الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن بطال: فيه تفضيلُ المخلوقات بعضها على (1) بعض (2)، يريد: من إضافة النصر للصبا، والإهلاكِ للدبور.
وفيه نظر؛ فإن (3) كلَّ واحدةٍ منهما (4) أهلكت أعداءَ الله، ونصرت أنبياءه وأولياءه.
* * *
باب: ما قيل في الزَّلازلِ والآياتِ
647 -
(1036) - حَدَّثَنا أبَو الْيَمانِ، قَالَ: أَخْبَرَنا شُعَيْبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبَو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرّحمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقارَبَ الزَّمانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمالُ فَيَفِيضُ".
(حتى يُقبض العلم): فيه دليل على عِظم شأنه، وأنه العصمة والأَمَنَة.
(وثكثر الزلازل): جمع زَلْزلة، وهي حركةُ الأرض واضطرابُها، حتى ربما يسقط البناءُ القائم عليها.
(ويتقارب الزمان): قيل: المراد؛ قرب القيامة.
(1) في "ن": "من".
(2)
انظر: "شرح ابن بطال"(3/ 25).
(3)
في "ج": "لأن".
(4)
في "ج": "كل واحد منها".
وقيل: قصر الأزمنة عما جرت العادة به (1)، حتى تكون السنةُ كالشهر (2)، والشهر كالجمعة (3)، والجمعة كاليوم (4).
وقيل: قصر الأعمار، وقلة البركة فيها (5).
وقيل: هو (6) تقاربُ أحوال الناس في الفساد.
(حتى يكثر فيكم المالُ فيفيضُ): -بفاء وضاد معجمة-؛ أي: حتى (7) يكثر، فيفضل (8) منه بأيدي مُلَاّكه (9) ما لا حاجة لهم به.
وقيل: بل ينتشر فيهم، ويَعُمُّهم.
* * *
648 -
(1037) - حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:"اللهُمَّ بارِكْ لَنا في شامِنا وَفِي يَمَنِنَا". قَالَ: قالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: "اللهُمَّ بارِكْ لَنا في شامِنا وَفِي يَمَنِنا". قَالَ: قالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: "هُناكَ الزَّلَازِلُ والْفِتَنُ، وَبِها يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ".
(1) في "ع": "به العادة".
(2)
"كالشهر" ليست في "ن"، وفي "ع":"كشهر".
(3)
"كالجمعة" ليست في "ن"، وفي "ع":"كجمعة".
(4)
في "ن": "واليوم"، وفي "ع":"كيوم".
(5)
في "ع": بها.
(6)
"هو" ليست في "ع"، في "ج":"وقيل: هي".
(7)
"حتى" ليست في "ن".
(8)
في "ن": "فيفيض".
(9)
في "ج": "مالكه".
(عن ابن عمر، قال: اللهم بارك لنا في شامنا): هكذا وقع هنا موقوفًا، وهو مرفوع، أخرجه (1) الترمذي (2).
ونقل ابن بطال عن القابسي: أنه سقط في الحديث: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ ذلك لا يدرك بالرأي (3).
(قال: هنالك الزلازل والفتن): ولذلك -والله أعلم- أمسكَ عن الدعاء للمشرق؛ لأنه علم العاقبة، وأن القدرَ سبقَ بوقوع الفتنة فيها، والزلازلُ ونحوُها من العقوبات.
قال ابن المنير: والأدبُ أن لا يُدعى بخلاف القدر مع كشف العاقبة.
قلت: بل هو حينئذ (4) محرَّم، والله أعلم.
(1) في "ن": "خرجه".
(2)
رواه الترمذي (3953).
(3)
انظر: "شرح ابن بطال"(3/ 27).
(4)
"حينئذ" ليست في "ن".