الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسين:
أسرة أخرى، من أهل العكيرشة، جاءوا إلى بريدة من أشيقر.
وهم من النواصر من تميم، والنواصر: قلة في بريدة لا أعرف منهم فيها إلا خمس أسر: هذه والحميضي والأصقه والنقيثان والخميس.
منهم عبد العزيز الإبراهيم الحسين كان من رجال الشيخ عمر بن سليم يخرص الزروع والبعول، وهي القمح الذي يبذر في الرياض وهي الأراضي الطينية، فيعيش بغير سقي، إذا نزل عليه مطر كافٍ.
ولعبد العزيز الحسين هذا نوادر وقصص مع المشايخ روي لي بعضها محمد بن دخيَّل بتشديد الياء.
وسمعت نكتة شائعة عنه، وهو أنه كان يقف على حافة قليبه في العكيرشة، فيقول مازحًا: كيف يا ناس الماء كثير في القليب والقت عطشان؟
يريد أنه ليس عنده ما يكفي من الدواب لإخراج الماء من البئر عليها.
وقوله: الما كثير في القليب صحيح، لأن آبار العكيرشة لا تنزح أي لا ينفد ماؤها من كثر السواني عليها.
قال الشيخ إبراهيم العبيد في حوادث 1388 هـ:
وممن توفي فيها من رجال الدين والصّلاح والفضل عبد العزيز بن حسين وهذه ترجمته:
هو العابد البصير في العقيدة عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله بن حسين رحمه الله وعفا عنه ولد في قرية العكيرشة التي كانت إذ ذاك ضاحية من ضواحي مدينة بريدة في عام (1298 هـ) ونشأ في رعاية والديه حيث كانا يزاولان الحراثة والزراعة ولانشغاله في طلب المعيشة وخدمة والديه كان لم
يتمكن في الدراسة من تحصيل العلم غير أنه كان من أصل طيب يوالون في الله ويعادون لله فكان من أهل البصيرة والنقد والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان محبًا لأهل الدين مبغضًا للمنافقين والكافرين والظالمين فلذلك كان يلهج بذكر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وآل سليم ويختصه الشيخ عمر بن محمد بن سليم لأسراره ويبره ويعرف له فضله كما أن والدة المترجم من ذوات الدين والبصيرة فقد أقامت وليمة مكونة من جزور وما إليها لما رجع أولياء الله معززين من قبل الأمير سعد الحازمي لما أحضر لديه أناسًا من المشائخ وطلاب العلم بأمر من ابن رشيد بسبب الوشاية بهم فوبخهم الأمير أفرادًا وكانت الأمة قد خافت عليهم وترقبوا ماذا يحله بهم، وآخر شيء تراجع الأمير عن رأيه وقلبهم إلى أهليهم بخير واعتذر إليهم بأنه مأمور وكان المترجم صبورًا على حلو الزمان ومرِّه وله ذاكرة وحفظ ويحب الخلطة بالعلماء الأفاضل ومديمًا على الحج والعمرة في رمضان المعظّم سريع الدمعة عند الموعظة وتذكر العلماء وكانت أسرته متأصلة من بلد وشيقر من قبيلة النواصر وينتمون إلى بني تميم وما زال يزاول مهنة الزراعة ويسعى في اكتساب المعيشة في مزارع آبائه شرقي مدينة بريدة وفي أراضي النقع حتى عجز وكل عن العمل وعجزت قواه فاستراح في نفس مدينة بريدة، وفي اليوم الثاني من شهر رجب توفي عن عمر يناهز الستين (1).
ومنهم محمد بن عبد العزيز الحسين انتقل إلى الرياض واشتغل بتجارة العقار، وملك دكاكين في سوق الذهب، في حلة القصمان بيعت بعد وفاته بأحد عشر مليونًا وعقارًا آخر بيع بعد وفاته أيضًا بأكثر من ذلك. مات عام 1408 هـ في الرياض على أثر عملية فتق.
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 6، ص 88 (الطبعة الثانية).
وكانوا يعرفون بلقب (حِشِّي وكُلِي)، وكلي: كلي وهذا على لغة جدهم التي هي خلاف لهجة أهل القصيم في مثل هذه اللفظة لأن أهل القصيم يقولون (كولي).
أصله فيما يقولون أنه خرج على ناقة له مع جماعة ليحشوا الحشيش وهو العشب الذي يقطعونه من البر ثم يحملونه إلى أماكنهم ليكون علفًا لماشيتهم، فكانت ناقته تأكل مما حشه بيده وتعب عليه من العشب فقال يخاطبها: حشي وكلي أي خذي العشب من الأرض بأسنانك وكليه.
و(ياما للقداد)، دعاء على الناقة بالقدَّاد الذي يقد جسمها أي يشقه بالسكين ونحوها.
وقد لحقهم هذا اللقب التفريق بينهم وبين الحسين الآخرين.
وقيل لي: إن سبب تلقيبه بذلك: أن الشحاذين الذين يسمون المتغمرين وهم الذين يحضرون عند حصاد الزرع يسألون غمرًا أي قليلا من الزرع في قصبه وسنبله، للطعام والتبن يحفظونه أيضًا فإذا رأى امرأة قوية من منظر يديها قال لها: حشي وكلي يا ملا القداد، أي أذهبي للبر وحشي العشب وبيعيه وكلي ثمنه.
وهو يشير إلى عادة أدركتها وهي أن طوائف من النساء المحتاجات اللآتي لا عائل لهن أو رجالهن لا يعملون يذهبن إلى جهة الفلاة في بريدة بأعداد كبيرة يقطعن الحشيش ويجعلنه في ثوب خلق من ثيابهن يبعنه بثمن بخس يشترين به قمحًا لبيوتهن.
حدثوا من ذلك أن جماعة منهن خرجن للحشيش، ولكن واحدة منهن كانت تعبة فجلست لا تستطيع الحركة تحت أثلة في آخر خبوب بريدة، وجمع صاحباتها لها حشيشًا حملته على رأسها، وبعد أيام رأت الأثلة وظلها الجيد، فقالت: أي والله ذري، بس الذرى ما به ذرة.
تريد أنها لا تستطيع أن تجد فيه عشبًا تبيعه وتشتري به دُرَة لبيتها.