المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌توليه القضاء في بريدة: - معجم أسر بريدة - جـ ٤

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌(باب الحاء)

- ‌الحامِد:

- ‌الحامد:

- ‌تزويج البنت:

- ‌ترجمة الدكتور عبد الله الحامد:

- ‌الحْبَلْيَنْ:

- ‌الحبيب:

- ‌الحبيب:

- ‌‌‌الحْبَيِّب:

- ‌الحْبَيِّب:

- ‌‌‌الحبيتر:

- ‌الحبيتر:

- ‌الحجاج:

- ‌الحجيلان:

- ‌وقف لقوت بنت حجيلان:

- ‌الحجيلان:

- ‌الحجيلان:

- ‌وصية حجيلان العمير:

- ‌الحجيلاني:

- ‌الحجيلاني:

- ‌الحَجِّي:

- ‌ الحجي

- ‌الحْدَيب:

- ‌الحديثي:

- ‌ الحديثي

- ‌إبراهيم بن صالح بن محمد الحديثي (أبو صالح):

- ‌الحْذِنِّي:

- ‌الحربي:

- ‌الحر:

- ‌الحْرَيِّص:

- ‌وثائق للحريِّص:

- ‌الحريول:

- ‌الحَزاب:

- ‌الحْزَاب:

- ‌الحِزِّه:

- ‌الحْزَيمي:

- ‌الحْسَاوي:

- ‌‌‌الحَسَنَ:

- ‌الحَسَنَ:

- ‌كرامة ثانية:

- ‌من مناقب الصالحين وكرامات الله:

- ‌الحَسَنَ:

- ‌‌‌الحَسَن:

- ‌الحَسَن:

- ‌الحَسَن:

- ‌الحَسْن:

- ‌الحسن:

- ‌الحْسِني:

- ‌فهد بن عبد الله بن عبد الكريم الحسني (أبو محمد):

- ‌العجوز التي طردت الفقر:

- ‌الحَسُّون:

- ‌وثيقة قديمة متطابقة في الاسم:

- ‌وثائق فيها ذكر الحسون:

- ‌الحَسُّون:

- ‌‌‌الحْسَيَّان:

- ‌الحْسَيَّان:

- ‌الحسيكا:

- ‌(مسجد صالح الحسيكا

- ‌الأئمة:

- ‌الحْسَيْن:

- ‌نماذج من خط الشيخ عبد الله بن حسين الصالح:

- ‌عودة إلى كتابات الشيخ عبد الله الحسين الصالح:

- ‌معرفتي بالشيخ محمد بن عبد الله الحسين:

- ‌توليه القضاء في بريدة:

- ‌عبد الله بن الشيخ محمد الحسين:

- ‌ الحسين

- ‌أيام في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون:

- ‌الحسين:

- ‌الحسين:

- ‌الحسين:

- ‌الحْسَيْنَان:

- ‌الحسيني:

- ‌الحْصَان:

- ‌وثائق أسرة الحصان:

- ‌الحْصَان:

- ‌الحْصَيْص:

- ‌الحْصَيِّن:

- ‌وثائق لأسرة الحصين:

- ‌وصية عبد الله بن محمد الحصين:

- ‌عود إلى الحديث عن الأستاذ علي الحصين:

- ‌صديقي الشيخ علي بن عبد الله الحصيِّن:

- ‌بعد وفاة علي الحصيِّن:

- ‌رثاء الأستاذ علي الحصين:

- ‌رسائل أدبية متبادلة:

- ‌(بشرى بعد إخفاق)

- ‌بشرى أخرى سارة:

- ‌حركة شيخنا وسياسته:

- ‌أعمال المملكة نحو فلسطين بمناسبة الحوادث الأخيرة:

- ‌اجتماعيات:

- ‌إشاعات وأكاذيب ملفقة:

- ‌رسالة الأستاذ علي الحصين إلى المؤلف:

- ‌حوادث محلية:

- ‌رسالة أخرى من الأستاذ الحصين:

- ‌ الحصين

- ‌‌‌الحْصَيِّن:

- ‌الحْصَيِّن:

- ‌الحْصَيْنِي:

- ‌نماذج من مداينات الحصيني:

- ‌مرقب الحصيني:

- ‌وصية سند الحصيني:

- ‌وصية إبراهيم بن عبد الله بن سند (الحصيني):

- ‌شعراء من أسرة الحصيني:

- ‌الحْفَيْتِي:

- ‌أولاد وزوجة صالح الحفيتي:

