المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب الاستغفار والتوبة - مصابيح السنة - جـ ٢

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌6 - كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما تجب فيه الزكاة

- ‌3 - باب صدقة الفطر

- ‌4 - باب من لا تحل له الصدقة

- ‌5 - باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له

- ‌6 - باب الإنفاق وكراهية الإمساك

- ‌7 - باب فضل الصدقة

- ‌8 - باب أفضل الصدقة

- ‌9 - باب صدقة المرأة من مال الزوج

- ‌7 - كِتَابُ الصَّوْمِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب رؤية الهلال

- ‌فصل

- ‌3 - باب تنزيه الصوم

- ‌4 - باب صوم المسافر

- ‌5 - باب القضاء

- ‌6 - باب صيام التطوع

- ‌فصل

- ‌7 - باب ليلة القدر

- ‌8 - باب الاعتكاف

- ‌8 - كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌[1 - باب]

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌9 - كِتَابُ الدَّعَوَاتِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ذكر اللَّه عز وجل والتقرب إليه

- ‌3 - باب أسماء اللَّه تعالى

- ‌4 - باب ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

- ‌5 - باب الاستغفار والتوبة

- ‌فصل

- ‌6 - باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام

- ‌7 - باب الدعوات في الأوقات

- ‌8 - باب الاستعاذة

- ‌9 - باب جامع الدعاء

- ‌10 - كتاب المناسك

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الإحرام والتلبية

- ‌3 - [باب] حجة الوداع

- ‌4 - باب دخول مكة والطواف

- ‌5 - باب الوقوف بعرفة

- ‌6 - باب الدفع من عرفة والمزدلفة

- ‌7 - باب رمي الجِمار

- ‌8 - باب الهَدْي

- ‌9 - باب الحلق

- ‌فصل

- ‌11 - باب ما يجتنبه المحرم

- ‌12 - باب المحرم يجتنب الصيد

- ‌13 - باب الإحصار وفوت الحج

- ‌14 - باب حرم مكة حرسها اللَّه

- ‌15 - باب حرم المدينة حرسها اللَّه

- ‌11 - كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌1 - باب الكسب وطلب الحلال

- ‌2 - باب المساهلة في المعاملة

- ‌3 - باب الخِيَارِ

- ‌4 - باب الربا

- ‌5 - باب المنهي عنها من البيوع

- ‌فصل

- ‌7 - باب الاحتكار

- ‌8 - باب الإِفلاس والإِنظار

- ‌9 - باب الشركة والوكالة

- ‌10 - باب الغصب والعارية

- ‌11 - باب الشُّفْعَةِ

- ‌12 - باب المساقات والمزارعة

- ‌13 - باب الإِجارة

- ‌14 - باب إحياء الموات والشِّرْب

- ‌15 - باب العطايا

- ‌فصل

- ‌16 - باب اللُّقَطَة

- ‌17 - باب الفرائض

- ‌18 - باب الوصايا

- ‌12 - كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب النظر إلى المخطوبة وبيان العورات

- ‌3 - باب الولي في النكاح واستئذان المرأة

- ‌4 - باب إعلان النكاح والخطبة والشرط

- ‌5 - باب المحرمات

- ‌6 - باب المباشرة

- ‌فصل

- ‌7 - باب الصَّداق

- ‌8 - باب الوليمة

- ‌9 - باب القَسْمِ

- ‌10 - باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق

- ‌11 - باب الخلع والطلاق

- ‌12 - باب المطلقة ثلاثًا

- ‌فصل

- ‌13 - باب اللِّعَانِ

- ‌14 - باب العدة

- ‌15 - باب الاستبراء

- ‌16 - باب النفقات وحق المملوك

- ‌17 - باب بلوغ الصغير وحضانته في الصغر

- ‌13 - كِتَابُ العِتْقِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب إعتاق العبد المشترك وشراء القريب والعتق في المرض

- ‌3 - باب الأيمان والنذور

- ‌فصل في النذور

- ‌14 - كِتَابُ القِصَاصِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - باب ما لا يُضْمَنُ من الجنايات

