الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحُمود:
من أهل اللسيب في غرب الخبوب.
أسرة أخرى هم من الوداعين من الدواسر الذين كانوا في الشماس، وتركوه إلى حويلان ثم إلى اللسيب.
وهم أسرة كبيرة تفرعت منها أسرة الضبيب، وكان لهم شان وصيت في السابق.
وهم أول من عمر السيب بمعنى أنهم حفروا فيه بئرًا وغرسوا نخلًا.
منهم صالح بن عبد الله الحمود رئيس مركز اللسيب الآن وتعني في السابق أمير اللسيب - 1427 هـ.
ومنهم عبد الله بن صالح الحمود مطوع اللسيب وقد انتقل للرياض.
ومن الحمود هؤلاء محمد بن حمود الحمود ويعرف بأبو الحمود أهل اللسيب اشتهر بضخامة الجسم وقوته حتى دخل ذلك في الأساطير الشعبية لأهل الخبوب، فذكروا أنه إذا صف للصلاة في المسجد مع الجماعة بدا الذين بجانبه كأنهم جلوس من طول قامته وضخامة جسمه.
وعن قوته وقدرته على العمل ما سمعته أول الأمر من سليمان بن علي المقبل - أبو حنيفة - ثم بعد ذلك من أكثر من واحد من أهل اللسيب من أن ابن حمود ذهب إلى البدائع وهي مشهورة بسعة مزارع القمح فيها، وذلك أوان ختام الزرع بمعنى إثارة الأراضي تمهيدًا لزراعتها ووضع البذر عليها - فكان يعمل مع خمسة أشخاص، فإذا كانوا يعزقون الأرض وهم مطأطئون رؤوسهم إلى الأرض كما يفعل الراكع وممسكون مساحيهم - جمع مسحاة - بأيديهم يضربون بها الأرض يحرثونها، لم يرفع رأسه عند نهاية الجزء الذي يعزقونه ويريدون أن يعودوا إلى عزق جزء بجانبه من الأرض قال: عَرْجه!
و (عرجه) كلمة تقال عندهم معناها الرجوع من دون أن يرفعوا رؤوسهم أو يريحوا ظهورهم فيضطرون أن يقولوا مثله، (عرجه) وإلا عد ذلك دليلًا على ضعفهم.
قالوا: فتركوا العمل عند صاحب المزرعة من أجله، فلما أبدى امتعاضه لابن حمود قاله: كم تعطيهم كلهم من الأجرة في اليوم؟
فقال صاحب المزرعة: أعطيهم كذا.
فقال ابن حمود: عطني نصف أجرتهم وشرط، اشتغل مثل شغلهم كلهم! ووافق صاحب المزرعة غير مقتنع، ولكن ابن حمود أضاف قائلا:
بس إصْحَ، تراي أبي عشا كثر عشاهم كلهم، قالوا: وكان ذلك بالفعل؟ ! !
ولابن حمود هذا نكت وأخبار منها ما كان مع مطوع اللسيب الشيخ الفكه الذكي عبد الكريم بن عودة.
أخبرني الدكتور عبد الله بن محمد الرميان أن ابن حمود هذا مات في حدود 1370 هـ وظني أنه مات قبل ذلك بكثير.
ومنهم حمود بن صالح الحمود صاحب ملك ونخيل في اللسيب الذي كان يسمى في القديم الحسيان - على لفظ جمع حسي - وهو البئر القريب الماء غير الكثير.
وهذه الوثيقة هي الوحيدة التي رأيت اسم اللسيب مكتوبًا فيها بأنه الحسيان، وإلَّا فإنني كنت سمعت به من شيوخ كبار في السن.
والوثيقة تتعلق بمحاسبة كبيرة بين المذكور وبين عبد الله المقبل الذي هو من (المقبل العبيد) وليس من المقبل أهل البصر الذين منهم المشايخ القضاة.
وهي بخط محمد الرشيد الحميضي مؤرخة في 21 من جمادى الآخرة عام 1313 هـ الشاهد فيها هو عبد الكريم بن عثمان العيدان.
وقد صار آخر حساب بذمة حمود العبد الله - كما تقول الوثيقة مائتين
ريال وسبع وخمسين ريالًا حالات أي غير مؤجلات، ومن التمر ألفين وزنة تمر يزيدن خمسمائة وزنة تمر.