- ‌الحْفَيْر:

- ‌تعليق:

- ‌وثائق للحفير:

- ‌الحِلوة:

- ‌شعر وعقد ورود:

- ‌أملاك الحلوة:

- ‌الحْلَيْسِي:

- ‌تطور السعودية والعقيلات:

- ‌الحْلَيْل:

- ‌الحَمَّاد:

- ‌الحَمَّاد:

- ‌الحمَّاد:

- ‌نسب الأسرة:

- ‌الشيخ صالح بن محمد الحماد إلى رحمة الله:

- ‌وثائق للحماد أهل العريمضي:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌الحَمَادَي:

- ‌الحمادى:

- ‌‌‌الحَمَدْ:

- ‌الحَمَدْ:

- ‌الحَمْدَان:

- ‌الحمدان:

- ‌الحْمِده:

- ‌الحِمْدِي:

- ‌ الحمدي)

- ‌الحَمَرَ:

- ‌الحمزة:

- ‌الحِمْلي:

- ‌الحمود:

- ‌الحمود:

- ‌الحُمود:

- ‌‌‌الحْمُودي:

- ‌الحْمُودي:

- ‌الحَمُّودي:

- ‌الحَمْوه:

- ‌الحْمَيْد:

- ‌الحْمَيْد:

- ‌الحُمَيْد:

- ‌مبارك الحمد الحميد:

- ‌آل راشد الحميد:

- ‌وثائق للحميد:

- ‌نساء متميزات .. من أسرة الحميد

- ‌ونساء متميزات معاصرات:

- ‌عود إلى شخصيات الحميد:

- ‌حول العرب الخضيريين والعرب القبيليين:

- ‌أهل الخير من الزمان ماتوا:

- ‌النهي عن الإسراف في استعمال الماء:

- ‌الحوار بين النصارى والمسلمين:

- ‌اعتقال الشيخ عبد الكريم الحميد:

- ‌عبد الكريم الحميد ومنصور النقيدان:

- ‌الرد على منصور النقيدان:

- ‌من مؤلفات الشيخ عبد الكريم الحميد:

- ‌اعتقال عبد الكريم الحميد:

- ‌ترجمة الشيخ الزاهد عبد الكريم بن صالح الحميد - حفظه الله:

- ‌الحْمَيد:

- ‌فكر الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد من إحدى رسائله:

- ‌حسن الإفادة إلى طريق السعادة:

- ‌مزايا الأمر بالمعروف:

- ‌خطر ترك الأمر بالمعروف:

- ‌المعاصي وأثرها في حياة الأفراد والأمم:

- ‌العلم والمعرفة سبيل الخير:

- ‌الأفعال المنافية للتوحيد صحة وكمالًا:

- ‌الصلاة والمحافظة عليها:

- ‌حكم ترك الصلاة:

- ‌الراديو وحكم سماعه:

- ‌التصوير وحكمه:

- ‌حرمة الصور بأنواعها:

- ‌العدوان على اللحية بالحلق:

- ‌بلية الزمان:

- ‌إطال الثياب، التقصير أتقى للرب وأنقى للثوب:

- ‌الداء الدوي في خروج النساء متبرجات:

- ‌نظام سليم لحياة المرأة يتجلى في الحجاب:

- ‌فائدة الحجاب:

- ‌منكرات متداولة:

- ‌التربية الصحيحة للأسرة:

- ‌رسالة من الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد إلى المؤلف:

- ‌دعوات من القلب:

- ‌الحميدان:

- ‌وثائق الحميدان:

- ‌ الحميدان

- ‌(الحميدان)

- ‌الحميدان

- ‌أسرة الحميدان في خب البريدي:

- ‌الحْمَيْده:

- ‌رسالة عن علي الحميدة:

- ‌قتل الأستاذ عبد الله بن عبد العزيز الحميدة:

- ‌قصائد أخرى لعلي بن محمد الحميدة:

- ‌وصية هيا بنت علي الحميدة:

- ‌الحْمَيْدي:

- ‌الحميدي:

- ‌الحميدي:

- ‌الحميدي:

- ‌ الحميدي

- ‌الحْمَيْضي:

- ‌سوق عمان:

- ‌ظاهرة كونية:

- ‌آخر المطاف:

- ‌ الحميضي

- ‌الحميضان:

- ‌الحنايا:

- ‌وثائق للحنايا:

- ‌وصية موضي بنت عبد الله الحنايا:

- ‌الحِنْدُود:

- ‌الحْنَيْشِل:

- ‌الحْنَيْني:

- ‌خط أحمد الحنيني:

- ‌أحمد بن عبد الله المسعود:

- ‌الحَوَّاس:

- ‌الحُودِي:

- ‌الحَوْشان:

- ‌الحَوْشان:

- ‌‌‌الحوشاني:

- ‌الحوشاني:

- ‌الحَوطِي:

- ‌الحوطي:

- ‌الحويل:

- ‌الحوَيمان:

- ‌الحَيْزاني:

الفصل: ‌توليه القضاء في بريدة:

وقد اشتهر الشيخ محمد الحسين عندنا بالعبادة والكف عن الدخول في أمور الدنيا وبالورع الشديد، والانعزال عن مخالطة العوام، فكان رجلًا من رجال الآخرة.

‌توليه القضاء في بريدة:

كان الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة وأكثر أنحاء القصيم وكبير علمائها يتولى وظائف عديدة في الواقع، وإن لم تذكر علنًا ومن أهمها أنه كان أستاذ العلماء والقضاة الذي تخرج على يده عدد من العلماء والقضاة من أهل بريدة أكثر من غيرها من أنحاء القصيم فكان يجلس لطلبة العلم يلقي عليهم الدروس، ويوضح لهم علوم الشريعة المعروفة آنذاك من الفقه والتوحيد والحديث والتفسير وحتى علوم الآلة كالنحو.

وهو إلى ذلك قاضي البلد وما يتبعه، فلما توفي في آخر ذي الحجة عام 1362 هـ شغرت هاتان الوظيفتان الرئيستان، وإن لم تكونا تسميان بذلك فاجتمع تلاميذ الشيخ عمر من كبار العلماء وحتى من القضاة الذين كانوا يستفيدون منه وبحثوا أمر من يخلف الشيخ عمر بن سليم فوقع نظرهم على الشيخ عبد العزيز بن باز، وكان آنذاك يتولى قضاء الخرج، ويجلس لطلبة العلم فيه، فأبرقوا للملك عبد العزيز بما معناه إن شيخنا الشيخ عمر بن سليم رحمه الله كان يجلس لطلبة العلم في جامع بريدة ونرجو أن تبعثوا لنا بديلًا عنه الشيخ عبد العزيز بن باز.

أما الوظيفة المهمة أو ربما هي الأهم من الناحية الواقعية المتكررة فهي وظيفة القضاء وهنا كان لآل مشيقح مسعى معروف بأن يتولى القضاء شخص من (الإخوان) وهم المشايخ وطلبة العلم من تلاميذ آل سليم، لأن آل مشيقح بطبيعتهم هم من طلبة العلم ومن المشايخ المؤيدين المعروفين لآل سليم.

ص: 218

فاجتمعوا وفهد الرشودي وكتبوا للملك عبد العزيز آل سعود يطلبون أن يتولى القضاء في بريدة الشيخ محمد بن حسين، وقالوا فيما بينهم: إنه من المشايخ أهل البلد، وإنه مشهور بالعفة عما في أيدي الناس، وبالورع في إصدار الأحكام، شأنه في ذلك شأن مشايخه من علماء آل سليم.

وكتبوا للملك عبد العزيز آل سعود بذلك، فأجابهم إلى ذلك وعين الشيخ محمد بن حسين قاضيًا في بريدة.

وأما طلبة العلم والمشايخ فإن الملك عبد العزيز لم يجبهم إلى طلبهم بإرسال الشيخ ابن باز إليهم مدرسًا لهم، وإنما أجابهم بأنه سيرسل الشيخ عبد الله بن حميد ليجلس للمشايخ والطلبة في جامع بريدة، عوضًا عن الشيخ عمر بن سليم رحمه الله.

كان الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد آنذاك يشغل وظيفة قاضي سدير ولا تشمل قضاء المجمعة، فقدم بأمر الملك عبد العزيز إلى بريدة ومعه ثلاثة من الطلبة المرافقين وجلس لطلبة العلم في جامع بريدة، بل واصل الدروس فيه، فأعجب طلبة العلم بطريقته في التدريس التي تعتمد على المناقشة، وبكثرة استدعائه للمراجع العلمية عند الحاجة.

