الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دخولُ الجنَّة؛ إذ ليس بين الجنَّة والنار منزلةٌ أخرى في الآخرة.
(لا تَحِلَّةَ القسم): قال القاضي: هذا محمول على الاستثناء عندَ الأكثر، وعبارةٌ عن القلَّة عند بعضهم.
وقد يحتمل أن يكون (إِلَّا) بمعنى: ولا؛ أي: ولا مقدارَ تحلَّةِ القسم (1).
قلت: قد مر أن مثل هذا الثّالث لا ينبغي أن يُتشاغل بذكره، وقد علمتَ (2) أنه (3) لم يُقيد الأولادُ في مثل هذا (4) الحديث بكونهم (5) لم يبلغوا الحِنْث، وكذا في حديث أبي سعيد، فهو دليل على لحوق الوعدِ (6) بآبائهم، فيكون قوله فيما سبق:"لم يبلغوا الحنث" لا مفهوم له.
بل قال ابن المنير: إن لحوق الوعد بالبالغين بطريق الأولى؛ إذ الفجعةُ بالكبير أكبرُ منها بالصغير.
* * *
باب: غُسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُؤئِهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ
وَحَنَّطَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما ابْنًا لِسَعِيدِ بْنِ زيدٍ، وَحَمَلَهُ،
(1) انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 34).
(2)
"وقد علمت" ليست في "ع".
(3)
في "ع": "أنهم".
(4)
"مثل" ليست في "ن"، "مثل هذا" ليست في "ع".
(5)
في "ج": "لكونهم".
(6)
في "ع": "الوعيد".
وَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: الْمُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ حَيًّا وَلَا مَيِّتًا. وَقَالَ سَعِيدٌ: لَوْ كَانَ نَجِسًا، مَا مَسِسْتُهُ. وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الْمُؤْمِنُ لَا يَنْجُسُ".
(باب: غَسْل الميِّت): بضم الغين وفتحها، ذكر في التّرجمة توضئة الميِّت، ولم يأت فيها بحديث، وكأنه انتزع الوضوء من مطلق الغسل؛ لأنه منزل على المعهود من غسل الجنابة، وقد تقرر عندهم تقديمُ الوضوء فيه.
(لا ينجس): بفتح الجيم وضمها.
(ما مَسِسْتُه): بكسر السين الأولى وإسكان الثّانية، وفي لغة قليلة: بفتح الأولى، حكاه الجوهري، يقال: مَسَسْتُ، بالفتح، أَمُسُّ، بالضم (1).
* * *
742 -
(1253) - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّهَ الأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ، فَقَالَ:"اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مَنْ ذَلِكِ إِن رَأَيْتُنَّ ذَلِكِ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةُ كافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ، فَآذِنَّنِي". فَلَمَّا فَرَغْنَا، آذَنَّاهُ، فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ، فَقَالَ:"أَشْعِرْنَهَا إِيَّاها". تَعْنِي: إِزَارَهُ.
(1) انظر: "الصحاح"(3/ 978)، (مادة: م س س).
(حين توفيت ابنته): هذه البنت هي زينب، كما في "صحيح مسلم"(1).
وقال التّرمذيّ: إنها أم كلثوم (2).
قيل: والصّحيح الأوّل؛ لأن أم كلثوم توفيت والنبيُّ صلى الله عليه وسلم غائبٌ ببدر.
(أو أكثرَ من ذلكِ إِنْ رأيتنَّ ذلكِ): - بكسر الكاف - في الموضعين، وهو ممّا قامت فيه ذلكِ - بالكسر (3) - مقامَ ذلكنَّ (4)، وقد مر مثله.
(واجعلْنَ في الآخرة): أي: في الغسلة الآخرة، وهو (5) حجة على أبي حنيفة رحمه الله في رواية (6): أن ذلك في الحنوط، لا في الغسل.
(فآذِنَّنَي): بمد الهمزة وكسر الذال المعجمة.
(وأعطانا حِقْوَه): - بفتح الحاء -، وهذيل تكسرها، وأصله: مَعْقِدُ الإزار، وهو هنا الإزار (7)، وهو (8) المئزر الّذي يُشد على الحقو، فسمِّيَ (9) حِقوًا توسُّعًا.
(1) رواه مسلم (939).
(2)
انظر: "التنقيح"(1/ 307).
(3)
"بالكسر" ليست في "ج".
(4)
في "ج": "مقام ذلك".
(5)
في "ع": "وهي".
(6)
في "ن": "رأيه".
(7)
"وهو هنا الإزار" ليست في "ن".
(8)
"الإزار وهو" ليست في "ع".
(9)
في "ن"و"ع": "سمي".