- ‌4 - باب القَسامة

- ‌5 - باب قتل أهل الردة والسعاة بالفساد

- ‌15 - كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب قطع السرقة

- ‌3 - باب الشفاعة في الحدود

- ‌4 - باب حد الخمر

- ‌5 - باب لا يُدْعى على المحدود

- ‌6 - باب التعزيز

- ‌7 - باب بيان الخمر ووعيد شاربها

الفصل: ‌5 - باب الاستغفار والتوبة

1661 -

عن يُسيرة [بنتِ ياسر](1) -وكانت مِنَ المُهاجِرَاتِ- قالت: "قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عليكنَّ بالتسبيحِ والتهليل (2) والتقديسِ، واعقِدْنَ بالأنامِلِ، فإنَّهُنَّ مسؤولاتٍ مستَنْطَقَاتٌ، ولا تَغْفُلْنَ فتَنْسِينَ الرحمة"(3).

‌5 - باب الاستغفار والتوبة

مِنَ الصِّحَاحِ:

1662 -

قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "واللَّه إني لأستغفِرُ اللَّه وأتوبُ إليهِ في اليومِ أكثرَ من سبعينَ مرة"(4).

1663 -

وقال: "إنَّه لَيُغَانُ على قَلْبِي، وإني لأستغفرُ اللَّهَ في اليومِ مائة مرةٍ "(5).

1664 -

وقال: "يا أيُّها النَّاسُ توبُوا إلى اللَّهِ، فإني أتوبُ في اليومَ مائة مرةٍ"(6).

(1) ليست في مخطوطة برلين.

(2)

العبارة في المطبوعة (عليكُنّ بالتهليل والتسبيح) والتصويب من المخطوطة وهو الموافق للفظ الترمذي.

(3)

أخرجه أحمد في المسند 6/ 370 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 170، كتاب الصلاة (2)، باب التسبيح بالحصى (359)، الحديث (1501)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 571، كتاب الدعوات (49)، باب فضل التسبيح. . . (121)، الحديث (3583) واللفظ له.

(4)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 11/ 101، كتاب الدعوات (80)، باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم. . . (3)، الحديث (6307).

(5)

أخرجه من رواية الأغر المزني رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2075، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الاستغفار. . . (12)، الحديث (41/ 2702)، وفي قوله "يُغَانُ" قال في شرح السنة 5/ 70:(أي يغطَّى عليه، وأصله من الغين، وهو الغطاء).

(6)

أخرجه من رواية الأغر رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2075 - 2076، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الاستغفار. . . (12)، الحديث (42/ 2702).

ص: 164

1665 -

و"قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فيما يَروي عن اللَّهِ تعالَى أنه قال: يا عبادِي إني حرَّمْتُ الظلمَ على نفسي، وجعلْتُهُ بينَكم مُحرَّمًا فلا تَظَالَمُوا، يا عبادي كلُّكُمْ ضَالٌّ إِلّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُوني أَهْدِكُم، يا عِبادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلّا مَنْ أَطعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمْكُمْ، يا عبادي كلكم عارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُه، فاسْتَكْسُوني أَكْسُكُم، يا عبادي إنكم تُخْطِئونَ بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوب جميعًا فاستغفروني أَغْفِرْ لكم، يا عبادي إنكم لنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّوني، ولنْ تَبلُغوا نفعي فَتَنْفَعُوني، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكُمْ وإنْسَكم وجِنَّكم، كانُوا على أَتْقَى قلبِ رجل واحدٍ منكم، ما زادَ ذلكَ في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أَوَّلَكم وآخِرَكُم وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم، ما نقصَ ذلكَ من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكُم وإنسَكم وجِنَّكم، قامُوا في صعيدٍ واحدٍ فسألُوني فأعطَيْتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَهُ، ما نقصَ ذلكَ مما عندي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ، يا عبادي إنما هي أعمالُكم أُحْصِيها عليكم ثم أُوَفيِّكم إيَّاها، فمَن وجدَ خيرًا فليحمدْ اللَّهَ، ومَن وجدَ غيرَ ذلك فلا يَلُومَنَّ إلَّا نفسَه" رواهُ أبو ذرٍ وكان أبو إدريسَ الخَوْلاني إذا حدَّث بهذا الحديثِ جَثَا على رُكبتيْهِ (1).

