الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحمزة:
بفتح الحاء وإسكان النون ثم زاي فتاء مربوطة على لفظ (حمزة) عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسرة من أهل بريدة جاءوا إليها من النبقية.
منهم إبراهيم الحمزة انتقل إلى الرياض واشتغل ببيع السيارات واشتهر بذلك حتى صار رسميًا (شيخ دلالي السيارات) لأكثر من 15 عامًا كما اشتغلوا بالتجارة بالعقار وحصلوا على ثروة جيدة.
سمع إبراهيم بن علي الحمزة أحد أخواله ويسمى حمود الحيص من أهل النبقية يقول:
أدْرَجْتْ فرق الحمام وغيري اللى رمي
…
يا كيف ما نحترم رمي الحمامه
كيف المفتِّح مع البطحا يقوده عمي
…
والذيب دَيَّن وْسَوَّى له عمامه
فقال إبراهيم العلي الحمزة:
يا فارج الضيق والشَّده وحر الظمَّا
…
انك تيسر من الناشي غمامه
يا خال يا خال (1) ما جيت درب تهَمي
…
طير يبي الفود وطير مقصده السلامه
كتب إليَّ الأخ عبد العزيز بن إبراهيم بن سليمان الحمزة عن أسرتهم بما ملخصه:
نزحت أسرة الحمزة من منطقة حائل منذ ثلاثمائة وخمسين سنة تقريبًا إلى منطقة القصيم واستقرت بها حيث انتقلت من قرية الجثاميه شمال حائل بحوالي 15 كيلومترا تقريبًا هي مع إحدى الأسر الكبيرة وتدعى أسرة المحاسنة متوزعة بين بريدة والخبوب إضافة إلى أسرة القومي ونحن وهم نرجع إلى قبيلة شمر.
ومنهم سليمان بن حمزة وقد عمل بالزراعة في الصريف والركيه المشهورة بركية حمزة، لردح من الزمن.
(1) لأنه خاله.
واشتهر جدهم .... باسم (ابوحمزة) راع الركية، وذلك أنه كان مقيمًا في الركية عنده بعض المواشي وشيء من الزراعة، ولكن (الركية) كانت في ذلك الوقت على حدود الأرض الفلاة، فليس خلفها من جهة الشرق عمارة كبيرة، فكان الأعراب يمرون بمواشيهم عليه، فتأكل زرعه أو تعيث فيه فسادًا، وله معهم نكت وأخبار لا يصح أن تروى هنا.
واشتهر بشجاعته وسخائه مع ضيق ذات يده.
حدثني محمد بن عثمان الحسن الملقب (أم الجن) قال اتفق معي سليمان العليط على أن أحضر غنمًا له من الجعلة إلى بريدة وهي 24 خروفًا، بأجرة قدرها ريالان (فرانسي).
قال: فذهبت إلى الجعلة وأخذت الغنم معي عائدًا إلى بريدة وكان الوقت باردًا ولا أستطيع أن أنام مع الغنم في العراء خوفًا عليها من الذئاب.
وقد قاربت الشمس أن تغيب وكنت وصلت (الركية) فقلت: أدخل الغنم الليلة في مكان الغنم عند (أبو حمزة) وفي فجر الغد أبدًا السير بها إلى بريدة حتى أصل بها في أول الليل.
قال: فلما سلمت على (أبو حمزة) رَحَّبَ بي، وقال: والدك رفيق لي، الله يرحمه، ثم أسرع يدخل الغنم في مكانها ويدعوني إلى القهوة وقد أوقد نارًا بحطب جزل، وأسرع بقهويني بقهوة مبهرة بهيل ويعللني بحديثه الذي لا يمل.
وقد اطمأننت إلى الغنم، وقد دفيت.
قال: وبعد المغرب أحضر العشاء وكان أهم ما فيه مرق دسم فيه (حبحر)(شطة) وفيه لحم كثير من بطن دبيحة مثل الكرش والرئة والمصران.
