الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنَ الشَّأْمِ، فَلَقِيناهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمارٍ، وَوَجْهُهُ مِنْ ذا الْجانِبِ -يَعْنِي: عَنْ يَسارِ الْقِبْلَةِ-، فَقُلْتُ: رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ؟ فَقالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَهُ، لَمْ أَفْعَلْهُ.
رَواهُ ابْنُ طَهْمانَ، عَنْ حَجّاجٍ، عَنْ أَنسَ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنسَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(حَبّان): بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة.
(ابن طَهمان): بطاء مهملة مفتوحة.
* * *
باب: من لم يتطوَّعْ في السفر دُبُرَ الصَّلاةِ وقبلَها
676 -
(1102) - حَدَّثَنا مُسَدَّد، قَالَ: حَدَّثَنا يَحيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكانَ لا يَزِيدُ في السَّفَرِ عَلَى ركْعَتَيْنِ، وَأَبا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمانَ كَذَلِكَ، رضي الله عنهم.
(فكان لا يزيدُ في السفر على ركعتين، وأبا بكر، وعمر، وعثمانَ كذلك): أي: وصحبتُ (1) أبا بكر، وعمر، وعثمان.
وجاء في "مسلم" في (2) عثمان: "صَدرًا من خلافته"(3)، وهو (4)
(1) في "ج": "وصحبته".
(2)
"في" ليست في "ع".
(3)
رواه مسلم (694).
(4)
في "ج": "وهذا هو".
الصواب؛ فقد سبق عنه أنَّه أتم (1) في آخر أمره.
قال الزركشي: ولعل ابنَ عمر أراد في هذه الروايةِ أيامَ عثمان في سائر أسفاره في غير مني؛ لأنَّ إتمامه كان بمنى (2).
قلت: قد اختلف الناس في توجيه ما فعله (3) عثمان رضي الله عنه من الإتمام.
قيل (4): لأنه أمير المؤمنين، فحيث كان في بلد، فهو في عمله، ولا يخفى ضعفه.
وقيل: لأنه اتخذ مني مسكنًا.
وقيل: أزمعَ على المقام بعد الحج.
وروي عن الحارث، قال: صَلَّى بنا عثمانُ أربعًا، فلما سلَّمَ، أقبلَ على الناس فقال: تأَهَّلْتُ بمكَّةَ، وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ تأهَّلَ مِنْ بَلْدَةٍ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِها، فَلْيُصَل أَربَعًا"(5).
وقال ابن حزم: روينا (6) من طريق عبد الرزاق، عن الزهري، قال:"بلغني أن عثمانَ إنما صلى أربعًا بمنى"؛ لأنه أزمعَ أن يقيمَ بعد
(1)"أتم" ليست في "ن".
(2)
انظر: "التنقيح"(1/ 282).
(3)
"ما فعله" ليست في "ج".
(4)
في "ن "و"ع": "فقيل".
(5)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 62).
(6)
في "ن": "رويناه".