فبقي ثلاثة أشهر وبضعة عشر يومًا، وهو مدرس فقط وليس قاضيًا، وكان الملك عبد العزيز قد اختاره لبريدة لأنه يعرف أن بعض طلبة العلم فيها لا يزالون من جماعة الشيخ ابن جاسر، وعرف أن الشيخ ابن حميد هو الشخص الذي لا يستطيع أحد أن يؤثر عليه، وأنه سوف يرضي المشايخ وطلبة العلم من تلاميذ آل سليم الذين هم مؤيدون بطبيعتهم واتجاههم لآل سعود كما سيرضى غيرهم.

هذا وكان القاضي في هذه الأثناء في بريدة هو الشيخ محمد بن حسين من دون أن يكون يجلس لطلبة العلم في الجامع للتدريس، أو إفادة الطلاب في

ص: 219

مكان الشيخ عمر بن سليم في الجامع، ولكن الشيخ ابن حسين وجد معارضين على رأسهم إبراهيم بن علي الرشودي الذي كان ثالث رجل في جماعة بريدة وليس معهم من الجماعة المسموعي الكلمة النافذين عند الحكومة غيره، فهم بمثابة الممثلين لبريدة وهم الأخوان فهد بن علي الرشودي، وإبراهيم بن علي الرشودي، وعبد العزيز بن حمود المشيقح.

فإبراهيم الرشودي معروف بتأييده للشيخ ابن جاسر وتلامذته، وبالتالي انحرافه عن تلاميذ آل سليم والشيخ ابن حسين منهم رغم كبر سنه، ولكن هذا لم يكن بذي الأثر الفعال، وإنما الأثر الفعال كان لبعض القضايا التي صدرت من الشيخ محمد الحسين فيها أحكام وجد فيها بعض الناس ومنهم من تتعلق بهم تلك القضايا ما يستطيعون أن يؤاخذوا به الشيخ ابن حسين، إلى جانب من لم يقتنعوا أصلًا بتوليه القضاء، فأبرق أهل القضايا إلى الملك عبد العزيز، وذكروا في بعضها ثغرات منشؤها طيبة قلب الشيخ ابن حسين، وعدم انتباهه إلى تلبيس بعض الخصوم في القضية.

وقد ذهب الشيخ ابن حميد بعد تلك الأشهر الثلاثة والأيام التي بعدها إلى الرياض وفي هذه الأثناء ظهر للملك عبد العزيز أن المصلحة تقتضي أن يوليه على قضاء بريدة إلى جانب التدريس فكانت النتيجة إعفاء الشيخ محمد الحسين وتولية الشيخ ابن حميد القضاء.

وقد بقي الشيخ محمد بن حسين بعد ذلك على حالته من الإمامة في مسجده الذي يؤم به والجلوس لبعض الطلبة فيه، والتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن ومطالعة الكتب.

ص: 220

وقد شرح الشيخ إبراهيم بن عبيد شيئًا مما ذكرته مما يتعلق بالشيخ محمد بن حسين ولكن على طريقته في التعبير، وقد لخصت ما ذكره لأنه - مثلي - من شهود الحال على ذلك، قال:

ثم دخلت سنة 1363 هـ استهلت هذه السنة وأهالي بريدة في طلب قاضي ومدرس يكونان خلفًا من الماضي فاتصلت الأمة برقيًا بجلالة الملك وطلبوا أن يكون الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين قاضيًا في العاصمة فاتخذت الحكومة له بيتًا في وسط البلد وباشر القضاء في اليوم 18 من ربيع الثاني.

وبعث الملك عبد العزيز فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد مدرسًا لتلامذة الشيخ ابن سليم فقدم الشيخ عبد الله لأول مرة بلدة بريدة في يوم الجمعة 20 ربيع الثاني من هذه السنة وباشر التدريس.

ولما أن كان في شعبان من هذه السنة كثرت الشكايات ضد القاضي محمد بن عبد الله ابن حسين، فجاء الأمر من قبل جلالة الملك عبد العزيز بعزله وإقامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضيًا في بريدة، فلما صدر الأمر السامي بذلك باشر الشيخ بن حميد القضاء وذهب في شهر رمضان ليأتي بأهله إلى بريدة، وقد أناب في غيابه أحد المنتسبين للعلم، فلما كان في شهر ذي القعدة قدم بأهله وأولاده، وأسكنته الحكومة بيتًا فسيحًا في وسط بريدة، وكان ضرير البصر وسنه إذ ذاك لا يتجاوز خمسًا وثلاثين سنة. انتهى.

وقد ترجم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام للشيخ محمد بن حسين رحمهما الله بترجمة جيدة، قال:

الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين بن صالح بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل، من آل نجيد.