قال: وكنت جائعًا فأكثرت من هذا العشاء الفاخر، ونمت مطمئنًا في تلك الليلة في فهوة أبو حمزة.
ومع الفجر جهز القهوة وقهواني، فسرت بالغنم مبكرًا، ولما ابتعدت عن الركية بمسافة، بحيث لا أستطيع أن أعود إليها بدا لي أن أعد الغنم فإذا هي 23 مع أنني قد عددتها ضبطًا عندما تسلمتها من الجعلة: 24 فأين الخروف الرابع والعشرون.
قال: والأدهى من ذلك أنني لا أدري أفقد مني قبل الوصول إلى (الركية) أم بعد ذلك.
قال: ومع آذان العشاء أدخلتها في بيت سليمان العليط في بريدة وطلبت منه أن يعطيني أجرتي ريالين، فعدها فإذا هي 23 فقال: كم أعطاك راعي الجعلة من الخرفان؟ قلت: 24.
قال: ولكن هذه 23 فأين الخروف الناقص؟
قلت: لا أدري.
فقال: هل عدا عليك ذئب؟
قلت: لا، فقال: وأتاك حنشل أخذوا منك خروفًا؟
قلت: لا.
قال: خروفي المفقود، لابد تجيبه لي.
قلت: من أين؟ وكيف؟
وفي الصباح كنا نذهب إلى أحد كبار الجماعة ليفصل بيننا، وأنا أقول للعليط: عطني أجرتي، فيقول: أجرتك ريالين والخروف المفقود يسوي 7 أو ثمانية ريالات.
وقد سألني الرجل الكبير الذي ذهبنا إليه عن قصتي، لأنه هو والعليط
يتفقان على أنني أمين وصادق، ولله الحمد.
فذكرت له قصتي ومبيتي عند (أبو حمزة) في الركية، فقال: الآن عرفنا المسألة، حلها عند (أبو حمزة) لأنه يعرف.
قال: وطلب الرجل الكبير من شخص قريب من (أبو حمزة) أن يجعله يمر عليه، وعندما جاء أبو حمزة واجتمعنا مع العليط عند الرجل الكبير، سأل (ابوحمزة) عن الموضوع وهو - أي (أبو الحمزة) يعرف أن هذا الأمر مشكل علي.
فقال (أبو حمزة) - يا أبو فلان - محمد الحسن جاء إليَّ وهو تعبان وجوعان وبردان وأبوه صديق لي وأنا ما عندي له عشاء فذبحت أحد الخرفان عشيته منه والباقي أكلناه أنا وعيالي لأننا محتاجين له، والعليط شبعان يريد أنه ذو نقود وغني! ! !
فسأله الرجل الكبير لماذا لم تخبر محمد العثمان؟ فقال: هو ما سألني وإلا أنا ناوي أخبره وأقول له: قل للعليط إذا لم يسامحنا عن قيمة الخروف أن قيمته عندي، إذا أغنانا الله أعطيناه إياها.
ويقال: إن ذلك الرجل الكبير دفع قيمة الخروف من عنده!
إن هذه القصة حقيقية، لكن تروى عنه أخبار من جنسها وأكثر غرابة لا أعرف مصدرها إلَّا حديث المجالس والرجل إخباري مجيد، وذو أفعال نادرة لذلك لا غرو أن تروج عنه مثل هذه الأخبار وهو جدير بأن تجمع أخباره بعد تمحيصها.
من ذلك ما قيل: إن بقرًا لبعض الناس الذين كانوا خرجوا للبر يقطعون الحشيش في فصل الربيع، وأن تلك البقر تأتي إلى زرعه فتدوسه وأنه مرة في العشاء بعد غروب الشمس رأى تلك البقرة معها عجلة أي بقرة صغيرة فأطلق عليها النار وأصابها ثم ذهب إلى أناس مجتمعين فيهم أهل تلك البقرة وهو يقول ضبعنا الضبعة، وكان الضبع موجودًا في تلك الأوقات بكثرة في جال الشماسية والربيعية وحول الركية.