1666 -

وقال: "كانَ في بني إسرائيلَ رجلٌ قتلَ تسعةً وتسعينَ إنسانًا ثم خرجَ يسأَلُ، فأتى راهِبًا فسألَهُ فقالَ لَهُ: هلْ (2) لي توبةٌ؟ قال: لا فقتَلَهُ، وجعلَ يسأَلُ، فقالَ له رجلٌ: ائتِ قريةَ كذا وكذا، فأَدْرَكَهُ الموتُ في الطريقِ، فَنَأَى بصدرِهِ نحوها، فاختصمَتْ فيهِ ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ، فأَوْحَى اللَّهُ إلى هذه (3): أنْ تَقَرَّبي، وإلى هذه: أنْ

(1) أخرجه مسلم من رواية أبي ذر في الصحيح 4/ 1994 - 1995، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (55/ 2577). و (الصعيد): المقام.

(2)

في مخطوطة برلين: (أَلي توبةٌ؟)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم.

(3)

في المطبوعة زيادة: (القرية) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم.

ص: 165

تَبَاعِدي، وقال: قِيسُوا ما بينَهما فَوُجِدَ إلى هذه أقربَ بشبرٍ فَغُفِرَ لهُ" (1).

1667 -

وقال: "والذي نفسي بيدِهِ لَو لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بكم، ولَجَاءَ بقومٍ يُذْنِبُونَ فيستغفِرُونَ اللَّهَ فيغفِرُ لهم"(2).

1668 -

وقال: "إنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيتوبَ مُسِيءُ النهارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنهارِ ليتوبَ مُسيءُ الليلِ، حتَّى تَطْلُع الشَّمْسُ مِن مغربِها"(3).

1669 -

وقال: "إنَّ العبدَ إذا اعترفَ ثم تابَ، تابَ اللَّهُ عليهِ"(4).

1670 -

وقال: "مَن تابَ قبلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مغرِبها تابَ اللَّهُ عليهِ"(5).

1671 -

وقال: "للَّهُ أَشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِهِ حينَ يتوبُ إليه مِن أحدِكم كانَ [على](6) راحلَتِهِ بأرضِ فَلَاةٍ فانفلَتَتْ منهُ، وعليها طعامُهُ وشرابُهُ

(1) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 512، كتاب الأنبياء (60)، باب (54)، وهو ما يلي: باب حديث الغار (53)، الحديث (3470)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2119، كتاب التوبة (49)، باب قبول توبة القاتل. . . (8)، الحديث (47/ 2766).

(2)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2106، كتاب التوبة (49)، باب سقوط الذنوب. . . (2)، الحديث (11/ 2749).

(3)

أخرجه من رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2113، كتاب التوبة (49)، باب قبول التوبة. . . (5)، الحديث (31/ 2759).

(4)

متفق عليه من رواية، عائشة رضي الله عنها، أخرجه البخاري ضمن حديث الإفك- في الصحيح 7/ 431 - 435، كتاب المغازي (64). باب حديث الإفك. . . (34)، الحديث (4141) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح -ضمن حديث الإفك- 4/ 2129 - 2137، كتاب التوبة (49)، باب في حديث الإفك. . . (10)، الحديث (56/ 2770).

(5)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2076، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الاستغفار. . . (12)، الحديث (43/ 2703).

(6)

ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، والصواب ما أثبتناه كما في صحيح مسلم.

ص: 166

فأَيِسَ منها، فأَتَى شجرةً فاضطجعَ في ظلِّها قد أَيِسَ من راحِلَتِهِ، فبينَما هوَ كذلك إذا هُوَ بها قائمةً عندَهُ، فأخذَ بخطامِها ثم قالَ مِن شدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أنتَ عبدي وأنا ربُّكَ، أَخْطَأ مِن شدَّةِ الفرحِ" (1).