وهذه طريقة لهم قديمة في ضبط الحساب وتأكيده، وإلا فنحن نقول الآن ألفين وخمسمائة وزنة تمر ونكتفي بذلك عن كتابة كلمة تزيد أو يزيدن.
وأرهنه بذلك عمايره وجريرته وسبق لنا شرح العمارة والجريرة وسيأتي أيضًا، أما الرغبة التي ذكرها بعد هاتين الكلمتين فالمراد ما يكون اكتسبه النخل الذي يفلحه أثناء فلاحته، وقال: في مكده (بالحسيان) والمكدُّ يراد به أن الرجل فلاح في نخل لا يملكه، وإنما هو لغيره يفلحه بجزء من ثمرته لملاكه وهذا هو المكد، وإذا كان الرجل يملك ذلك النخل لم يقل لعمله (مكدّ).
قال في مكده بالحسيان باثلاث جده وملك أبيه يعني ما يستحقه منها بعمله، وقال: وعمارته، وهي نصيب الفلاح من التمر في النخل الذي يفلحه وهو ملك لغيره، والمقطر هو الصف من النخل.
قال: وخمسة بعارين مجاهيم والمجاهيم هي السود من الإبل فذكر أنها ليست كلها سودًا وإنما السود منها ثلاث، وواحدة وهي الرابعة حمراء، والخامسة: صبحا أي بيضاء.
والوثيقة التالية متعلقة بالحمود أهل اللسيب هؤلاء ولكن فيها ما يحتاج إلى إيضاح، وذلك أن صالح بن حمود أصاب إدراكه للأمور المالية شيء في تفكيره فأقام قاضي بريدة وصيًا عليه هو عبد الله بن علي الرشودي وشمل ذلك أخته طرفة بنت حمود، فصار الرشودي يتصرف في أملاك صالح المذكور نيابة عنه بوصايته التي أقامه القاضي عليها.
ووجدنا عددًا من الوثائق المتعلقة بذلك، ولكن الوثيقة التالية أوضحت هذا الأمر فنصت على أن عبد الله بن علي الرشودي تصرف بكونه وكيلًا - أي
وصيا - على صالح الحمود وطرفة بنت حمود.
والرشودي هو رأس أسرة الرشودي أهل بريدة وكلهم من ذريته، والوثيقة مبايعة بين عبد الله بن علي الرشودي (بائع) وبين عبد الله بن عثمان الرميان (مشتر).
والمبيع صبخة حمود التي في اللسيب شرق المسجد وما فيها من نخل. والثمن ستة عشر ريالًا فرانسه ثم ذكر حدودها ومنها من الجهة القبلية السوق والمراد الزقاق أو الشارع وليس المراد (سوق البيع والشراء).
والشاهد على ذلك محمد الوهيبي، وهو جد أستاذنا وزميلنا الشيخ المدرس محمد بن صالح بن محمد الوهيبي.
والكاتب الأصيل للوثيقة هو سليمان بن مبارك العميريني ولكن نقلها من خطه مخافة التلف إبراهيم آل محمد بن حمد الشاوي، وتاريخ كتابة العميريني لها في 3 رجب سنة 1277 هـ وكتابة الشاوي 9 ربيع الثاني عام 1299 هـ.
أقول الخوف الذي أبدأه ناقل الوثيقة وهو إبراهيم بن محمد بن حمد الشاوي على الورقة الأصيلة من التلف وأنه نقلها بخطه لهذا السبب لم يتحقق لأننا وقفنا على الوثيقة الأصلية بخط كاتبها سليمان بن مبارك العميرني وهي في حالة جيدة.
وكانت كتابة الأصيلة في 3 من ربيع الثاني عام 1273 هـ وليس عام 1277 هـ كما جاء في النقل.
وهذه هي الوثيقة الأصيلة:
وهذه أيضًا ورقة تتعلق بولاية عبد الله بن علي الرشودي علي صالح الحمود وهي مؤرخة في 22 ربيع الأول سنة 1282 هـ بخط الشيخ العالم إبراهيم بن عجلان.
وتتضمن إقرارًا من عبد الله بن علي الرشودي بأن عبد الله العثمان الرميان قد برئ من جميع الدين الذي عليه لصالح الحمود قبل التاريخ، فلم يبق عليه شيء.
