الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة الأستاذ علي الحصين إلى المؤلف:
الصفحة الأولى من رسالة الأستاذ علي الحصيّن إلى المؤلف بخط الأستاذ الحصيّن.
رسالة الأستاذ علي الحصين إلى المؤلف:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأعز وحبيبي الأفخم محمد بن ناصر العبودي المحترم
تحية خالصة وسلامًا عاطرًا أزفهما إلى حضرة الأخ العزيز تحية تليق بجنابك الرفيع ومحلك الأسني وسلامًا صادرًا عن أخيك الذي ألمه البعد وأزعجه الفراق، أحييك تحية الولد لوالده والعبد لسيده وأسلم عليك سلام الصديق لصديقه الذي طالت غيبته وبعدت سفرته.
بيد الشكر تناولت كتابك العزيز تناولت كتابك فكدت أطير فرحًا تناولت كتابك فكان بردًا وسلامًا على قلبي المعنى، تناولت كتابك فصرت أميس طربًا واختال تيهًا وعجبًا تناولت كتابك فوضعته على رأسي إجلالًا ولثمته احترامًا (وليس شغفًا بالقرطاس ولكن شغفًا بمن كتب بالقرطاس).
تناولت كتابك فقرأته مثنى وثلاث ورباع وخماس الخ تناولت كتابك فكتبته بقلم النور على صفحات قلبي تناولت كتابك فشفي علتي وأروى غلتي وبرد نار قلبي، تناولت كتابك فجعلت أهتف بحياتك وأهذي بحبك - كيف لا وقد صدر من أخ عزيز وصديق كريم فلله أنت من صديق حافظ للصداقة ومحترم لقوانينها بالرغم من بعد المزار والدار، تناولت كتابك فسرني منه أشياء وساءني منه أشياء، سرني منه صحتكم وأنسكم وسروركم لأنه في الحقيقة الحقة صحة وسرور لي.
وسرني جدًّا بسطكم الكلام وأشباعكم النهمة الخ.
وساءني منه أخباركم من جهة الشيخ عبد الله وأنه سيتأخر أو .... !
وسآءني أن لم يكن خرج للمكتبة كتب ولكن لا أزال أذكر أخباركم بأن الشيخ سيطلب من ولي العهد نقودًا لها وسرني من كتابكم تلك الأخبار الجليلة
التي صارت عندي من التقدير بالمكان الرفيع فمن بين أخبار عن المكتبة إلى إخبار عن الكتب التي فيها والحقيقة أن هذه المكتبة سرني من جهة وساءني من وجوه، سرني بأنها فخمة جليلة وسرتني بأنها في نجد ولكن يا أخي ساءتني لعلك تعجب من ذلك أي اجتماع الضدين ولكن هذا شأن الأقزام كأنا - ساءتني أولًا بأنها ليست في بريدة ثانيًا لما قدر الله أن يكون في بريدة مكتبة (اللهم غفرًا، لا، حجيره) جعلها صفرا من هذه الكتب كتب أولئك الأساطين الأعلام ومما زاد مساءتي انقطاع الأمل من وجودها في حجيرتنا الصغيرة من جهة هذه الكتب النفيسة العظيمة القدر.
ولكن الأمل وطيد من جهتكم أن تحببوها إلى قلب الشيخ وتختاروا منها ما لذ وطاب وتقرأه على الشيخ وتبين له ببلاغتكم السحبانية وبيانكم السحري وكلامكم الجذاب - ضرورة توريد مثل هذه الكتب إلى حجيرة بريدة وأنها لا يمكن ولا ينبغي أن تكون دينية فحسب فلعل قلبه أن يلين وما ذلك على ربنا بعزيز.
ومما سرني إخباركم بذلك الكتاب (كتاب العراقي) الذي أرجو أشعاري إذا رأيتم بكتب مثله وأرجو أن تخبروني هل مطبوع أو مخطوط وهل صاحبه حي أو ميت ومتى مات ومتى كتبه ومتى طبع؟ وإن كان مطبوعًا فعلى نفقة مَنْ؟ وهل هو موجود بكثرة أو بقلة أرجو إخباري بذلك ولكم جزيل الشكر.
وما ساءني أنني لست معكم فأتلذذ بهذه الكتب، أشبع نهمتي، وأروي غلتي وما زاد الطين بلة انقطاع الأمل بوصول الرياض ودخول هذه فإلى الله أشتكي ولكن لعلي بعد ثلاثة أشهر أرى نحو هذه الكتب وأزيد منها في مكتبة بريدة اللهم وبلي، وليس ذلك على الله بعزيز.
وسرني من كتابكم تلك الحوادث والأخبار - فلسطين - المأدبة - التي أرجو من صديقي العزيز أن يطرف أخاه بمثلها مرة إثر مرة.