1672 -

وقال: "إنَّ عبدًا أذنبَ ذنبًا فقالَ: ربِّ أذنبتُ ذنبًا فاغفِرْهُ، فقالَ ربُّه: عَلِمَ عبدي أنَّ لهُ رَبًّا يغفِرُ الذنبَ ويأخذُ بهِ غَفَرْتُ لعبدي، ثمَّ مكثَ ما شاءَ اللَّهُ ثم أَذْنَبَ ذَنْبًا (2) فقالَ: ربِّ أذنبتُ ذنبًا آخر (3) فاغفِرْهُ، فقالَ: عَلِمَ عبدي أنَّ لهُ ربًّا يغفِرُ الذنبَ ويأخذُ بِهِ قد غفرتُ لعبدي، ثمَّ مكث ما شاءَ اللَّهُ ثم أَذنَبَ ذَنْبًا (2) فقال: ربِّ أذنبتُ ذنبًا آخرَ فاغفرْهُ لي، فقالَ: عَلِمَ عبدي أن لَهُ ربًّا يغفرُ الذنبَ ويأخذُ به، غفرتُ لعبدي فليَعْمَلْ ما شاء"(4).

1673 -

عن جُنْدُب رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حدَّثَ أنَّ رجلًا قال: واللَّهِ لا يغفرُ اللَّهُ لفلانٍ، وأَنَّ (5) اللَّهَ قالَ:

(1) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 102، كتاب الدعوات (80)، باب التوبة. . . (4)، الحديث (6309)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2104 - 2105، كتاب التوبة (49)، باب في الحضِّ على التوبة. . . (1)، الحديث (7/ 2747) واللفظ له. و (الخطام): الزمام.

(2)

في المطبوعة زيادة (آخر) وليست في المخطوطة ولا في لفظ البخارى.

(3)

ساقطة من المطبوعة، والصواب إثباتها كما عند البخاري.

(4)

متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 466، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [سورة الفتح (48)، الآية (15)](35)، الحديث (7507) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2112، كتاب التوبة (49)، باب قبول التوبة. . . (5)، الحديث (29/ 2758).

(5)

قوله: "وإن اللَّه تعالى" بفتح الهمزة، أي: وحدث أن اللَّه تعالى، وبكسرها أي: والحال إن اللَّه تعالى.

ص: 167

مَن ذا الذي يَتَألَّى عليَّ أني لا أَغفِرُ لفلانٍ، فإني قد غفرتُ لفلانٍ وأحبَطْتُ عَمَلَكَ" (1) أو كما قال.

1674 -

وقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سيِّدُ الاستغفارِ أنْ تقولَ: اللهمَّ أنتَ ربي لا إلهَ إلَّا أنت، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذ بكَ مِن شر ما صنعتُ، أَبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ وأَبُوءُ بذنبي، فاغفِرْ لي فإنَّه لا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أنتَ، قالَ: ومَن قالَها مِن النهارِ مُوْقِنًا بها، فماتَ مِن يومِه قبلَ أنْ يُمسيَ فهوَ مِن أهلِ الجنَّةِ، ومَن قالها مِن الليلِ وهو مُوقِنٌ بها، فماتَ قبلَ أنْ يُصْبحَ فهو مِن أهلِ الجنَّةِ"(2).

مِنَ الحِسَان:

1675 -

قال [أنس، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم](3): "قالَ اللَّه تعالى: يا ابنَ آدمَ إنكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغَتْ ذنوبُك عَنانَ السماءِ، ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ إنك لو أَتيتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا، ثمَّ لقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقُرابِها مغفرةً"(4)(غريب).

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2023، كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن تقنيط الإِنسان. . . (39)، الحديث (137/ 2621) قوله:"يتألى" بفتح الهمزة وتشديد اللام المفتوحة، أي يتحكم عليَّ، ويحلف باسمي.

