الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نساء متميزات .. من أسرة الحميد
..
منهن نورة بنت فهد الحميد (أم المسند): عبد الله المسند وأخيه إبراهيم وعبد الرحمن المسند والد صديقنا الشيخ عبد العزيز المسند.
قالت حينما سافر ابنها عبد الله المسند واخوه إبراهيم:
غديت أنا كني طريح ومضيوم
…
والاكسير شاف جسر الليالي
العين اشوفه حاربت لذة النوم
…
من يوم ققَّوْا مع طعوس الرمالِ
وصدري اللي فوقه الطى مرجوم
…
واخوي ما يدري عن اللي جرى لي
يا ابوفهد ما ذقت انا غامض النوم
…
وش أنت شايف يا حمي كل تالي
هذه سواتك يا حجا كل مضيوم
…
واقفايته تسوي جميع الحلال
حلفت بالله مازل من يوم
…
الا واهلّ الدمع ياشيب حالي
محمد يصيح ويمحش الدم بكموم
…
وآقلبي اللي زاغ ماله توالي
عزا الله انك تايه الراي منجوم
…
الله يعديك ازرها، يا حلالي
حطيت مكانه راعي الهرج وعلوم
…
حوشه لبطنه والمره والعيال
* * * *
يا أبو محمد دن حمرا من الكوم
…
وانسف عليها الكور زاهي الدلال
واركب عليها، جنبه كل مسموم
…
الله يجيرك عن أصدوف الليالي
تلقي اعبود جالس لكل شغموم
…
ويقدم الترحيب ويركي الدلال
سلم عليهم عدما فات من يوم
…
يا جبرتي ود الخبر للعيال
قل له انا قلبي به الهم مكظوم
…
عيا يطيق الصبر وآعَزتا لي
مسكينة يا دحيم (1) ما اناب مليوم
…
من فراقهم كل تعزز لحالي
عساه ياتين بعشر من الكوم
…
بحمولهن ما انتب ترد السوالِ
يا الله يا اللي تنشي المزن وغيوم
…
تنشي لهم رزق نما كالخيال
(1) دحيم هو ابنها عبد الرحمن، وهو والد الشيخ عبد العزيز المسند.
وعندما رأت الحجاج يتجهزون للحج وكان ابنها عبد الرحمن فلاحًا قليل ذات اليد تلك السنة قالت:
يا أبو محمد حجوا المسلمين
…
وانا ادموعي فوق الاوجان ذراف
طلبت انا ربي أمدير السنين
…
الواحد المعبود يرجى وينخاف
انه يرد لحالكم يا جنيني
…
عسانا دور اليوم نسعى ونطاف
فرد عليها ابنها عبد الرحمن على الفور - وكان قليل الشعر:
يا يوه، اشوفه قل ما باليمين
…
ما اناب من اللي يا جدونه ولا طاف
انا ان وجدته بشيته تنحرين
…
من فوق حمر بها الرها، توجف أو جاف
وشيته: مشيئته، وهو الله تعالى، والحمر: النوق الحمر: جمع حمرا.
وقد استجاب الله دعاءهما فحج بها في العام الذي بعده.
وعندما سافر ابناها نقل إليها أن الحنشل اعتدوا على بعض المسافرين، فلما دخل ابنها عبد الرحمن المسند (1)، قالت: ماجا خبر من العيال؟ قال ما امداهم يروحون، قالت أخاف يذبحونهم الحنشل، فقال مازحًا: يبون كمر الذهب الذي معهم؟ لأنهم سافروا وليس معهم قرش واحد، فقالت:
يا دحيم لو تدرون بشيّ جرى لي
…
عفتوا الحياة وبعتوا الحال بالدون
يا دحيم، الا ياكود فقد العيال
…
وانا شقا قلبي وانتم تسجّون
وإلى نشدتك فانسمح يا حلالي
…
أبيك تهبطني بهرج يقولون
هذا، وانا مشكاي لمنشى الخيال
…
هو اللي له الشكوى كان انتم تعرفون
فأجابها ابنها دحيم وهو عبد الرحمن المسند:
(1) هو والد صديقنا الشيخ عبد العزيز المسند المعروف، كما تقدم.