والشاهد عبد المحسن السَّرَّاح من أهل اللسيب، وعبد الله الزويد من أهل اللسيب أيضًا.
وهذه ورقة فيها أربع وثائق يجمع بينها أن المستدينين فيها هم من أهل اللسيب. ويجمع بينها ما هو أهم من ذلك وهو أن الدائنة وليس الدائن فيها كلها هي امرأة وهي سلمى بنت رشيد (المحيميد).
والأولى منها تتعلق بمداينة بين عبد المحسن المبارك بن سرَّاح وبين سلمى الرشيد والدين أربع عشرة وزنة تمر عوض أي ثمن ريال واحد.
يحل أجل الوفاء بهذا الدين القليل في ذي الحجة سنة 1334 هـ.
والكاتب هو عبد الكريم بن عودة المحيميد المعروف بمطوع اللسيب.
والشاهد محمد الحمود من هذه الأسرة.
والثانية تتعلق بمداينة بين محمد بن حمود الصالح (الحمود) لسلمى
الرشيد آل محيميد والدين سبع وستون وزنة تمر ونصف وزنة سلم خمسة أريل يحل أجل الوفاء بها في ذي الحجة عام 1334 هـ والكاتب هو نفسه الذي في التي قبلها.
والثالثة إقرار من إبراهيم الحصين من (أهل اللسيب) بدين عليه لسلمى الرشيد المحيميد وهو عشرة أصواع حب أي قمح سلم ريالين ونصف.
وأظن أنني شرحت السلم فيما تقدم وهو أن يشتري التاجر شيئًا من ثمرة الفلاحة كالتمر أو القمح قبل أوان إدراكه، وغالبًا ما يكون ذلك مدته أشهر وقد تصل إلى سنة، ويكون السعر أحسن للتاجر لأن فرق السعر يعتبر مقابلًا التأجيل تسليم التمر أو العيش كما يقولون.
والأجل نفسه والكاتب هو نفسه، ولكن الشاهد مختلف فهو هنا عبد العزيز بن محمد الوهيبي.
والوثيقة الرابعة دين على سليمان بن محمد بن سرَّاح لسلمي الرشيد (المحيميد) وهو قليل إذ هو ثلاثة عشر وزنة تمر سلم ريال.
والشاهد عمر بن ظاهر من أسرة الظاهر أهل اللسيب التي سنورد ذكرها في حرف الظاء بإذن الله والكاتب نفسه.
والتاريخ: 5 ربيع الأول سنة 1334 هـ.
ومن وثائق (الحمود) أهل اللسيب هؤلاء هذه المؤرخة في 5 ربيع الأول سنة 1297 هـ
وتتضمن إقرارًا من طرفة الحمود بأنه وصلها اثنان وعشرون ريالًا من الستين ريالًا التي بتفتر صالح الحمود.
و(التفتر) هو الدفتر، هكذا كانت العامة، بل وحتى طلبة العلم يلفظون به.
ولم تذكر نوع ذلك الذي وصلها أهي ميراث أو ثمن عقار أو نحوه.
والشاهدان هما محمد بن صامل من أهل اللسيب وسوف يأتي ذكر أسرته في حرف الصاد ومحمد العثمان بن رميان.
والكاتب عبد العزيز بن ناصر بن مجحد.
ثم عاد الكاتب ليوضح شيئًا يحتاج إلى إيضاح أكثر وهو قوله:
وهي من الذي في ذمة عبد الله لعثمان بن رميان.
ووثيقة أخرى تتعلق بهبة من عايشه آل عبيد لأبنها عبد العزيز الحمود من هذه الأسرة.
وهي نصيبها من العقار المسمى (الصبخة) والصبخة في الأصل هي السبخة بمعنى ذات الأرض السَّبخة وهي الملحة.
ولكن الصبخة استصلحت وأبعد عنها (السباخ) وغرست نخلًا مزدهرًا.
وفصلت ذلك، فقالت: من نخل وأرض وأثل وبير وطريق وجميع وطيتها، أي جميع ما تملك من ذلك العقار.
والوطئة أصلها موضع وطأ الإنسان بقدمه على الأرض، فهي تقول: إن المراد كل ما له علاقة بذلك العقار وليس لها فيه حتى موضع قدم، وهو المعبر عنه بالوطئة.
