الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال آخر:
أدخل على الله ما شفته بالأعيان
…
مير (الحدِّني) يقلب في زبونه
ولويحان هو الشاعر عبد الله اللويحان وسليمان هو الشاعر الشهير سليمان بن شريم، قصدوا بذلك أن يثيروه من دون أن يعرف أسماءهم حتى يقول شعرا يناسب المستوى لهذا.
ومعنى قولهم يركب الناس أو يركونه: يتغلب على الناس أو يتغلبون عليه.
الحربي:
أسرة صغيرة من أهل القصيعة، من قبيلة حرب (بني عمرو) أصلهم بدوي واحد، اسمه حمود المحيميد صار راعيًا لأهل القصيعة واللسيب.
وتحضر وعمر مائة سنة وسبع سنين، وكان في آخر حياته مقتصرًا في الطعام على شرب لبن عنز له مات في عام 1425 هـ.
وابنه حمود نزل دكانًا في جردة بريدة ولا يزال - 1427 هـ - يبيع القهوة والهيل، وهو إخباري مجيد يحفظ كثيرًا من أخبار الرجال من البدو والحضر، ودكانه الآن في الجهة الغربية من الجردة.
حدثني سليمان العيد، قال: لقد أنقذ حمود المحيميد الحربي حياتي مرة من الجوع، وذلك أن خالي إبراهيم بن عبد العزيز اليحيى أرسلني إلى الحنادر قرب جبل ساق الجواء لجلب ناقتين له كان أطلعهما مع حمود بن محيميد هذا من أجل أن يرعاها ثم يستعيدها منه.
قال: فركبت على بعير له من بريدة مع الفجر وكان زهابي قليلا من التمر العليق أكلته بسرعة وذهبت إلى جهة جبل ساق على الوصف، وكنت أظن أنني أصله مبكرًا فوصلت مع غروب الشمس أو قال بعدها بقليل إلى محل حمود في الجواء، وقلت أنا فلان مرسل من إبراهيم اليحيى، قال: ولم أكن أرى الإبل إلا بصعوبة من الجوع.
فقال لي حمود: معك طاسة نحلب لك من الناقة؟ قلت: لا، قال: حنا ما عندنا طاسة ربما لأنها في المرعى قال فأخذ جاعدًا معي كان تحتي وقلبه والجاعد جلد مدبوغ فيه صوفه فقلبه وجعل أعلاه الذي فيه الصوف أسفله، وقال أمسك أطرافه وصار يحلب لي من الناقة وأنا أشرب بأقصى ما أستطيع من الحليب حتى تضلعت، قال: ففتحت عيوني وصرت أبصر الأشياء.
وذهبت معه إلى أهله فسمعت امرأته تطحن ذرة حمراء يشتريها الأعراب وفلاحو الأطراف لرخصها، وقدموا لنا العشاء في الليل وهو هذه الذرة مطبوخة عصيدة حلبوا عليها شاة عندهم، ولم يكن فيها إدام إلا الحليب.
قال: فلخفناها بمعنى شربنا منها بسرعة وهو يريد أنها رقيقة كالسائلة وبتنا وأنا ريان، شبعان.
وفي الصباح الباكر أخذت الناقتين ومررت باقارب لنا في شمال الخبوب أريد أن أكل عندهم شيئًا فقالوا: ها البعارين الثلاثة تبي علف ودها أهلها فذهبت بها إلى دار خالي ابن يحيى في بريدة فقالوا لي اذهب بها إلى خضيرا وضعها فيها.
قال: ورجعت من خضيرا ماشيًا وأظنه قال: حفيان ليس معي نعال.
وهذا مثال من حالة أهل نجد، قبل الحالة الحاضرة الممتازة، ولله الحمد.