الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: الظاهر أن الثاني مضارع مجزوم واقع في جواب الأمر] (1)، فإن (2) تَبْتَعْها تتجملْ (3)، وحذف منه إحدى التاءين، مثل:{نَارًا تَلَظَّى} [الليل: 14]، ويروى:"أَبتاعُ هذه تَجَمَّلُ (4) بها؟ "(5) - بالرفع - فيهما على الاستفهام.
* * *
باب: الحِرابِ والدَّرقِ يوم العيدِ
599 -
(949) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءٍ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام، فَقَالَ:"دَعْهُمَا". فَلَمَّا غَفَلَ، غَمَزْتُهُمَا، فَخَرَجَتَا.
(جاريتان): قيل: الجارية في النساء كالغلام في الرجال يقعان على مَنْ دونَ البلوغ فيهما.
(تغنيان (6)): ترفعان أصواتهما بإنشاد العرب، وهو قريب من الحُداء.
(1) ما بين معكوفتين سقط من "ن".
(2)
في "ع": "أي: فإن".
(3)
في "ج": "تتبعها تجمل".
(4)
في "ع": "أتجمل".
(5)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 509).
(6)
في "ع": "يغنيان".
وروى ابن أبي الدنيا من طريق فُلَيْحِ بنِ سليمانَ، عن هشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن عائشةَ (1)، قالت:"دخلَ عليَّ أبو بكر، والنبي صلى الله عليه وسلم متقنِّعُ، وحمامةُ وصاحبتها تغنيان (2) عندي"(3) الحديث، فهذا فيه تعيين إحداهما.
(بُعاث): بضم الموحدة وعين مهملة وثاء مثلثة.
قال مصعب: يجوز فيه الصرف وعدمه، وهو يوم كانت الأنصار اقتتلوا فيه، وقالوا فيه الأشعار، وكان للأوس (4) على الخزرج، وبُعاث: اسمُ حصن (5) للأوس.
(مزمارة الشيطان): بهاء التأنيث، وهذا من الصدِّيق رضي الله عنه إنكارٌ (6) لما سمع مُعتمداً (7) على ما تقرَّر عنده من تحريم اللهو والغناء مطلقاً، ولم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قررهن على هذا النزر اليسير، وأنه ليس من قبيل المنكر، وعند ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"دعهما"، ثم علل له الإباحة بأنه يوم عيد؛ أي: يوم سرور وفرح شرعي (8)، فلا يُنْكَر فيه مثلُ هذا.
* * *
(1) في "ع" زيادة: "رضي الله عنها".
(2)
في "ع": "يغنيا".
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيدين" له، وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "الفتح"(2/ 440).
(4)
في "ن" و"ج": "الأوس".
(5)
في "ج": "حصين".
(6)
في "ن": "إن كان".
(7)
في "ن": "متعمداً".
(8)
"شرعي" ليست في "ع"، وفي "ج":"شرعين".
600 -
(950) - وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قَالَ:"تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدَّهِ، وَهُوَ يَقُولُ:"دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ"، حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ، قَالَ:"حَسْبُكِ؟ ". قُلْتُ: نعَمْ، قَالَ:"فَاذْهَبِي".
(دونكَم): نصب على الظرف؛ بمعنى الإغراء، والمغرى به محذوف (1)؛ لدلالة القرينة الحالية عليه، والتقدير: دونكم اللعب.
(أَرْفدة): - بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الفاء وكسرها، والكسر أشهر-: وهو جد الحبشة.
(ملِلتُ): بكسر اللام.
(قال: حسبك؟): أي: يكفيك، قال الزركشي: وهو محذوف همزة الاستفهام (2).
قلت: حذف (3) لا داعي إليه (4) مع أن في جوازه كلاماً.
فإن قلت: قولها: "نعم" يقتضي فهمها الاستفهام.
قلت: ممنوع (5)، فنعم (6) تأتي لتصديق المخبر، ولا مانع من جعلها هنا كذلك، ولم يرد البخاري الاستدلال على أن (7) حمل الحراب والدرق
(1)"محذوف" ليست في "ع".
(2)
انظر: "التنقيح"(1/ 252).
(3)
في "ج": "أو حذف".
(4)
في "ع": "له".
(5)
"ممنوع" ليست في "ج".
(6)
في "ج": "نعم".
(7)
"أن" ليست في "ن".