الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أَمَا وَاللَّهِ! لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ:{مَا كَانَ لِلنبىِّ} [التوبة: 113].
(أي (1) عم!): "أي" حرفُ نداء، وهل هو [لنداء البعيد أو للقريب (2) أو للتوسط (3)؟ أقوال: وهو هنا لنداء] (4) القريب، فافهم، و"عم" منادى مضاف.
(كلمةً أشهدُ لك بها): "أشهد" مرفوع، والجملة في محل نصب على أنها صفة كلمةَ.
(حتى قال أبو طالب آخرَ ما كلَّمَهُم): نصب على الظرف؛ أي: آخرَ (5) أزمنةِ تكليمِه (6) إياهم.
باب: الْجَرِيدةُ عَلَى الْقَبْرِ
وَأَوْصَى بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ أَنْ يُجْعَلَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَانِ. وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فُسْطَاطاً عَلَى قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: انزعهُ يَا غُلَامُ،
(1) كذا: في رواية أبي ذر الهروي وأبي الوقت، وفي اليونينية:"يا"، وهي المعتمدة في النص.
(2)
في "ن": "القريب".
(3)
في "ن": "المتوسط".
(4)
ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(5)
في "ن" و "ع": "في آخر".
(6)
في "ع": "كلامه".
فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ. وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُنِي وَنَحنُ شبَّانٌ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَإِنَّ أَشَدَّنَا وَثْبةً الَّذِي يَثِبُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، حَتَّى يُجَاوِزَهُ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيم: أَخَذَ بيَدِي خَارِجَةُ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى قَبْرٍ، وَأَخْبَرَنِي عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابتٍ، قَالَ: إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَنْ أَحدَثَ عَلَيْهِ. وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْلِسُ عَلَى الْقُبُورِ.
(باب: الجريدة على القبر): ساق فيه قضيةَ الفسطاط، وعلوَّ قبر عثمان بن مظعون، وقضية الجلوس على القبر، وليس في ذلك للجريد ذكر.
قال ابن المنير: أراد البخاري أن يدل على أن وضع الجريد خاصُّ المنفعةِ بما فعله الرسولُ ببركته الخاصةِ به، والذي ينتفع به أصحابُ القبور على العموم (1) إنما (2) هي الأعمالُ الصالحة، وذكر (3) قضية الفسطاط (4)؛ لقول ابن عمر:"إنما يُظلُّه عملُه"، وذكر علوَّ قبر ابن مظعون، وأن علوَّ بنائه لا يضره حيث نفعه عملُه، وذكر (5) الجلوسَ على القبر، وأنه لا يضرُّ بصورته، وإنما يضرُّ بمعناه إن تكلم القاعدون عليه بما يضرُّ، فدل ذلك على أن الأعمالَ هي المعتبرةُ، لا الصورةُ.
(1)"على العموم" ليست في "ع" و"ج".
(2)
في "ن": "وإنما".
(3)
في "ن": "ذكر".
(4)
في "ع": "الفسطال".
(5)
في "م"و "ج": "فذكر".
(ورأى (1) ابن عمر فُسطاطا) -بضم الفاء وكسرها وبالطاء، وبالتاء (2) المثناة من فوق (3) مكان الطاء، وبالسين مشددة من غير طاء ولا تاء-: هو الخباء ونحوه، وأصلُه عمود (4) الخباء الذي يقوم عليه.
796 -
(1361) - حَدَّثَنَا يحيَى، حَدَّثَنَا اُبو مُعاوِيَةَ، عَنِ الأعمَشِ، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ مَرَّ بقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ:"إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كبيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا، فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ، فَكَانَ يَمشِي بالنمِيمَةِ". ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقّها بنِصْفَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِمَ صَنَعتَ هذَا؟ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا".
(فشقها بنصفين): قال الزركشي: دخلت الباء على المفعول زائدة (5).
قلت: لا نسلم شيئاً من ذلك، أما دعواه أن (6) نصفين مفعولٌ، فلأن
(1) في "ع": "وروي".
(2)
في "م" و"ج": "وبالتاء".
(3)
في "م""ج": "من تحت".
(4)
في "ج": "عامود".
(5)
انظر: "التنقيح"(1/ 327).
(6)
في "ج": "من".