ص: 221

يجتمع نسب الشيخ المترجَم مع آل أبا الخيل أهل مدينة عنيزة في جده الأعلى (إبراهيم)، فهو من ذرية (عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل)، وسكان عنيزة هم أبناء (محمد بن إبراهيم أبا الخيل).

أما صلته بآل مهنا أمراء بريدة في السابق، فهي أقرب، لأنه يجتمع بهم في (صالح بن حسين)، فجده الأدنى حسين بن صالح بن حسين، وأمير بريدة سابقًا هو (مهنا بن صالح بن حسين)، فصالح بن حسين جامع لهما.

وُلد المترجَم في قرية (المريدسية)، إحدى قرى مدينة بريدة، وهي إحدى القرى التي يطلق على مفردها (الخب) وعلى جمعها الخبوب، وولادته عام 1308 هـ ونشأ في هذه القرية بين أبويه، فلما ميز دخل في كُتَّاب قريته وتعلم فيه مبادئ الكتابة والقراءة.

ثم شرح في القراءة على والده، فوالده من العلماء المدركين، فإن الملك عبد العزيز لما عزل الشيخ عبد العزيز بن بشر من قضاء بريدة استشار الشيخ صالح العثمان آل قاضي فيمن يولي مكانه، فأشار عليه بوالد المترجَم وهو الشيخ عبد الله بن حسين، ولكن الأحوال السياسية غير مناسبة لتوليته آنذاك.

ثم إن المترجم انتقل إلى بريدة، فأخذ النحو فيها عن الشيخ عيسى الملاحي، والتوحيد والفقه عن الشيخ عبد الله بن سليم والشيخ عمر بن سليم حتى أدرك.

وفي شوال من عام 1360 هـ ستين وثلاثمائة وألف ولي قضاء مدينة عنيزة، ولم تطل مدته لخلاف وقع بينه وبين إمارتها وبعض أعيانها، ثم عاد إلى وطنه بريدة في الخامس عشر من شعبان عام 1361 هـ، وفي مدة إقامته في عنيزة قاضيًا كنت أحضر مجالسة، ولم أكن شرعت في طلب العلم، ولكنه رحمه الله من عشيرة أخوالي، فكان كثير الزيارة لخالي صالح المنصور أبا الخيل لصلة القرابة بينهما، كما صار له صلة بوالدي لصلة العلم بينهما، فكنت أحضر مجالسه واستفيد من مناقشتها التاريخية، وقد ذكرت أشياء منها في هذا الكتاب.

ص: 222

وحينما نقل من قضاء عنيزة أسف عليه كثير من محبي الخير لعدم مبالاته بأحد في الأمر بالمعروف، وكان جوادًا كريمًا، فإنه انتقل من عنيزة مدينًا مع كثرة ما قبضه من غلال على القضاء، وعلى إمامة مسجد الجامع فيها.

ولمَّا توفي شيخه الشيخ عمر بن سليم التمس أهالي بريدة من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أن يعين الشيخ المذكور قاضيًا عندهم، فعينه فقام بالقضاء في ربيع الثاني من عام 1363 هـ، ولم تطل مدته أيضًا في قضاء بريدة، فعين بدله في شعبان من ذلك العام الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد.

والأمور التي سببت النفرة بينه وبين الناس حتى تنتهي بتركه القضاء هي صراحته في الحق وشدته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعدم سكوته على ما يعتقد أنه مخالف للشريعة، وقد يحصل بسبب هذا أخطاء في بعض التصرفات، سواء منه أو ممن يخالف منهجه.

والقصد أنه كان من الورعين البعيدين عن كل شبهة، وأنه من العباد المنقطعين للعبادة، فكان يحج ويعتمر في رمضان كل عام، وكان يتفقَّد جيرانه وأقاربه ويبرّهم بما يقدر عليه.

وكان إمام مسجد في جوار بيته قد انقطع فيه للعبادة أو لإلقاء الدروس على من يحضر إليه.

وقد ألَّف كتابًا في الفقه سماه - الزوائد على الزاد - ثم الحق تعليقات نفيسة على هذه الزوائد وعلى متن الزاد، فجاء مع أصله مجلدًا ضخمًا، وقد شرع بطباعته على نفقته قبل وفاته، ووزِّع مجانًا، ثم أعيد طبعه على نفقة غيره (1).

ثم ترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي، فقال:

(1) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ج 6، ص 143 - 145.

