الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحنايا:
بفتح الحاء، وتخفيف النون بعدها الف فياء فألف أخيرة: على لفظ الحنايا التي تدل في لغتهم العامية القديمة على أشياء منها (الحنايا) التي هي أغصان أشجار لينة في الأصل تحني فوق هودج المرأة التي تركب فيه على البعير وتستر عند الحاجة بوضع رداء أو نحوه فوقها.
ومنها الحنايا التي هي أيضا أغصان شجر لدن يؤلف أهم عنصر في حوض الماء الذي يحمله الرعاة لسقي الإبل في موارد الصحراء يصب فيه الماء.
ومن هنا جاء كلمة (الحنايا) العامية المحدثة وهي (حنايا) سيارة الركوب وبخاصة الصغيرة كالوانيت تكون من حديد فوق صندوقه يوضع عليها الشراع.
أما تسمية أسرة الحنايا بهذا الاسم: فإنه لغير ذلك، وسوف يأتي ذكرها فيما بعد.
و(الحنايا) أسرة من أهل القصيعة أبناء عم للمرشد أهل القصيعة والقفيدي كنا نسمع ونحن صغار أنهم من الفضول.
و(الفضول) إذا أطلق أهل القصم هذه الكلمة انصرفت إلى فضول بني لام من طيء.
ولكننا صرنا نسمع حديثًا منهم أنهم ليسوا من فضول بني لام ولكنهم من الفضيل من عنزة وهذا هو الأرجح، بل هذا هو الذي تيقناه.
وكان يقال لهم الصالح أو (آل ابن صالح) قبل أن يسموا الحنايا، ولدينا وثائق لهم عندما كانوا يسمون الصالح، ووثائق أخرى بعد أن صاروا يلقبون بـ (الحنايا).
كتب إليَّ الدكتور عبد الله بن عبد الكريم الحنايا في عام 1429 هـ عما يتعلق بأسرتهم فقال:
يعتبر عمي عبد العزيز بن عبد الله هو أكبر الموجودين الآن فهو عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن علي بن محمد بن صالح بن مرشد بن عواد بن حمدان بن مسعر.
والحنايا والمرشد والقفيدي، يجتمعون في الجد علي. لأن عليًّا خلف عبد الله جد الحنايا ومرشد جد المرشد ومحمد جد القفيدي.
وهم جميعًا يقال لهم الابن صالح من الجد علي وما قبله والابن صالح من الفضيل من الجعافرة.
قال:
والنسب إلى الفضيل نقلته من ورقة أملاها عمي إبراهيم في 5/ 2/ 1397 هـ وبهذا يقول حمد وعلي ابنا عبد الله المرشد وقد تجاوز التسعين عامًا وهما على قيد الحياة الآن.
وكذلك نقلته مشافهة من محمد بن عبد الله بن صالح المرشد الذي قارب الستين عامًا ويقول نقلته عن جدي المعمر صالح المرشد.
وجدنا مسعر شدّ من العلا ونزل بيضاء نثيل وتوفي فيها وفيها استقر ابنه حمدان وكذلك ابن حمدان عواد وتوفوا فيها ثم إن مرشدًا ابن عواد شَدَّ من بيضاء نثيل واستقر في عيون الجواء، وبالتحديد بالغاف.
ثم إن ولده صالح شدَّ ونزل في عنيزة في (أم حمار) في الجال الشرقي، وله من الأولاد كثير قضوا في المعارك وانتقل ابنه علي إلى الخضر وفلح ملك البسام ثم رحل إلى القصيعة واستقر بها وتزوج بنت حمد البريدي، ولم يزل أحفاده فيها أي في القصيعة ما عدا القفيدي فتفرقوا في مصر وفلسطين والمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية.
أما الحنايا فإنني لم أقف على تراجم أو أخبار لهم مكتوبة، وإنني وجدت وصية جدي إبراهيم العبد الله الحنايا نصها كالتالي:
(الحمد لله لقد حضر عندي إبراهيم آل عبد الله بن صالح، وهو يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسوله وأن موسى كليم الله وأن عيسى روح الله وأن الموت حق والجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأوصى بثلث ماله في أعمال البر بثلاث ضحايا واحدة لأبيه، وواحدة لأمه وواحدة له، وأخيه علي وعشاء رمضان للجميع وقرش لمأذنة الجامع وحجتين لي واحدة وأخي علي واحدة والوكيل على ذلك عمي مرشد العلي الصالح وبعد عمي الصالح من عيالي وشهد على ذلك حمد العبد العزيز الدباسي وشهد به وكتبه رشيد آل محمد مؤذن القصيعة وحرر في ذي القعدة من سنة 1302 هـ.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين).