وقد قبل ابنها (عبد العزيز الحمود) الهبة هذه وأقر بأنه باع ذلك على خضير آل خميس بستة ريالات ونصف.
والشاهد على الهبة والبيع اثنان من أهل اللسيب هما عبد الله الحصين وأخوه حمود الحصيِّن.
والكاتب مشهور في وقته هو عبد الرحمن بن عبيد.
والتاريخ سنة واحد وستين من الهجرة والمراد عام (61) 13 هـ.
وهذه وثيقة مداينة أخرى تتعلق بمحمد بن صالح آل حمود راع اللسيب، والدائن هو مشوح المحمد (المشوح) والدين مائة وخمسون وزنة تمر مؤجلة أجل وفائها في رمضان من عام 1327 هـ وأيضًا خمسة وأربعون صاح حب، أي قمح ثم ذكر رهنه في ذلك وهو فلاحته في صبخة ابن رميان، والشاهد عبد العزيز الوتيد والكاتب عبد الله العلي بن سالم وهو من آل سالم: الأسرة الكبيرة القديمة السكني في بريدة.
وهذه شهادة بإثبات وصول مال نصت الوثيقة على أن الشاهد هو (حمود بن صالح) راع اللسيب.
وشهادته على أن عبد العزيز بن عبد الله بن رميان وصَّل علي البراك عشرة أريل بعدما جاء عبد العزيز من الكويت، ومعنى وصَّل هنا: أعطى.
قالت الوثيقة وهي أي الريالات العشرة من ثمن الجريرة.
والشاهد هو الكاتب الشيخ عبد الكريم بن عودة بن محيميد المعروف بلقب (مطوع اللسيب).
والتاريخ: 15 جمادى الأولى سنة 1329 هـ.
والوثيقة التالية المتعلقة بالحمود أهل اللسيب وثيقة مقاسمة وإفراز نصيب مكتوبة في 15 صفر سنة 1337 هـ بخط (الشيخ) عبد الكريم بن عودة المحيميد المعروف بمطوع اللسيب.
قال: حضروا عندي أولاد صالح الحمود أهل اللسيب فاستعمل هنا لغة أكلوني البراغيث، وهي لغة مستعملة في الفصحي ولكنها مرجوحة.
قال: وهم حمود ومحمد وعبد الله، وحمود العبد الله بن رميان، حمود العبد الله نائبًا عن نفسه ويريد أن يذكر أنه أصيل عن نفسه، لأن الإنسان لا ينوب عن نفسه، وإنما ينوب عن غيره.
قال: وحمد الصالح نائبًا عن نفسه، وعبد الله الصالح نائبًا عن نفسه.
وكذلك حضر إبراهيم العبد العزيز بن حمود عن نفسه، وحمود الصالح نائبًا عن نفسة، يريد أنه حضر بنفسه.
وقسموا ثلث الجد يريد جدهم حمود الصالح، وسبيل طرفة بنت حمود الصالح، وذلك بأن أفرزوا الثلث - المذكور - جنوبي القصر ويحده مكان الحصين أي نخيل الحصين الذي هو جار لهم في اللسيب، وذلك من جهة الجنوب
أمه وقد شهد على هذه القسمة أو هذا التقاسم زويد العبد الله بن زويد من أهل اللسيب، وعبد العزيز العبد الله بن رميان.
وشهد به وكتبه عبد الكريم بن عودة المحيميد في 15 صفر عام 1337 هـ.
وهذه أوراق ورد فيها ذكر (الحمود) ولكنني لم استطع أن أميز من أي الحمود هم.
ومنهم عبد العزيز الحمود راع السادة، والأقرب أنه من (الحمود) الذين يرجع نسبهم إلى (آل أبو عليان).
وكاتب تكررت كتابته اسمه محمد الحمود ومن كتاباته ما هو مؤرخ في عام 1274 هـ.
أقول: بعد كتابة ما سبق عرفت من هو ذلك الكاتب وهو من أسرة السفيِّر بتشديد الياء وكسرها، والحمود الذي ذكره هو اسم والده وليس اسم أسرته، وقد يأتي إيضاح لأمره أكثر عند رسم (السفيِّر) في حرف السين.