(2)

أخرجه من رواية شداد بن أوس رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 11/ 97 - 98، كتاب الدعوات (80)، باب أفضل الاستغفار. . . (2)، الحديث (6306). و (أَبُوءُ): أُقِرُّ.

(3)

ليست في مخطوطة برلين.

(4)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 548، كتاب الدعوات (49)، باب فضل التوبة. . . (99)، الحديث (3540) واللفظ له، وقال:(حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) وأخرجه الضياء في المختارة، وعزاه له السيوطي في الجامع الصغير 4/ 496، الحديث (6065).

وللحديث طرق أخرى منها: عن أبي ذر رضي الله عنه، أخرجه أحمد في =

ص: 168

1676 -

وقال: "مَن عَلِمَ أني ذُو قدرةٍ على مغفرةِ الذنوبِ غفرتُ لهُ ولا أُبالي، ما لم يُشركْ بي شيئًا"(1).

1677 -

وقال: "مَن لَزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللَّه لهُ من كلِّ ضِيْقٍ مَخْرَجًا، ومِن كلِّ همٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه مِن حيثُ لا يحتسبُ"(2).

= المسند 5/ 154، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 322، كتاب الرقاق، باب إذا تقرَّب العبد إلى اللَّه. و (عَنانُ السماءِ): سحابها. و (قُراب الأرض): ملؤها.

ومنها عن ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجه الطبراني عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 215 - 216، كتاب الزهد، باب منه في سعة رحمة اللَّه. . .، وقال:(رواه الطبراني في الثلاثة) وهو عند الطبراني في المعجم الكبير 12/ 19، الحديث (12346)، وفي المعجم الصغير 2/ 20 - 21 ضمن ترجمة محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

(1)

أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما، الطبراني في المعجم الكبير 11/ 241، الحديث (11615)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262، كتاب التوبة والإِنابة، باب من علم منكم أن اللَّه ذو قدرة. . .، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 388، كتاب الرقاق، باب الرجاء. . .، الحديث (4191)، واللفظ لهم جميعًا.

(2)

أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما، أحمد في المسند 1/ 248، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 178 - 179، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1518) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 330 - 331، باب ثواب من أكثر من الاستغفار، الحديث (456)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1254 - 1255، كتاب الأدب (33)، باب الاستغفار (57)، الحديث (3819)، واللفظ له، وأخرجه محمد بن نصر المروزي، ذكره المقريزي في مختصر قيام الليل، ص 42، باب الاستغفار بالأسحار. . .، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 342، الحديث (10665) واللفظ له، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 142، باب ثواب الاستغفار والإكثار منه، الحديث (366)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262، كتاب التوبة والإنابة، باب ذكر فضيلة الاستغفار، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 351، كتاب صلاة الاستسقاء، باب ما يستحب من كثرة الاستغفار في خطبة الاستسقاء.

ص: 169

1678 -

وقال: "ما أَصَرَّ مَن استغفرَ، وإِنْ (1) عادَ في اليومِ سبعينَ مرةً"(2).

1679 -

وقال: "كلُّ ابنِ آدمَ خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائينَ التوَّابُونَ"(3).

1680 -

وقال: "إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانتْ نُكتةٌ سوداءُ في قلبِهِ، فإنْ تابَ واستغفرَ صُقِلَ قلبُه، وإنْ زادَ زادَتْ حتَّى تَعْلُوَ قلبَه، فذلِكُم الرَّانُ الذي ذكرَ اللَّه تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (4) "(5)[صحيح](6).

(1) العبارة في المطبوعة (ولو) وهي موافقة للفظ الترمذي، وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق لما أخرجه لأبي داود واللفظ له.

(2)

أخرجه من رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أبو داود في السنن 2/ 177، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1514)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 558، كتاب الدعوات (49)، باب (107)، الحديث (3559)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 1/ 124، الحديث (137).

