الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحْمَيد:
بترقيق الميم في النطق.
من أهل بريدة جاءوا إليها من ناحية الشعيب بالجنوب، ولذلك يقال لهم الحميد بترقيق الميم على عادة أهل المنطقة أما لو كانوا جاءوا من الشمال لقيل لهم الحميد بتفخيم الميم لأنها لغة أهل الشمال.
منهم الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد تولى عدة مناصب قضائية منها في جيزان رئاسة محكمة جيزان وتوابعها، وفي القصيم قضاء الأسياح والبكيرية، ثم رئاسة هيئات الأمر بالمعروف في بريدة.
والآن - 1397 هـ - متقاعد يبلغ من العمر 79 سنة وله عدة مؤلفات مطبوعة أكثرها رسائل في الموضوعات الدينية منها مجموعة تشتمل على أربع رسائل هي:
- "نصيحة المسلمين عن بدع المبتدعين".
- "رسالة في الربا والتحذير منه".
- "الهدية الثمينة، فيما يحفظ به المرء دينه".
- رسالة "حسن الإفادة، إلى طريق السعادة"، طبعت في مطابع مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر في جدة عام 1381 هـ.
وقد أخبرني الأستاذ الدكتور محمد بن عبد العزيز الثويني أنه يعمل الآن في كتابة نبذة عن ترجمة الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد سوف تطبع في كتاب إذا أتمها - 1426 هـ -.
وكان الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد من أوائل من أرسلوا إلى ما كان
يسمي باليمن السعودي، لم نكن نعرفه عندما عقلنا الأمور إلّا بذلك وهو المسمى الآن بجنوب المملكة أي منطقة جازان وما والاها جنوبًا وشمالًا.
إذ كان ذهابه إلى هناك في عام 1346 هـ بناء على أمر الملك عبد العزيز آل سعود وحسب ترشيح شيخه له الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة وتوابعها.
وكانوا أربعة مشايخ ثلاثة منهم من أهل بريدة وهم الشيخ عبد الله الحميد والشيخ عبد العزيز بن حمد المضيان والشيخ صالح بن سليمان السيف، وواحد منهم من أهل عنيزة وهو الشيخ محمد بن إسماعيل.
عرفت الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد كما أعرف غيره من طلبة العلم في أول الأمر لأنه كان يأتي إلى بريدة في فترات متباعدة بالنظر إلى صعوبة المواصلات بين القصيم وجازان، وكان إلى ذلك مزواجًا تزوج هناك بعدة زوجات.
ثم عرفته معرفة حقيقية بأن سافرت معه سفرتين إحداهما غير قصيرة إلى المدينة المنورة وهي أول زيارة لي إلى هناك، وكانت في عام 1371 هـ وقد ذكرت أمرها في كتاب (رحلات في البيت).
والثانية: في الحجاز عندما أمر الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله على شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد أن يسافر إلى الحجاز لإنهاء القضايا القديمة المعلقة في محاكمها.
وأن يأخذ معه هيئة قضائية مساعدة بمعنى لجنة، فاختار الشيخ عبد الله بن حميد ثلاثة ليس فيهم من سبق له العمل في القضاء إلا الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد وهم علي بن عبد العزيز العجاجي وهو شخص لا غني للمشايخ عنه في رحلاتهم، لأنه ينظم الرحلة ويظل يديرها، وكان قبل ذلك يرافق الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة والقصيم في رحلاته ثم صار
يسافر مع شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد ومن الطبيعي أن المشايخ هم الذين يطلبون منه أن يرافقهم، وليس هو الذي يطلب ذلك.
والثالث هو كاتب هذه السطور، وقد اختارني الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - بالإضافة إلى قربي منه قرابة روحية - لأنني أستطيع - كما صرح بذلك - استخراج المسائل من الكتب، ولأنني كنت القارئ عليه، وإلا فإنني لم أمارس القضاء من قبل وكانت سني في السابعة والعشرين.
فكان الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد أكثرنا مشاركة في موضوع الأحكام، وكان الشيخ عبد الله يرسله إلى الأماكن المتنازع عليها من العقارات والأراضي ويكون معه بعض المشايخ أو موظفي الجهات الرسمية ذات العلاقة.
وينبغي أن نوضح هنا أنه لا توجد قرابة نسب بين شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد وزميلنا الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد هذا، فالأول من أهل معكال حارة في الرياض تقع إلى الجنوب من حي دخنة في مدينة الرياض، والثاني من أهل بريدة، وإنما ذلك مجرد مصادفة وتشابه أسماء.
وقد استمرت هذه المهمة لإنهاء القضايا القديمة في الحجاز نحوًا من أحد عشر شهرًا كلها في عام 1372 هـ وتركتها بعد أن انتهى عملهم في جدة وصاروا يتهيئون للسفر إلى المدينة المنورة بعد أن جاءني تعيين في إدارة المعهد العلمي ببريدة الذي كان أول معهد علمي يفتتح في المملكة بعد معهد الرياض العلمي، فتوجهت إلى الرياض.
وقد ذكرت أمر هذه المهمة القضائية وما صاحبها في كتاب: (ستون عامًا في الوظيفة الحكومية).
وكان الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد يسعى في حاجات الناس ويشفع لهم، يسرع إلى ذلك حتى يصل ذلك به أحيانًا إلى حد التطفل أو عدم الحصافة.