الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه العاملان، فيجري على القاعدة المقررة (1) في بابها، ويحتمل أن يقدر: لا (2) يُفعل شيءٌ من ذلك خشيةَ الصدقة، فيحصل المقصود على وجه جميل من غير تنازع. والله الموفق.
باب: زكاةِ الإبلِ
854 -
(1452) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله، حَدَّثَنَا الْوَليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهابٍ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ يَزِيدَ، عنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ أَعرَابيًّا سأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:"وَيحَكَ! إِنَّ شأْنها شَدِيدٌ، فَهْلْ لَكَ مِنْ إِبلٍ تُؤَدِّى صَدَقتها؟ "، قَالَ: نَعَم، قَالَ:"فَاعمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبحَارِ؛ فَإِنَّ اللَّه لَنْ يترَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيئاً".
(أن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة، فقال: ويحك! إن شأنها شديد): قال ابن المنير: فيه دليل على أن الشروع في النوافل مُلْزِم، وهو مذهب مالك رضي الله عنه، ووجهُ الدليل من الحديث أن الهجرة كانت في حق هذا الأعرابي نافلة غيرَ واجبة؛ لأنها لو كانت واجبة عليه؛ لألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بها، ولو كانت غيرَ نافلة ولا مندوبة؛ لأعلمه أنه لا ثوابَ له فيها، ولا فائدةَ، فإذا استقر أنها نافلة في حقِّه؛ لزم أن يكون الدخولُ فيها ملزِماً
(1) في "م": "المتقر".
(2)
في "ج": "ولا".
إتمامَها (1)؛ لأنه لولا ذلك، لم يُخْفِ عليه شيئاً، [وقد خاف عليه أن يدخل فيها، ثم لا يقوم بشأنها الشديد](2)، فيهلك، فسلاه عنها بغيرها من نوافل الخير؛ كالمنحة، والحلب يومَ الوِرْد (3).
(فاعمل من وراء البحار): -بباء موحدة وحاء مهملة-؛ أي: من وراء القرى والمدن، ويوضحه: اصطلاحُ أهلِ هذه البُحيرة -يعني: في ابن أُبي- أن يُعَصِّبوه (4) - يريد: المدينة-، وفي حديث آخر:"وكتبَ لهم ببحرِهم"(5)؛ أي: بأرضهم وبلدهم.
وقيل: المراد: البحارُ المعروفةُ نفسُها.
قال صاحب "المطالع": وقال أبو الهيثم: "من (6) وراء التجار" يعني: بمثناة من فوق وجيم، وهو وهم (7).
"لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً": -بكسر المثناة من فوق-؛ أي: لن ينقصك؛ من قوله تعالى: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].
(1) في "ن" و"ع": "لإتمامها".
(2)
ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(3)
في "ع": "يوم المورد".
(4)
في "ع": "يغصبوه".
(5)
رواه ابن الجارود في "المنتقى"(1109)، من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه.
(6)
في "ج": "ومن".
(7)
وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (1/ 79).