وذكر ابن رشيد أن إبراهيم كان صاحب تقوى ونخوة وعمر مسجدًا في بلده وقد آتي خوف على الناس في عام من الأعوام فأدخل جماعته في قصره جزاه الله خيرًا.
ووالد إبراهيم عبد الله هو الذي سمي الحنايا بلقبه حيث إنه سقط من نخلة فخرجت فقرة من فقرات ظهره وانحنى ظهره ولقب بأبي حنيه ووصلت به الحال بأن يقال جاء أبو حنايا وذهب أبو حنايا حتى أصبح لقبًا له ولذريته من بعده.
تولى عدد من أسرة (الحنايا) إمارة القصيعة أولهم عبد الله بن إبراهيم الحنايا المتوفى عام 1360 هـ.
اشتهر هذا الرجل بالسعي بالإصلاح بين الناس، وكان يعتبر من الأغنياء أو الميسوري الحال في زمنه.
وكان رحمه الله محبًا للخير عطوفًا على الفقراء ويتصدق كثيرًا ويوصي أولاده بالصدقة ويقول لهم: (عليكم بأم حجل لا أم رجل) يعني بأم حجل: هي المرأة التي تتعفف عن سؤال الناس ولا تخرج من بيتها كأنها مربوطة بحجل وهي السلسلة من حديد.
ويعني بأم رجل: هي المرأة التي تخرج وتطوف البيوت وتسأل الناس (1).
وقال الدكتور عبد الله الحنايا:
وكان منزل جدي عبارة عن قصر الإمارة والمحكمة والشرطة في آن واحد حيث أنه إذا أخطأ أحد من أهل القصيعة رفع أمره إلى الأمير (عبد الله الحنايا) ثم يطلبه عن طريق أحد رجالاته.
وكان المطوع الشيخ (محمد بن عبد الله التويجري)(2) هو إمام المسجد الذي يصلي فيه الأمير وهو صديق خاص لجدي وكثيرًا ما يكون عنده في المنزل فيحكم على المخطئ عن طريق المطوع وينفذ الحكم في الحال.
وكان رحمه الله يسعي بين الناس بالإصلاح ويذهب إلى الوجهاء وكبار السن في وقته لأجل الإصلاح ويتعب في ذلك ولا يدّخر وسعًا.
بل كان يذهب إليهم مشيًا على قدميه لكي يكون ذلك أوقع في أنفسهم وأقرب للصلح (3).
غير أن كثيرًا من الأمور تنتهي بالصلح بأن يدفع الأمير من ماله الخاص ما يرضي الطرفين أو يأخذ التعهد على المخطئ بعدم العودة (4).
(1) نقلًا عن عبد الرحمن بن محمد الحنايا عن عبد الله بن عبد المحسن المطلق.
(2)
هو والد الشيخ صالح عضو محكمة التمييز بمكة المكرمة سابقًا ووالد عبد العزيز المستشار بوزارة المعارف سابقًا موجود حاليًا، ووالد عبد العزيز الموجود حاليًا.
(3)
نقلًا عن عمي عبد العزيز.
(4)
نقلًا عن والدي وعمي عبد العزيز.
ومن القصص التي تدل على شعوره بالمسؤولية واهتمامه بأرواح وأموال أهالي القصيعة.
كما يقول الدكتور الحنايا:
في إحدى السنين صار في الناس خوف وكثرت الاعتداءات على من يقومون بجمع العشب والرعي خارج المناطق المأهولة بالسكان ومراعي القصيعة هي في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة فأمر جدي أحد رجالاته بأن يكون حارسًا في المنفذ الجنوبي الغربي للبلدة ويبدأ دوامه من منتصف الليل وقت الخروج إلى المراعي بالقوة حتى يجتمع العدد المناسب الذي يصعب الاعتداء عليهم بالعادة ثم يسمح لهم بالخروج.
ومن عارض ذلك يرفع أمره إلى الأمير ثم يتخذ الأمير في حقه الإجراء اللازم، وبهذا التصرف الحكيم المسئول حافظ الأمير على أرواح وممتلكات الناس بعد توفيق الله (1).
