الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وقال عمر: نعم العِدلان، ونعم (1) العِلاوة): بكسر العين فيهما (2).
قال القاضي: العِدْلُ: نصفُ الحمل على أحد شِقَّي الدابة، والحِمل: العدلان، والعلّاوة: ما يُجعل (3) بين العدلين (4).
قال ابن المنير: وهذا عند أهل البيان من باب الترشيح (5) للمجاز، وذلك أنه لما كانت الآية: أولئك عليهم كذا وكذا، ولفظةُ "على" تعطي الحمل، عَبَّرَ عمرُ رضي الله عنه بهذه العبارة.
* * *
باب: قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّا بكَ لمحزونونَ
".
767 -
(1303) - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا يَحْيىَ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا قُرَيْشٌ -هُوَ ابْنُ حَيَّانَ-، عَنْ ثَابتٍ، عَنْ أَنسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لإبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَقَالَ: "يَا بْنَ عَوْفٍ! إِنَّهَا رَحْمَةٌ"، ثُمَّ أَتبَعَهَا بأُخْرَى،
(1) في "ن": "ونعمت".
(2)
"فيهما" ليست في "ج".
(3)
في "ع": "يحمل".
(4)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 69).
(5)
في "ن": "التوشيخ".
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونوُنَ".
رَوَاهُ مُوسَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابتٍ، عَنْ أَنسٍ- رَضىَ اللهُ عَنْهُ -، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(ابن حَيّان): بحاء مفتوحة ومثناة من تحت مشددة.
(وكان ظِئْرًا): -بظاء معجمة مكسورة فهمزة ساكنة، وقد تسهل-؛ أي: زوجًا (1) للمرأة الّتي تُرْضع، وكانت امرأتُه ترضع إبراهيمَ بلبنه، فلهذا سُمي ظِئْرًا، ويُطلق الظئرُ أيضًا على المرضعة نفسِها، والمرأةُ المرضعةُ (2) لإبراهيم هي أم سيف زوجةُ أبي سَيْفٍ القينِ.
وقيل: أم (3) بُرْدَةَ بنتُ المنذرِ الأنصاريةُ النَّجَّارية.
(إن العينَ تدمع، والقلبُ يحزن): يجوز في القلب الرفعُ والنصب.
قال ابن المنير: وفيه: أنه عليه السلام بيَّن أن مثلَ هذا لا يدخل تحت القدرة، ولا يكلَّفُ العبدُ الانكفافَ عنه، وذلك بأن أضافَ الفعل إلى الجوارح كأنها امتنعتْ على صاحبها، فصارت هي الفاعلة، لا هو، ولهذا قال:"وإنا بفراقك لمحزونون"، فعبر بصيغة المفعول، لا بصيغة الفاعل؛ أي: ليس الحزنُ من فعلنا، ولكنه واقعٌ بنا من غيرنا، ولا يُكلف الإنسانُ بفعل غيره.
(1) في "م" و"ج": "زوج".
(2)
في "ج": "الرضيعة".
(3)
في "ج": "قيل: امرأة".