الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: من يَدخُلُ قبرَ المرأةِ
785 -
(1342) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: شَهِدْنَا بنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ:"هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ "، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ:"فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا"، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا، فَقَبَرَهَا.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: قَالَ فُلَيْحٌ: أُرَاهُ يَعْنِي: الذَّنْبَ.
قَالَ أَبُو عبد الله: {وَلِيَقْتَرِفُوا} [الأنعام: 113]: أَيْ لِيَكْتَسِبُوا.
(شهدنا بنتَ رسول الله عليه السلام): هي أم كُلثوم زوجةُ (1) عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه، وقد كان حاضرًا لدفنها.
(هل فيكم من أحد لم يقارف اللَّيلة؟): أي: لم يجامع أهله، وقد مر.
(فقال أبو طلحة: أنا، قال: فانزل في قبرها): قال ابن بطّال: وقد كان عثمان رضي الله عنه أولى بذلك من أبي طلحة لو ساواه في ترك (2) المقارفة، فعاقبه عليه السلام بأن (3) حرمه (4) فضيلة إلحادها حينَ لم يمنعه حزنُه عن المقارفة، تلكَ اللَّيلة.
(1) في "ن": "زوج".
(2)
في "ن" و"ج": تلك.
(3)
في "م" و"ج": أن.
(4)
في "ع": أحرمه.
[وفيه فضل عثمان، وإيثاره الصدق (1) حين لم يدعْ تركَ المقارفةِ تلكَ اللَّيلة](2)، وإن كان عليه بعضُ الغضاضة في إلحاد غيرِه لزوجته (3).
قال ابن المنير: ليس ذلك (4) من قبيل المعاقبة (5)، وحاش (6) لله أن يعاقب الرسولُ (7) على فعلٍ مُباح، وحاشَ عثمانَ من فعلِ ما لا يباح من (8) ذلك، وإنما وجهه: أن تجهيز الميِّت، ولاسيما المرأة، يُستحب فيه أن يكون المباشِر له مقبلًا على الآخرة، والاهتمام (9) غاية الممكن، ويكره فيه أن يكون حديثَ عهدٍ لشهوة؛ كما كره الصحابةُ أن يؤخروا الإحرامَ فيقفوا بعرفةَ كما (10) قالوا:"وَمَذاكيرُنا تَقْطُرُ ماء"(11)، فأرادوا بُعْدَ ما بين العبادة والشهوة، فلما فات عثمانَ (12) هذا الشرط، تولاه من وجد فيه، وعُدَّت في مناقب عثمان باعتبار صدقه، مع فرط حيائه، ولابد من خصوصية في
(1) في "ن": "إيتائه الصَّدقة"، وفي "ج":"وإيثاره الصَّدقة".
(2)
ما بين معكوفتين سقط من "ن".
(3)
انظر: "شرح ابن بطّال"(3/ 329).
(4)
"ذلك" ليست في "ن".
(5)
في "ع": "المعاتبة".
(6)
في "ع": "حاشا".
(7)
في "ع" زيادة: "صلى الله عليه وسلم".
(8)
في "ج": "في".
(9)
في "م": "ولاهتمام".
(10)
"كما": ليست في "ع".
(11)
رواه النَّسائيُّ (2805)، وابن ماجة (2980) وابن حبّان في "صحيحه" (3791) عن جابر بْن عبد الله رضي الله عنهما. بلفظ:"ومذاكيرُنا تقطرُ من المني".
(12)
في "ع" زيادة: "رضي الله عنه ".