ومن القصص التي تدل على حكمته ودرايته في الأمور أنه في سنة من السنين حج هو ونفر قليل من أبناءه ورجالاته وكان ممن رافقتهم () من أهل العريمضي وأخذ معه ذهبًا لكي يبعه في مكة ولم يخبر جدي ومن معه بذلك فلما أحرموا وكانوا على مقربة من مكة باتوا ولما أصبحوا وجد ما معه من ذهب قد سرق فأخبر جدي بالذي حصل فأمر جدي مرافقيه بأن لا يرتحلوا من مكانهم فلما كان قريب الظهر رأوا رجلين يدوران حولهم فقال جدي لمرافقيه ادعوهم إلى الطعام فنادوا عليهم.
قلت: هذا التصرف يوافق تمامًا النظرية الأمنية الحديثة التي تقول (إن المجرم لا بد وأن يدور حول مكان جريمته).
(1) من إفادة الدكتور الحنايا نقلًا عن عمه عبد العزيز.
بالضيافة فلما جلسوا قبضوا عليهم وقيدوهم وأمر جدي بالرحيل إلى مكة فصاح الاثنان بأعلى صوتهما، رد الجمل يا ولد، رد الجمل يا ولد).
خبارة لمن حولهم أنهم وقعوا في الفخ.
وصلوا الأبطح نصبوا خيامهم جعل جدي يحدث مرافقيه بأنه سوف يذهب إلى أمير مكة لكي يخبره الذي حصل فما كان من أحدهما عندما سمع الكلام إلا أن قال: أعرب أطلقوا سراحي وسوف نأتيكم بشيخ قبيلتنا حالًا وأوثقوا صاحبي حتى أحضر.
فأمر جدي بإطلاق سراحه فلما حضر وأحضر شيخ قبيلته توسل شيخ القبيلة إلى جدي بأن ينهي الموضوع، ويأتيهم ما سرق منهم فوافق جدي على ذلك، فلما كان من الغد إذا بالذهب بكامله موجودًا عند جدي فأطلق سراح المعتقل لديه وأعطى صاحب الذهب ذهبه (1).
وابنه محمد بن عبد الله الحنايا هو أمير القصيعة الآن - 1394 هـ.
ثم تولى الإمارة بعده أخوه عبد العزيز بن عبد الله الحنايا، ثم من بعده ابنه محمد بن عبد العزيز الحنايا ولا يزال في الإمارة حتى الآن - 1427 هـ.
وتسمى وظيفته الآن مثل غيره رئيس مركز فهو (رئيس مركز القصيعة).
ذكر صاحب كتاب (القصيعة - ص 101 - 102) أن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الحنايا أول من تولى إمارة القصيعة من أسرة الحنايا ما ملخصه:
كان شهمًا كريمًا ويتميز بالذكاء، وبعد النظر وكان أيضا من أغنياء جيله وفي غناه نصيب للمساكين والملهوفين وكانت داره بالقصيعة هي دار الضيافة للأهالي والقادمين، لا يتقاضى على إمارته أي أجر مادي، بل كان عمله احتسابًا وكانت هكذا حياته في الفترة 1330 هـ وحتى 1360 هـ وهي السنة التي توفي فيها بعد
(1) نقلًا عن عمه عبد العزيز.
ثلاثين عامًا من إمارة القصيعة، وقد رزقه الله بسبعة أبناء لا يقلون عنه شيئًا صاروا من بعده مضرب المثل في الرجولة والقدوة المصالحة لغيرهم.
وقد أخذ أولاد الحنايا عن ابيهم الميزات الطيبة وتوارثوا الإمارة من بعده، فقد جاء ابنه محمد ولم يكن يختلف عن أبيه في صفاته وأعماله، ثمّ جاء من بعده عبد العزيز الابن الثاني للحنايا، واستمرت هذه العائلة الكريمة تحتفظ بعراقتها كما يحتفظ العود بعطره وطيبه، إلى أن جاء المجدد للعراقة والكرم الذي به اكتمل العقد وتمت حلقة المجد، جاء يحمل روح الشباب هو محمد بن عبد العزيز الحنايا رئيس مركز القصيعة في الوقت الحالي انتهى.
أقول:
جاء ذكر إبراهيم بن عبد الله بن حنايا في ورقة مداينة بينه وبين محمد الرشيد الحميضي والدين 82 صاع ومد أي ومد واحد، والمد: ثلث الصاع عوض عشرة أريل وتسعة أرباع، والأرباع: جمع ربع وهو نقد نحاسي ضئيل القيمة تقدم التعريف به، وهي مؤجلة يحل أجل وفائها في رجب من عام 1300 هـ.
شهد به كاتبه يوسف بن عبد الله المزيني وليس معه شاهد آخر.