(3)

أخرجه من رواية أنس رضي الله عنه، أحمد في المسند 3/ 198، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 303، كتاب الرقاق، باب في التوبة، واللفظ له، لكن اللفظ عنده:"وخير الخطائين التوابين"، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 659، كتاب صفة القيامة (38)، باب (49)، الحديث (2499)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1420، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4251)، واللفظ لهما.

(4)

سورة المطفّفين (83)، الآية (14).

(5)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أحمد في المسند 2/ 297، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 434، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة ويلٌ للمطفِّفين (75)، الحديث (3334) وقال:(حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 317، باب ما يفعل من بُليَ بذنب وما يقول الحديث (418). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1418، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الذنوب (29)، الحديث (4244)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 30/ 62، تفسير سورة المطفِّفين، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 607، كتاب التوبة (39)، باب ما جاء في الذنوب (1)، الحديث (2448)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 517، كتاب التفسير، باب تفسير سورة المطفِّفين، وقال:(صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، قوله:"كانت نكتةً سوداء" أي: حدثت، فهي تامة والنكتة الأثر، وفي نسخة بالنصب، فالضمير راجع إلى السيئة.

(6)

ليست في المطبوعة.

ص: 170

1681 -

وقال: "إنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ"(1).

1682 -

وقال: "إنَّ الشيطانَ قال: وَعِزَّتِكَ يا ربِّ لا أَبْرحُ أُغْوي عبادَكَ ما دامَتْ أرواحُهم في أجسادِهم، فقالَ الربُّ عز وجل: وعِزَّتي وجَلالي وارتفاعِ مكاني (2)، لا أزالُ أغفِرُ لهم ما استغفرُوني"(3).

1683 -

وقال: "إنَّ اللَّه جعلَ بالمغربِ بابًا عرضُه مسيرةُ سبعينَ عامًا للتوبةِ، لا يُغْلَقُ ما لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِن قِبَلِهِ، وذلكَ قولُه تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (4) "(5).

(1) أخرجه من رواية ابن عمر رضي الله عنهما، أحمد في المسند 2/ 132، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 547، كتاب الدعوات (49)، باب في فضل التوبة. . . (99)، الحديث (3538)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1420، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4253)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 607، كتاب التوبة (39)، باب إلى متى تقبل التوبة (2)، الحديث (2449)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 257، كتاب التوبة والإنابة، باب إن اللَّه يغفر لعبد ما لم يغرغر، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. و (الغرغرة): بلوغ الروح الحلقوم.

(2)

أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أحمد في المسند 3/ 29 - 41، وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 458، الحديث (299/ 1273)، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، عزاه له الهيثمي في جممع الزوائد 10/ 207، كتاب التوبة، باب ما جاء في الاستغفار، وقال:(رواه أحمد وأبو يعلى. . . والطبراني في الأوسط، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 261، كتاب التوبة والإنابة، باب للجنة ثمانية أبواب. . .، وقال:(صحيح الإِسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 76 - 77، كتاب الدعوات، باب الاستغفار، الحديث (1293).

(3)

عبارة: (وارتفاع مكاني) انفرد بها البغوي في لفظه هنا وفي شرح السنة، وتابعه عليها التبريزي في المشكاة وليست عند أصحاب الأصول.

(4)

سورة الأنعام (6)، الآية (158).

(5)

أخرجه من رواية صفوان بن عسَّال رضي الله عنه، أبو داود الطيالسي في المسند، ص 160 - 161، الحديث (1168)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 241، وأخرجه =

ص: 171

1684 -

وقال: "لا تنقطِعُ الهجرةُ حتَّى تَنقطِعَ التوبةُ، ولا تَنْقَطِعُ التوبةُ حتَّى تطلعَ الشَّمْسُ مِن مغربِها"(1).