يا يوه ما همن خطوط العيال
…
ولا همني يا يوه بدوٍ يطبُّون
انا ادير الراي، افكِّر بحالي
…
فلا يحي ذهبت هاللي تشوفون
قل العلف يا يوه اوزي بحالي
…
فلايح ما بهن شي تحصدون
وبلغها أن أحد أبنائها مريض فقالت:
وآش بصدري يا ولي السماوات
…
لو هو على الضلعان كان اذهبن
وآكبدي اللي شب فيها سعيرات
…
والقلب من لاجي الحشا طار مني
كثر الشعر بالعين يا دحيم صفات
…
كثر البكايا دحيم واعماهِنِنِّ
غريب يا مشكاي بديار بعيدات
…
وآحر قلبي يوم دلا يونّ
وتزوجت إحدى بناتها وقد ولدت بنتا اسمها طريفه، سافر بها زوجها يجمع العشب فقالت:
تذكر (طريفه) فوق جيش مراويح
…
كد روحوا يبون عشب العدان
يعود علينا الله بعشب المصافيح
…
وحمولهم تلقاه ماله مكان
اليوم يا المجمول ما من مصاليح
…
ومن العشب ما شبعت بعير السواني
خوفوا من الله بالغضي يا المشافيح
…
الشمس لا تاكل خشيف العدان
قذيلة المجمول تلعب به الريح
…
وخديدها به السوادين قاني
عساي اشوف الترف بظل المصابيح
…
عقب الخلا تقعد بعالي المباني
أنا اشهد ان اليوم ما بها مْرِيح
…
اللي يدور العشب واللي بشان
إلّا محمد (1) جنبه هبة الريح
…
دب الدهر ما همتنه السواني
ما همه اللي جاري للفلاليح
…
ابوه يدور العشب والحيل واني
ومن غريب الأقدار أن تخوفها على ابنة ابنتها قد وقع فأكلتها النار في
(1) محمد أحد أحفادها.
البر عندما كانت أمها تحش العشب، فلما بلغها الخبر قالت على لسان ابنتها:
زاغ القلب يوم ما له منادي
…
واوجست القلب من منزله طار
يا ميمتي شبت سعاير فوادي
…
وضاع الحيا يا يوه مانيب صبار
من شوفتي للترف بين الهوادي
…
رجلينها تحمس على الجمر بوجار
كد حرقت اقدام رجلي شفاتي
…
تناصلت اعظامها واهج النار
وحصل خصام بين اثنين من أبنائها فقالت:
صبح الثلاثاء صابحونا الشياطين
…
وبلونا بشرهم لا ابلينا
نحوسكم وندوسكم يا المساكين
…
ننثر عمدكم وحنا صادرينا
وحريمكم نشطن بنقل المواعين
…
ما درين انا برزقهن قاطنينا
وتضارب أحد جيرانها مع أحد أبنائها فقالت:
جايه بغرٍ كما الشيطان
…
يقول شوفوا وش اسوي به (1)
يوم انتبه هيلع الصبيان
…
القى بحلقه غو اليبه
كساب سو على الجيران
…
( .... ) ويش نبغي به
عساه دب الدهر وجعان
…
آمين يغلث من اللي به (2)
قلبه غلا من حسد غضبان
…
يا كيف ربي بلاني به
وتزوجت إحدى بناتها وغابت عنها فجأة، فقالت:
أمس الضحى من صافي الدمع هليت
…
هليت دمع مثل وبل الخيال
عليك يا هاف الحشا يوم قفيت
…
اقفي بك الشغموم قرم العيال
(1) البغر: الشابا لسمين، قليل العقل ..
