الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
مِنَ الصِّحَاحِ:
1583 -
قال عمر بن الخطَّاب: "سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكِيمِ بن حزِامٍ يقرأُ سورةَ الفُرقانِ على غيرِ ما أقرَؤُهَا، وكانَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيها، فجِئْتُ بِهِ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إنِّي سمعتُ هذا يقرأُ سُورَةَ الفُرقانِ على غيرِ ما أقرأْتَنِيها، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ. فقرأَ القِراءَةَ التي سَمِعْتُهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: هكذا أُنْزِلَتْ. ثمَّ قالَ لي: اقْرَأْ. فقَرَأْتُ، فقال: هكذا أُنْزِلَتْ، إنَّ هذا القُرآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقْرَؤُوا ما تيسَّرَ منه"(1).
1584 -
وقال ابن مسعود: "سمعتُ رجُلًا قرأَ آيةً وسمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ خِلافَها، فجئْتُ بهِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فعَرَفْتُ في وَجْهِهِ الكَراهِيَةَ، فقال: كِلاكُما مُحْسِنٌ فلا تَخْتَلِفُوا فإنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فهَلَكُوا"(2).
= باب في فاتحة الكتاب (1)، الحديث (2927) وقال:(هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى عن هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة، وحديث الليث -السابق- أصح). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 313، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في الصلاة، وقال:(إسناده صحيح وكلهم ثقات). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 232، كتاب التفسير، باب كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته، وقال:(صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي.
(1)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 73، كتاب الخصومات (44)، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (4)، الحديث (2419). ومسلم في الصحيح 1/ 560، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث (270/ 818).
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 70، كتاب الخصومات (44)، باب ما يذكر في =
1585 -
وعن أبيّ بن كعب أنّه قال: "كُنْتُ في المسجِدِ فدخلَ رَجُلٌ يُصَلِّي فقرأَ قِراءَةً أنكرتُها عليهِ، ثمَّ دَخَلَّ آخرُ فقرأَ قراءةً سِوَى قِراءةِ صاحِبِهِ، فلمَّا قَضَيْنَا الصَّلاةَ دَخَلْنَا جَميعًا على رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنَّ هذا قرأَ قِراءةً أنكرتُها عليهِ، ودخلَ آخرُ فقرأَ سِوَى قِراءةِ صاحِبِهِ. فأَمَرَهُمَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسَّنَ شَأْنَهُمَا فَسُقِطَ في نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ ولا إذ كُنْتُ في الجَاهِلِيَّةِ، فلمَّا رأَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما قَدْ غَشِيَني ضَرَبَ في صَدْرِي فَفِضْتُ عَرَقًا وكأنَّما أنْظُرُ إلى اللَّه تعالى فَرَقًا، فقال لي: يا أُبَيُّ أُرْسِلَ إليَّ أَنِ اقْرَإِ القُرآنَ على حَرْفٍ، فردَدْتُ إلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي، فردَّ إليَّ الثانيَةَ: اقْرَأْهُ على حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إليهِ أنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي، فَرَدَّ إليَّ الثالثةَ: اقْرَأْهُ على سبعةِ أَحْرُفٍ ولكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مسألَةٌ تَسأَلُنِيها، فقلتُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأمَّتي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأمَّتي، وأَخَّرْتُ الثالثةَ ليَوْمٍ يَرْغَبُ إليَّ الخلقُ كُلُّهُمْ حتَّى إبراهيمُ عليه السلام"(1).
1586 -
وقال ابن عباس إنَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَقْرَأَني جِبْرِيلُ على حَرْفٍ فراجَعْتُهُ، فلمْ أَزَلْ أستَزِيدُهُ فيَزِيدُني حتَّى انتهَى إلى سبعةِ أَحْرُفٍ"(2).
= الإِشخاص. . . (1)، الحديث (2410)، وفي 6/ 513 - 514، كتاب الأنبياء (60)، باب (54)، الحديث (3476).
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 561 - 562، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث (273/ 820). و (فَرَقًا): خوْفًا.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 23، كتاب فضائل القرآن (66)، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف (5)، الحديث (4991). ومسلم في الصحيح 1/ 561، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث (272/ 819).
مِنَ الحِسَان:
1587 -
عن أُبيّ بن كعب أنّه قال: "لَقِيَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جِبريلَ فقال: يا جِبْرِيلُ إِنِّي بُعِثْتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ، منهُمُ العَجُوزُ والشَّيْخُ الكَبِيرُ والغُلامُ والجارِيَةُ والرَّجُلُ الذي لمْ يقرَأْ كِتابًا قَطّ، قال: يا مُحَمَّدُ إنَّ القُرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أَحْرِفٍ"(1) وفي رواية: "ليسَ منها إلّا شافٍ كافٍ"(2) وفي رواية عن أُبَيّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ جِبريلَ ومِيكائيلَ أتيانِي فقعدَ جِبريلُ عنْ يَمِيني وميكائيلُ عنْ يسَارِي، فقالَ جِبريلُ: اقْرَأْ القُرْآنَ على حَرْفٍ، وقال مِيكائيلُ: اسْتَزِدْهُ، حتَّى بلغَ سبعةَ أحْرُفٍ، فكُلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ"(3).
1588 -
عن عِمران بن حُصَيْن: "أنَّه مَرَّ على قاصٍّ يقرَأُ ثم يسألُ، فاسْترجَعَ ثمَّ قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللَّه بهِ، فإنَّهُ سَيَجِيءُ أقوامٌ يقرأُونَ القُرآنَ يسألُونَ بِهِ النَّاسَ"(4).
(1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 73، الحديث (543). والترمذي في السنن 5/ 194، كتاب القراءات (47)، باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف (11)، الحديث (2944) وقال:(حسن صحيح).
(2)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 124. وأبو داود في السنن 2/ 160، باب الصلاة (2)، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (357)، الحديث (1477).
(3)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 51، 114، 122. والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 154، باب الافتتاح (11)، باب جامع ما جاء في القرآن (37).
(4)
أخرجه أحمد في المسند 4/ 432 - 433. والترمذي في السنن 5/ 179، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (20)، الحديث (2917) واللفظ له. وقوله "فاسترجع" أي عمران بن الحصين، يعني قال: إنّا للَّه وإنا إليه راجعون.