الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الإذْخِرِ والحشيشِ في القبرِ
788 -
(1349) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّاب، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلي، ولا لأَحَدٍ بَعدِي، أُحِلَّتْ في ساعةً مِنْ نهارٍ، لا يُخْتَلَى خَلَاها، ولا يُعضَدُ شَجَرُها، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُها إلَّا لِمُعَرِّفٍ". فقال العَبَّاسُ رضي الله عنه: إِلَاّ الإذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا؟ فَقَالَ: "إِلَاّ الإذْخِرَ".
وَقَالَ أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا.
(لصاغتنا): جمع صائغ.
* * *
باب: هل يُخْرجُ الميِّتُ من القبر واللَّحد لعِلَّةٍ
؟
789 -
(1350) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عمرٌو: سَمِعْتُ جَابرَ بْنَ عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: أتى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عبد الله بْنَ أُبَيٍّ بعدَمَا أُدخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَألبَسَهُ قَمِيصَهُ، فَاللَّهُ أَعلَمُ، وَكَانَ كَسَا عَبَّاساً قَمِيصاً.
قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَكَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَانِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عبد الله: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ألبسْ أَبي قَمِيصَكَ الَّذِي يَلِي جِلْدَكَ. قَالَ سُفْيَانُ: فَيُرَوْنَ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ألبَسَ عبد الله قَمِيصَهُ؛ مُكَافَأَةً لِمَا صَنَعَ.
(قال سفيان: وقال أبو هريرة): هكذا رواه جماعة، ورواه كثيرون:"أبو هارون"، وكذا هو عند الحميدي (1).
* * *
790 -
(1351) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، أَخْبَرَنَا بشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا حُسَيْن الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ، دَعَانِي أَبي مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا أُرَانِي إِلَاّ مَقْتُولاً فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي لَا أترُكُ بَعدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غَيْرَ نفسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ عَلَيَّ ديناً، فَاقْض، وَاسْتَوْصِ بأَخَوَاتِكَ خَيْراً. فَأَصبَحنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِي قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نفسِي أَنْ أترُكَهُ مَعَ الآخَرِ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنيَّةً، غَيْرَ أُذُنِهِ.
(ودفنت (2) معه آخر): هو عَمْرُو بنُ الجموح الذي تقدَّم ذكْرُه.
(فاستخرجتُه بعدَ ستة أشهر): وقع في "موطأ الإمام مالك" في آخر الجهاد: أنه بين (3) يوم أحد ويوم (4) حفر عنهما (5) ستة وأربعون عاماً، وأن ذلك بسبب السيل (6).
(1) انظر: "الجمع بين الصحيحين" له (2/ 348).
(2)
كذا في رواية أبي ذر الهروي وأبي الوقت، وفي اليونينية:"ودفن"، وهي المعتمدة في النص.
(3)
في "ن": "أنه كان بين".
(4)
في "ع": "وبين يوم".
(5)
في "ج": "عنها".
(6)
رواه مالك في "الموطأ"(2/ 470).
ولعل المجمع (1) بينكما أن جابراً أخرج أباه بعد ستة أشهر، ودفنه في قبر إلى جانب قبر عمرو بن الجموح، ثم إن السيل خرق القبرين، فنُقلا بعد سِتٍّ وأربعين سنة.
و (2) في "طبقات ابن سعد": أن سبب الحفر بعدَ هذه المدة هو أن القناةَ -يعني: التي (3) أمر معاوية بحفرها- كانت تمر عليهما (4).
وذكر عن أبي الزبير عن جابر، قال: صُرخ بنا إلى قتلانا يومَ أحد حين أجرى (5) معاويةُ العينَ، فأخرجناهم بعدَ أربعين سنةً لينةً أجسادُهم، تنثني أطرافُهم (6).
(فإذا هو كيوم وضعتُه هُنَيَّةً غيرَ أُذنه): قال الزركشي: فيه تقديم وتأخير لا يستقيم الكلام إلا به؛ أي؛ غيرَ هنيةٍ في أُذنه، وكذا رواه ابن السكن على الصواب؛ أي: غير شيء قليل في أذنه، أسرعَ إليه البلى، فتغير عن حاله.
وهُنَيَّة: تصغيرُ هَنَة، وهي كناية عن الشيء الحقير (7).
قلت: قال السفاقسي في هُنيّة: ضبطه بعضهم بضم الهاء ثم الياء مشددة، تصغير هُنا؛ أي: قريباً، فهذا وجه يستقيم الكلام به، ولا تقديمَ
(1) في "ع": "الجامع".
(2)
الواو سقطت من "ج".
(3)
في "ج": "الذي".
(4)
في "ج": "عليها".
(5)
في "ج": "أخرجا".
(6)
انظر: "الطبقات الكبرى"(3/ 563).
(7)
انظر: "التنقيح"(1/ 324).