الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: سَاعَاتِ الْوِتْرِ
626 -
(995) - حَدَّثَنا أَبُو النُّعْمانِ، قَالَ: حَدَّثَنا حَمّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنا أَنسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَداةِ، أُطِيلُ فِيهِما الْقِراءَةَ؟ فَقالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوترُ بِرَكْعَةٍ، وَيُصَلِّي الرَّكعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَداةِ، وَكأَنَّ الأَذانَ بِأُذُنيهِ. قَالَ حَمّاد: أَيْ: سُرْعَةً.
(باب: ساعات الوتر).
(أُطيل فيهما القراءةَ؟): يروى: "أُطيل" هكذا (1) بجعل المضارع فيه للمتكلم، وهمزة الاستفهام محذوفة؛ أي: أَأُطيِل (2)، ويروى:"أَتُطيل" بهمزة الاستفهام مع (3) جعل المضارع للمخاطب.
(وكأَنَّ الأذانَ): "كأن" حرفُ تشبيه، ووقع في عبارة بعضهم أنها لإنشاء التشبيه، ومقتضى ذلك أن تكون الجملة التي هي منها إنشائية، وهذا الموضع قد يُدعى أنَّه مبطلٌ له؛ ضرورة أن قوله:"وكأنَّ الأذانَ بأذنيه" حالٌ من فاعل "يصلي" في قوله (4): يصلي ركعتين قبل صلاة الغداة، فلو كانت (5) الجملة إنشائية، لم تقع حالًا.
(1) في "ج": "هكذا أطيل".
(2)
في "ن "و "ج": "أطيل".
(3)
"مع" ليست في "ج".
(4)
في "م": "قولها".
(5)
في "ج": "وكانت".
627 -
(996) - حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنا أَبي، قَالَ: حَدَّثَنا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: كُلَّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وانتهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.
(كلَّ الليل أوترَ): أي: لم يخصَّ منه وقتًا معيناً لا يتعداه.
وقد اختلف السلفُ والخلفُ في المستحَبِّ في ذلك، فروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعثمان، وجماعةٍ من الصحابة: أنهم كانوا (1) يوترون أولَ الليل، وعن عمرَ، وعليِّ، وجماعةٍ أُخَرَ: أنهم كانوا يوترون آخرَ الليل (2)، واستحبَّه مالك.
وروى حماد بن سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أَبا بَكْرٍ! مَتَى تُوترُ"، قال: أولَ الليل، وقال لعمر:"مَتَى تُوتُرِ"، قال: آخر الليل، فقال لأبي بكر:"أَخَذْتَ بِالحَزْمِ"، وقال لعمر:"أَخَذْتَ بِالقُوَّةِ"(3).
وسأل ابن المنير عن وجه اختيارِ الجمهور لفعل (4) عمرَ في ذلك، مع أن أبا بكر أفضلُ منه.
وأجاب (5): بأنهم فهموا من الحديث ترجيحَ فعلِ عمر رضي الله عنه؛ لأنه وصفه بالقوة، وهي أفضل من الحزم لمن أُعطيها.
(1)"كانوا" ليست في "ج".
(2)
رواه مالك في "الموطأ"(1/ 124).
(3)
رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1084)، والحاكم في "المستدرك"(1120)، وغيرهما، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، به.
(4)
في "ج": "بفعل".
(5)
في "ع": "فأجاب".