ص: 223

محمد العبد الله الحسين أبا الخيل، من بريدة هو العالم الجليل الورع الزاهد الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين بن صالح بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل، من آل نجيد من عنزة من المصاليخ ويلتقي آل أبا الخيل في بريدة وعنيزة وغيرهما ممن نزح عنهما في جده الأعلى.

ولد هذا العالم في قرية المريدسية ببريدة وذلك عام 1310 هـ في بيت علم وشرف ودين، فلقد كان أبوه من العلماء العاملين فرباه أحسن تربية فنشأ نشأة طيبة في رعاية أبيه وكان يحثه على العلم ويرغبه فيه.

فلما بلغ السابعة أدخله أبوه المكتب عند مقري، فحفظ القرآن وجوده ثم حفظه عن ظهر قلب، وتعلم عند المقرئ مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب ثم لازم أباه في طلب العلم كما لازم الشيخ عيسى الملاحي، وكان عيسى يتنقل ما بين بريدة والمريدسية فلازمهما في الأصول والفروع وفي الحديث والفرائض، وكان هناك حروب وفتن وهرْج ومرْج حالت دون طلبه للعلم خارج قريته.

ولما توفي والده عبد الله وكانت الفتن قد هدأت واستتبَّ الأمن انتقل إلى بريدة وتجرد لطلب العلم الشرعي ولازم علماء بريدة ومن أبرز مشائخه الشيخان عبد الله بن محمد بن سليم وعمر بن محمد بن سليم وعبد العزيز بن بشر وكلهم من قضاة بريدة لازمهم ليله ونهاره كما كان ملازمًا لعيسى الملاحي في علوم العربية كلها، وكان من أوعية الحفظ ذكيًّا نبيهًا سريع الفهم، فكان شيخه عمر يستنيبه على القضاء متى غاب أو مرض.

وكان قويًّا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يصدع بكلمة الحق لا يخشى من أحد ويميل في ذلك إلى الشدة وعنده غيرة عظيمة متى انتهكت المحارم.

تعين قاضيًا في قرية الجعلة من قرى بريدة واستمر في الجعلة قاضيًا سنين طويلة.

ص: 224

ثم رجع إلى بريدة مستعفيًا من القضاء فتعين إمامًا بمسجد العجيبة زمنًا طويلًا ولما مرض الخال عبد الله بن مانع قاضي عنيزة وأعفاه الملك من القضاء ومن الصدف كان الملك زائرًا للقصيم فقام بإلزام والدي عثمان بن صالح وألحَّ عليه في جلستين وبمراسنة دامت شهرًا قبل وصوله إلى عنيزة وأبدى والدي عذره وأعفاه، وذلك في جمادى الأولى من عام ستين.

وأجمعوا بعد مشورة الملك على تعيين وترشيخ الشيخ محمد بن مقبل راعي البكيرية قاضيًا لعنيزة ولكنه أيضًا أبدي عذره، وقبله الملك، فاستشار عمر بن سليم فأشار بالشيخ محمد بن حسين فعينه الملك قاضيًا في عنيزة فحضر في آخر عام 1360 هـ من الهجرة وبقي في قضاء عنيزة إلى تاريخ 15 شعبان من عام إحدى وستين، وذلك بعد نشوب خلاف بينه وبين الإمارة وبعض الجماعة وطلبوا عزله وبعثت الحكومة لجنة يرأسها الشيخ عبد الرحمن بن إسحاق آل الشيخ فحضر إلى عنيزة وطلب من الأمير إحضار الجماعة والقاضي فحضر الجميع في بيت الأمير ليلة عاشر شعبان عام إحدى وستين فأبدى كل ما عنده وحصل نزاع وكذب من البعض على الشيخ ولكنه لم ينتصر لنفسه لأنه كان يؤثر الراحة والعافية من منصبه، وبالفعل قالها في المجلس أمام اللجنة التي يرأسها عبد الرحمن بن إسحاق وقال لقد تساوي الآن لدي البقاء وعدمه، ولكني أوثر وأفضل العافية وأرفع استقالتي أمامكم فرفع ابن إسحاق استقالته وأوضح لمرجعه ما يراه حيال الموضوع فأعفي واستتشار الملك سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم فيمن يوليه قضاءها خلفًا له، فأشار الشيخ محمد عليه بشيخنا عبد الرحمن بن علي بن عودان فعينه قاضيًا بعنيزة وحضر عندنا بتاريخ دخول رمضان من عام 61 هـ، ومن حين وصوله قدم شيخنا للإمامة والخطابة.

ص: 225