه.
(3)
في "ن": "بنصب النار".
وبيانه: أنك تعمد إلى الفعل الّذي هو غير موجب، فتجعله موجبًا، وتُدخل عليه "إن" الشرطية، وتجعل الفاء وما بعده من الفعل جوابًا؛ كما تقول (1) في قوله تعالى:{وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه: 81]: أي (2) إن (3) تطغوا فيه، فحلولُ الغضب حاصلٌ.
وفي قولهم: ما تأتينا فتحدِّثَنا إنْ تأتِنا (4)، فالحديثُ واقع، فإذا ارتكبتَ مثلَ هذا في الحديث الشريف، فقلت: إن يمتْ لمسلم ثلاثةٌ من الولد، فولوجه (5) النارَ حاصلٌ، لم يستقمْ.
والجواب (6): أنا لا نسلِّمُ اشتراطَ السببية، بل يجوز النصبُ أيضًا بعد الفاء الشبيهة (7) بفاء السببية بعد النَّفْي مثلًا، وإن لم تكن السببية حاصلة؛ كما قالوا في أحد وجْهَي (ما تأتينا فتحدِّثَنا): إن النَّفْي يكون راجعًا في الحقيقة إلى الحديث، لا إلى الإتيان؛ أي: ما يكونُ منكَ إتيانٌ يعقبُه حديث، وإن حصل مطلقُ الإتيان، كذلك هنا؛ أي: لا يكون موتُ ثلاثةٍ من الولد يعقبُه ولوجُ النّار، فيرجع النَّفْي إلى القيدِ خاصّة، فيحصل المقصودُ، ضرورةَ أن مسَّ النارِ إن لم (8) يكن يعقُبُ موتَ الأولاد، وجبَ
(1) في "ع": "تقدّم".
(2)
"أي" زيادة من "ع".
(3)
في "ن" و"ع": "وإن".
(4)
في "ن" و"ع": "تأتينا".
(5)
في "ن": "فلولوجه".
(6)
في "ج": "فالجواب".
(7)
في "ن" و"ع": "المشبهة".
(8)
في "ن" و "ع": "إذا لم".