الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يزيد عليها، ثمَّ قولها: كانت صلاته ثلاث عشرة] (1) يقتضي الزيادةَ، فيفضي إلى اجتماع النفي والإثبات، وهو مستحيل.
* * *
695 -
(1139) - حَدَّثنا إِسْحاقُ، قَالَ: حَدَّثَنا عبيد الله، قَالَ: أَخْبَرنا إِسرائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَينٍ، عَن يَحيَى بنِ وَثّابٍ، قَالَ: سَألتُ عائِشةَ رضي الله عنها عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فَقالَتْ: سَبْعٌ، وتسعٌ، وَإحدَى عَشْرَةَ، سوَى ركعَتَيِ الْفَجْرِ.
(ابن وَثّاب): -بواو مفتوحة وثاء مثلثة مشددة-؛ من الوثب.
* * *
باب: عَقْدِ الشَّيطانِ على قافية الرأس إذا لم يُصلِّ باللَّيلِ
696 -
(1142) - حَدَّثَنا عبد الله بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنا مالكٌ، عَنْ أَبي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَعْقِدُ الشَّيْطانُ عَلَى قافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيل فارقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا، أَصبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ".
(يعقد الشيطان): كناية عن تثقيله بالنوم وتثبيطه.
(1) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
قال الزركشي: وفي رواية ابن ماجه: "يعقد بحبل"(1)، وهو مناسب لقوله: ليل طويل، وهو من باب عقد السواحر النفاثات في العقد، وذلك بأن يأخذن خيطًا فيعقدنَ عليه عقدةً (2) منه، ويتكلمن بالسحر، فيتأثر المسحور عند ذلك، إما بمرض، أو تحريك قلب (3).
(على قافية رأسِ أحدِكم): أي: على مؤخَّر الرأس، وكذا (4) قافية كل شيء، ومنه قافيةُ الشِّعْر.
قيل: وإنما خص مؤخر الرأس؛ لأنه محلّ العقل والفهم.
(يضرب على (5) كل عقدة): ويروى: "عند كل عقدة".
(عليكَ ليلٌ طويل): جملة اسمية، أو فعليةٌ والفعلُ محذوف؛ أي: بقي عليك ليلٌ طويل، يلقي إليه (6) هذه الجملةَ الخبريةَ بطريق الوسواس؛ ليثبط عزمَه عن المبادرة للنهوض.
(فارقد): كأن الفاء رابطة شرط مقدر؛ أي: وإذا كان كذلك، فارقدْ، ولا تعجلْ بالقيام؛ ففي الوقت مُتَّسَع.
قال الزركشي: وفي رواية لمسلم: "عليكَ ليلًا طويلًا"(7) - بالنصب (8) -
(1) رواه ابن ماجه (1329).
(2)
في "ج": "عليه السواحر عقدة".
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 286).
(4)
في "ن": "وكذلك".
(5)
"على" ليست في "ن".
(6)
في "ع": "عليه".
(7)
رواه مسلم (776).
(8)
"بالنصب" ليست في "ج".
على الإغراء، والأول أولى من جهة المعنى؛ لأنه أمكنُ في الغرور، من حيث إنه يخبره بطول الليل، ثمَّ يأمره بالرقاد، وإذا (1) نُصب على الإغراء، لم يكن فيه إلا الأمرُ بملازمه طولِ الرقاد، وحينئذ فيكون قولُه:"فارقد" ضائعًا (2).
قلت: فحينئذ يتعين الرفع، ولا يقال: هو أولى.
(فإن استيقظ، فذكر الله، انحلت عقدة): أي: عقدةٌ واحدة من تلك العقد الثلاث.
قال ابن المنير: فيه: أن الوسائلَ الوجوديةَ داخلةٌ في التكليف، وأن (3) ما لا يتمّ الواجبُ إلا به، فهو واجبٌ، وإن كان وجودياً، وذلك أنَّه سَوى هنا بين القيام من النوم، وبين الوضوء وبين الصلاة (4)؛ فإن (5) الشيطانُ يعارض في الثلاثة، والشيطان إنما يعارض في الطاعة (6)، والقيامُ من النوم وسيلة وجودية، والوضوء وسيلة شرعية، والصلاةُ هي المقصودة بالخطاب، فسَوَّى بينها وبين وسيلتها (7) الوجودية والشرعية في الخطاب، فهذا يدلّ على ما قلناه.
(1) في "ع": "فإذا".
(2)
انظر: "التنقيح"(1/ 287).
(3)
في "ن": "وأما".
(4)
في "ن": "من الصلاة"، وفي "ع":"أو بين الصلاة".
(5)
في "ن": "وإن".
(6)
في "ن" و "ع" و"ج": "الطاعات".
(7)
في "ع": "وسيلتيها".
قلت: فيه نظر.
(فإن صلى): المراد: الفريضة، قاله ابن التين (1)، قال (2): وقيل: النافلة.
(انحلت عقدةٌ): روي بالإفراد، وبالجمع (3)، ويشهد للثاني روايةُ البخاري في كتاب: بدء الخلق: "انْحَلتْ عُقَدُهُ كُلّها"(4).
(وإلا أصبحَ خبيثَ النفس): قال أبو عمر (5): زعم قوم أن في هذا ما يعارض الحديث الآخَرَ: "لا يَقُولَنَّ أَحَدكُمْ خَبُثَتْ نفسِي"(6)، وليس كذلك؛ لأنَّ النهي إنما ورد عن إضافة المرء ذلك [إلي نفسه، وأما إضافة ذلك](7) إلى غيره مما يصدق عليه، فليس بممنوع (8).
(كسلان): غير منصرف، مذكَّر كَسْلى؛ أي: يصبح كذلك؛ لشؤم تفريطه، وظفر الشيطان به (9) بتفويته الحظَّ الأوفرَ من قيام الليل، فلا يكاد يسخو بنفسه، ولا تخفُّ عليه (10) صلاةٌ ولا غيرُها من القُربات.
(1) في "ن" و"ع" و "ج": "ابن المنير".
(2)
"قال" ليست في "ج".
(3)
في "ج": "والجمع".
(4)
رواه البخاري (3269).
(5)
في "ج": "أبو عمرو".
(6)
رواه البخاري (6179) عن عائشة رضي الله عنها.
(7)
ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(8)
انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (19/ 47).
(9)
"به" ليست في "ع".
(10)
"عليه" ليست في "ن".