(2)
يغلث: يصيبه الغلاث وهو داء الكَلْب الكَلِب.
أبو محمد بالدهر يبني البيت
…
ريف العجافى بالسنين المحال (1)
يا دحيم أنا من روحته ما تهنيت
…
أوجس بقلبي مثل فوح الدلالِ
شي توقد بالحشا، آه، ونيت
…
على الذي يشبه ظبي المفالي
يا مدمج الساقين يا ليت يا ليت
…
من هو قعدوا ياك دب الليالي
يا الله يا اللي بالسما سامك البيت
…
تساعد المجمول حسن الدلال
يا دحيم انا من روحته عاد مليت
…
ابيك تجيبه يا حمي كل تالي
أزريت أنا يا عزوة الحي والميت
…
حتى الرحى عقبه طحنته لحالي
وقالت نورة الفهد الحميد أيضًا:
وآجرحي اللي ما إدَّاويه الأطباب
…
واللي خفي والملاما دروا به
سهر طوال الليل لين القمر غاب
…
لا حد مهرجني صديق نصافيه
كان أنت مضيوم فخبر بالوكاد
…
نهرجك مجهودنا عاد نبديه
كان أنت عنا مجنف ما بك أطباب
…
حنا نسينا الحب واللي جرى فيه
وإحدى بنات ابنها، وهي من المسند تنازع عندها رجلان كل يريد أن يتزوجها، وكانت رغبة أهلها مع واحد ورغبتها مع الآخر، وعندما حصل هذا المقال زوجت للثاني وسعدت معه، فقالت:
علمي بهم يوم العرب باختلاف
…
على القليب الطارفه لا عمر ماه
ازري الجمل ينقل جهاز السنافي
…
ماهوب ورث مير خوشه بيمناه
يا بوي، يا دحمان شفى خلاف
…
شفي بابو مسباح وَدُّوني إياه
(1) محمد أحد أحفادها.
فقال والدها:
عَدَّوْك ( .... ) بالسيوف الرهاف
…
عدوك أبومسباح عن شوفك إياه
كم عندنا لك يا الغضى من سنافي
…
شيخ شجاع يا الغضي كنه إياه
فقالت:
رجالكم مثل القذا في عيوني
…
وإلى نظرته كني عيني مْداواهْ
يا ابوي يا دحمان شفي خلاف
…
شفي غلام تسفك السمن يمناه
يا ابوي، ما احلى فتشته للحاف
…
العفو ما احلى غطة النوم واياه
وهذه المرأة نورة الحميد ذات عقل وحلم، ولها رؤي عجيبة منها أنها قالت يوما لزوجها حين قاما قبل صلاة الصبح: إن ابن رشيد حاكم حايل يبي يشد عن بريدة اليوم
…
!
فضحك منها واستهزأ بها، فسكتت، وعندما عاد من صلاة الصبح وخرج قبيل شروق الشمس رأي الجيش ينهزم متجها إلى الشمال - وذلك أن ساكن (الشماس) ينظر إلى من في (العكيرشة) بوضوح ومنزل ابن رشيد (الرفيعه) فرآهم كذلك، فعاد إلى زوجته يقول: يا أم دحيم، ويسألها عما رأت وهي لا تجيبه، فلان لها وكرر، فسألته لم تسالني وقد أنكرت على قبل؟ فقال قد رأيت فلول الجيش تنهزم شمالًا، فقالت: إني رأيت البارحة أن دخانًا كثيفًا مرتفعًا يسير من جنوب البلاد إلى شمالها فأولته بهذا الجيش.
فقال: سامحيني، فقالت: يغفر الله لك.
ورأى ابنها رؤيا ملخصها أنه يحتذى حذاءً نعلين جديدين جلدهما أربع طبقات وهو يسير فسقطت منه طبقة فلم يلتفت لها ثم تسقط أخرى، وهكذا حتى