1685 -

وقال: "إنَّ رجلينِ كانا في بني إسرائيل مُتحابَّيْنِ، أحدُهما مجتهِدٌ في العبادَةِ والآخرُ (2) مذنِبٌ، فجعلَ المجتهِدُ يقولُ: أَقْصِرْ عمَّا أنتَ فيهِ، فيقولُ: خَلِّني وَرَبِّي، حتَّى وجدَهُ يومًا على ذنب استعظمَهُ فقال: أَقْصِرْ، فقالَ: خَلِّني وَرَبِّي أَبُعِثتَ عليَّ رقيبًا؟ فقال: واللَّهِ لا يغفِرُ اللَّهُ لكَ أبدًا، ولا يُدْخِلُكَ الجنةَ، فبعثَ اللَّهُ إليهما مَلَكًا فقبضَ أرواحَهما فاجتمعا عندَه، فقالَ للمُذنِبِ: ادخلْ الجنةَ برحمتي، وقالَ للآخرِ، أتَستطِيعُ

= الترمذي في السنن 5/ 546 - 547، برواية مطوَّلة كتاب الدعوات (49)، باب في فضل التوبة (99)، الحديث (3536) وقال:(حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه النسائي، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 4/ 192، الحديث (4952) وقال المحقق:(في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1353، كتاب الفتن (36)، باب طلوع الشمس من مغربها (32)، الحديث (4070)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 8/ 72، في تفسير سورة الأنعام، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 70، الحديث (7360)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 282، كتاب الطهارة، باب رخصة المسح لمن لبس الخفين على الطهارة، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 59، وزاد عزوه إلى: سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبو شيخ، وابن مردوبه.

(1)

أخرجه من رواية معاوية رضي الله عنه، أحمد في المسند 4/ 99، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 239 - 240، كتاب السير، باب أن الهجرة لا تنقطع، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 7 - 8، كتاب الجهاد (9)، باب في الهجرة. . . (2)، الحديث (2479)، واللفظ لهم، وأخرجه النسائي، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 8/ 454 ، الحديث (11459) وذكر المحقق أنه في الكبرى، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 59، تفسير سورة الأنعام (6) الآية (158)، وزاد في عزوه إلى: عبد بن حميد.

(2)

في المخطوطة زيادة (يقول)، وليست عند أحمد وأبي داود، والعبارة في شرح السنة (كأنه يقول) وهي مدرجة.

ص: 172

أنْ تَحْظُرَ على عبدي رحمتي؟ فقالَ: لا يا ربِّ، قال: اذهبُوا بهِ إلى النَّارِ" (1).

1686 -

عن أسماءَ بنتِ يزيدَ أنها قالَتْ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: " {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} "(2) وَلا يُبالي" (3)(غريب).

1687 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "في قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} (4) قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:

إنْ تَغْفِرِ اللَّهمَّ تَغفِرْ جَمًّا

وأَيُّ عبدٍ لكَ لا أَلَمَّا" (5)

(غريب).

(1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أحمد في المسند 2/ 323، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 207 - 208، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن البغي (51)، الحديث (4901)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 384 - 385، كتاب الرقاق، باب الرجاء. . .، الحديث (4187).

(2)

سورة الزمر (39)، الآية (53).

(3)

أخرجه أحمد في المسند 6/ 459، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 370، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الزمر (41) ، الحديث (3237)، وقال:(حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ثابت عن شهر بن حوشب) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 249، كتاب التفسير، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 384، كتاب الرقاق، باب الرجاء. . .، الحديث (4186)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور 5/ 331 عند تفسير سورة الزمر، لعبد بن حميد، وأبي داود، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف، وابن مردويه. ولم نعثر عليه عند أبي داود في السنن.

(4)

سورة النجم (53)، الآية (32).

(5)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 396 - 397، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النجم (54)، الحديث (3284)، وقال:(حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 27/ 39، عند تفسير سورة النجم، واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 469 - 470، كتاب التفسير، باب تفسير سورة النجم، وقال:(صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وعزاه السيوطي في الدر المنثور 6/ 127، تفسير سورة النجم، لسعيد بن منصور، والبزَّار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإِيمان.

