الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد العزيز بن محمد بن حميدان بن تركي المتوفى في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، وهو جد أسرة الحميدان والقصير التي تسكن خب البريدي، وبريدة وقد ترجم له صاحب كتاب مشاهير علماء نجد خلال ثمانية قرون.
عبد الرحمن بن حميدان بن محمد بن عبد العزيز التركي راعي خب البريدي وهو صاحب بر وإحسان وضيوف خب البريدي غالبها تكون في ضيافته وقد تولى إمارة خب البريدي عدة سنوات، وقد توفي عام 1386 هـ ووالده حميدان قتل في المليداء سنة 1308 هـ رحمهما الله جميعا.
الحْمَيْده:
من أهل بريدة وهم من (آل أبو عليان) أمراء بريدة السابقين، قيل لي إنهم من العدوان أو متفرعين من أسرة العدوان من الفريق الذي يرأسه الدريبي.
منهم علي بن محمد الحميدة شاعر عامي حماسي مجيد.
قال علي بن محمد الحميده:
يا ونتي ونيتها تالي الليل
…
من شوفتي وقت على الناس مايل
أونّ واتبع الوَنِّ بالويل
…
على ربوع يحتمون القبايل
لو هم على الوجدان ما أصبر على الميل
…
ربع تخضَّعْ له عصاةَ القبايل
(أولاد علي) متعبين المعاميل
…
باليوم الا قشر يبردون الغلايل
بالعسكريَّة ما لقينا محاصيل
…
ما يالفه كود الهدس والهضايل
ومن شعر علي المحمد بن حميده أيضًا قصيدته الذي يصور فيها هزيمة عبد العزيز بن رشيد أمام جيش الملك عبد العزيز بن سعود ومعه أهل القصيم، في البكيرية عام 1322 هـ وكان ابن رشيد قد جلب جيشا من الترك ومعهم المدافع
والذخيرة لمساعدته، ولكن الله هزمه وترك فلول الجيش للضياع، وفي نشوة النصر قال بن حميده: هذه القصيدة التي لم أعرف وزنها وتفاعيلها، ولكنني نقلتها عن ثقات، فكتب الأبيات العشرة الأولى منها الكاتب الثقة سليمان بن ناصر الوشمي، وكتب البيتين الأخيرين الأستاذ الراوية ناصر بن سليمان العمري:
يا ما من العبرات بالصدر أقبلت
…
لكن بكبدي شعَّلت نيرانها
هموم تزايد كل ما قلت كملت
…
خوف الأرامل تتبعه وغدانها
لي لابة تجزع إلى منّه أبتلت
…
كسابة الطولات صبح أكوانها
هم ستر خفرات حواله تبدلت
…
تنخي ودموعه حرقت اوجانها
من الحرايب لابتي ما تمللت
…
لين انتصرنا واختزوا عدوانها
يوم ان شمس الظهرعنا تغطلست
…
خذوا قضاهم لابتي بايمانها
ساروا وسرنا والمدافع نزلت
…
كم ابلج دسناه في ميدانها
قصور الذيا بيات فيهم تزلزلت
…
ومن المذابح ادودت سبيسانها
خلا المدافع والعساكر خزلت
…
وذخرات وبغول تجر ارسالنها
والقاع في دم الفريقين سيلت
…
وعلى الفوارس عيدت عقبانها
والنار في روس الطنايا شعلت
…
يا حلو ضرب اسيوفنا بامتانها
حنا ترانا دونها لي خليت
…
والدار ما تندب حذا سكانها
وكان علي الحميدة بعد وقعة الطرفية التي انتصر فيها عبد العزيز بن رشيد على أهل القصيم، وهي في عام 1318 هـ خرج من بريدة خائفا على نفسه من القتل.
فالتجأ إلى السبيع والسبيع، له نخل في شمال الصباخ جنوبًا من باب العقدة الجنوبي، أي باب السور الجنوبي لبريدة - وهو أي السبيع - من بني عليان، ولكنه لا يستطيع أن يجير ابن حميدة من ابن رشيد، لذلك خرج ابن حميدة متخفيًا إلى عنيزة وقصد بيت موضي البسام فيها التجأ فيه لما لآل بسام من مكانة لدى الرشيد.
وعلي بن محمد الحميدة مشهور بوطنيته وحماسه في الدفاع عن بريدة والقصيم ضد عبد العزيز بن رشيد أمير حائل، ولذلك كان هو الذي حمل قصيدة الخلوج التي نظمها الشاعر الكبير محمد العوني، ودعا فيها عقيلًا من أهل القصيم للخروج من الشام إلى نجد لقتال ابن رشيد.
وكان العوني نظم تلك القصيدة وهم في الكويت خارج نفوذ عبد العزيز بن رشيد فأخذها علي الحميده وسافر بها من الكويت إلى الشام وقراها على أهل بريدة فيه.
قالوا: فلما سمعها أهل بريدة وكانوا يعرفون بعقيل لأن أكثرهم من العقيلات وهم تجار المواشي الذين يتاجرون بها ما بين القصيم والشام ومصر أسرعوا الخروج من الشام حتى إن (سوق العصر) في دمشق وكانوا عماده أغلقت حوانيته بسبب خروجهم منه.
ومن شعر علي بن محمد بن حمد بن علي الحميدة يرد على الذي هجا أهل الخبوب بقوله:
أهل الخبوب اللي على الضيف يلغون
…
لا خَضَّر الله وادي حضروا به
لي جَوْايم الباب عنهم يصكون
…
ويوكل الحرمه بقولة ما هوبه
أهل بريدة وآعساكم تخربون
…
حمر الطواقي سوقكم وقفوا به (1)
فقال ابن حميدة يرد عليه:
أهل الخبوب اللي على الضيف يرهون
…
الكلب مثلك لي جا ما سعوا به
يا الدوبلي (2) مالك على الناس قانون
…
تهجِّ بلعوم تقول أجدعوا به
وجهك عن المعروف غَسَّل بصابون
…
انجس من الخنزير جلده وثوبه
له لحيةٍ يا ناس تطلى من الحُون
…
وشواربه يا ربعني زغلوا به
(1) أي الترك.
(2)
الدوبلي: الرديء من الخيل، استعير لوصف الرجل الرديء.