ص: 173

1688 -

عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يقولُ اللَّهُ تعالى: يا عبادِي كلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيْتُ فَسَلوني (1) الهدَى أهْدِكم، وكلُّكم فقراءُ إلَّا مَن أَغنيْتُ فسلُوني (1) الرِّزقَ أَرزقْكم، وكلُّكم مذنِبٌ إلَّا مَن عافيتُ، فمَن عَلِمَ مِنكم أَنني ذُو قدرَةٍ على المغفرةِ فاستغفرَني غَفَرتُ لهُ ولا أبالي، ولو أنَّ أَوَّلَكم وآخِرَكم، وحَيَّكم وميتَكم، ورَطْبَكم ويابِسَكم، اجتمعُوا على أتقَى قلبِ عبدٍ مِن عبادي، ما زادَ ذلكَ في مُلْكي جناحَ بعوضةٍ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم، وحيَّكم وميتَكم، ورَطْبَكم ويابِسَكم اجتمعُوا على أشقَى قلبِ عبدٍ مِن عبادي، ما نقصَ ذلكَ مِن مُلْكي جناحَ بَعُوضَةٍ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم، وحيَّكم وميِّتَكم، ورَطْبَكم ويابِسَكم اجتمعُوا في صعيدٍ واحدٍ، فسألَ كلُّ إنسانٍ مِنكم ما بلغَتْ أُمنيَّتهُ، فأعطيتُ كلَّ سائلٍ منكم ما سأَلَ (2) ما نقصَ ذلكَ مِن مُلكي إلَّا كما لو أنَّ أحدَكم مرَّ بالبحرِ، فغمسَ فيه إبرةً ثم رفعَها، ذلكَ بأني جوادٌ ماجدٌ أفعلُ ما أريدُ، عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ، إنما أمري لشيءٍ إذا أردْتُ أنْ أقولَ لهُ: كنْ فيكونُ"(3).

1689 -

عن أنس رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أنَّه قَرَأَ: {هُوَ أَهْلُ التَقْوَى وأَهْلُ المَغْفِرَةِ} (4)، قال، قالَ ربُّكم:

(1) في مخطوطة برلين: (فاسألوني). والتصويب من المطبوعة وسنن الترمذي.

(2)

في المطبوعة (مسألته) وهي ساقطة من المخطوطة، وما أثبتناه هو لفظ الترمذي.

(3)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 154، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 656 - 657، كتاب صفة القيامة (38)، باب (48)، الحديث (2495) واللفظ له، وقال:(حديث حسن)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1422، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4257).

(4)

سورة المدثر (74)، الآية (56).

ص: 174

أنا أهلٌ أنْ أُتَّقَى، فمَن اتَّقاني فأنا أهلٌ أنْ أَغفِر لهُ" (1).

1690 -

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "إنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في المجلسِ يقولُ: ربِّ اغفرْ لي وَتُبْ عليَّ، إنكَ أنتَ التَّوابُ الغفورُ، مائةَ مرةٍ"(2).

1691 -

ورُوي عن رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن قالَ: أستغفِرُ اللَّه الذي لا إلهَ إلَّا هُوَ الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليهِ، غُفِرَ لهُ

(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 142، 243، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 302 - 303، كتاب الرقاق، باب في تقوى اللَّه، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 430، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المدثر (71)، الحديث (3328)، وأخرجه النسائي في السنن 1/ 139، الحديث (434)، في كتاب التفسير، وقال المحقق:(في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1437، كتاب الزهد (37)، باب ما يرجى من رحمة اللَّه. . . (35)، الحديث (4299)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 66، في مسند ثابت البناني عن أنس، الحديث (562/ 3317)، وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان 29/ 108، من طريق قتادة مقطوعًا، ولم يرفعه، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1288 ضمن ترجمة سهيل بن مهران، وهو سهيل بن أبي حزم. . .، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 508، كتاب التفسير، باب تفسير سورة المدثر، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 287 وزاد في تخريجه عن: البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 2/ 21 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 178، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1516)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 494 - 495، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا قام من المجلس (39)، الحديث (3434) وقال:(حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1253، كتاب الأدب (33)، باب الاستغفار (57)، الحديث (3814).

ص: 175