الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَسَنَ:
فرع من فروع أسرة (آل أبو عليان) التي كانت تحكم بريدة، بل والقصيم، وقد أصبح ذلك الفرع بأسره العديدة التي لا تحمل اسم (الحسن) معدودًا منها لأنهم كانوا يتنازعون مع فرع (الدريبي) من بني عليان على إمارة بريدة في فترات طويلة من التاريخ وبخاصة في القرن الثاني عشر.
أما الذين يحملون اسم (الحسن) منهم خاصة فلعل أقدمهم وأكثرهم شهرة عبد الله بن حسن وبعضهم يقول عبد الله الحسن أو عبد الله آل حسن الذي سجل التاريخ إمارته وبعض الوقائع التي حدثت بينه وبين راشد الدريبي، وحفلت ذاكرة الإخباريين بأخبار أخرى عنه وعن الدريبي.
وقد بسطت القول في حال عبد الله الحسن هذا في أول الكتاب عند الكلام على أسرة (آل أبي عليان).
ومن مشاهير فرع الحسن ذلك الفرع الكبير: حجيلان بن حمد ومحمد بن علي العرفج الشاعر كما أن من مشاهير الفرع الثاني المنازع له على الإمارة راشد الدريبي ورشيد الحجيلاني.
وذلك كله مذكور مبسوط في موضعه أو مواضعه من هذا الكتاب.
الحسَن:
أسرة صغيرة من أهل القصيعة.
اشتهر منها الشيخ عبد العزيز بن حسن فكان شيخا عالمًا زاهدًا ورعًا عرف بين الناس بذلك حتى أو ردوا في صلاحه وزهده واستجابة دعائه ما يعد من الكرامات.
ومن ذلك أنه قرب حلول عيد رمضان عليهم، وليس عنده ما يكسو عياله اللعيد، قالوا: وليس عنده ما يتصدق به صدقة الفطر عن أهل بيته، مع أنها لا تجب إلا على من يجدها، ولكن لم يكن عادته إلا أن يخرجها فقالت له امرأته:
لقد قرب عيد رمضان، ونحن ليس في بيتنا طعام ولا على أولادك كسوة، فقال لها ييسر الله تعالى إن شاء الله.
قالوا: وقبل العيد بيومين هتف هاتف في المنام بفلان الربدي من أهل بريدة وكان أكثر أهل بريدة ثراء في وقته، وبفلان بن بسام في عنيزة وكان أكثر أهل عنيزة ثراءً يقول لهما: الشيخ ابن حسن بالقصيعة ما لعياله كسوة، ولا عنده عيد.
قالوا: فكل واحد منهما أرسل رجلًا على حمار يحمل كسوة وطعامًا فتوافوا في مساء اليوم الذي يسبق العيد بيوم واحد عنده في القصيعة.
قالوا: ومرة أصاب الناس وباء يسمونه الصخنة، بمعنى الحُمَّى، فصار الشيخ عبد العزيز بن حسن هذا يستدير على القصيعة و (يورد) عليها أي يقرأ الورد من الآيات والتعوذات.
قالوا: فلم يصب ذلك الوباء أحدًا من أهل القصيعة.
وقد عاش الشيخ عبد العزيز بن حسن في آخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر، ولم نقف على تاريخ وفاته.
ولكنه معروف عند الإخباريين من أهل القصيعة حتى الآن.
وقد صاهر (الحسن) هؤلاء أسرة العمري الشهيرة فتزوج سليمان بن مبارك العمري وهو جد والد الشيخ صالح بن سليمان العمري أول مدير التعليم في القصيم امرأة منهم هي نورة بنت عبد العزيز الحسن، فولدت له أولادًا.
و(عبد العزيز الحسن) هو الشيخ المذكور المشهور بالصلاح واستجابة الدعاء.
و(مبارك) المذكور هنا هي (العمري) نسبوا هنا إلى جدهم الأدنى (مبارك) العمري كما سيأتي ذكر ذلك عند الكلام على أسرتهم.
وأفادني الأستاذ سليمان بن إبراهيم المزيني من أهل القصيعة بترجمة للشيخ الزاهد عبد العزيز بن حسن، وهما معًا من أهل القصيعة، والأخ سليمان المزيني مهتم بهذه الأمور، وثقة فيما يكتبه، قال.
أسرة الحسن: كان منها من سكن القصيعة في القديم، وكان من أبرز رجالاتها الشيخ عبد العزيز بن حسن، الذي جمع بين الزهد والعبادة والفضل والدعوة، وغيرها من أعمال الخير، ولد رحمه الله في القصيعة، ويقال إنه أول إمام لجامع القصيعة، عمل على تكريس جهوده في تعليم أبناء البلدة، وتحفيظهم القرآن الكريم، رجل قوي بإيمانه، عظيم بتوكله على الله، يصبر على البلاء، ويحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى كان له من الأبناء واحد، وقد سافر في أيام الغربة إلى الشام وفلسطين طلبا للعيش، إلا أنه توفي هناك، وباقي ذرية الشيخ بنات، كان الشيخ ممن وهبوا حياتهم لخالقهم، فلم يكن يفكر في دنيا، ولا في جمع مال، بل لم يكن يدخر قوتا لغده، وكان له قصص لا يشك من سمعها أنها من كرامات الأولياء، نذكر بعضها.
فمن ذلك أنه في إحدى السنوات اجتاح البلاد مرض معد إذ وصل إلى بلدة فتك بها، ولم يكن في ذلك الوقت مستشفيات ولا مراكز صحية، وعندما علم الشيخ بانتشار المرض وقربه من القصيعة خرج بإيمان صادق وثقة بالله إلى أطراف البلدة وأخذ يدور حولها ويحصنها بالآيات القرآنية والأوراد النبوية وينفث، فسلمت البلدة من تلك الأمراض.
وقد ذكر أن رجلًا من أهالي بريدة رأى في منامه ليلة من ليالي هذا المرض أن خيلا عليها رجال دخلت البلدان ولما أقبلت على القصيعة رجعت، وقالوا: ابن حسن جعل عليها سورًا من حديد.
ومن قصصه أنه كان في سنة من السنوات ليس عنده شيء وقد قرب العيد، وليس لبناته كسوة ولا طعام يوم العيد، وكانت زوجته تذكره بين الفينة والأخرى بحاجات العيد، ويقول لها: يرزقك الله، وكلما قالت له ذلك رد عليها بهذا الرد، وكانت امرأة صالحة، فسلمت أمرها إلى الله، فلما صار ليلة العيد، قالت له: يا أبا أحمد الليلة ليلة العيد وليس لنا شيء، فقال لها كلمته المعهودة، فلما نام الناس تلك الليلة، وإذا بهاتف من السماء يهتف على رجل يقال له عبد الله بن بسام، من أهالي عنيزة، يقول له: يا عبد الله، تنام وأخوك ابن حسن في القصيعة ليس لديه طعام ولا شراب ولا كسوة للعيد، وفي نفس الوقت يهتف الهاتف على محمد الربدي في بريدة بنفس الكلام، فيقوم كل منهما بتجهيز الطعام والشراب والكسوة، ويرسله مع رسوله إلى ابن حسن في القصيعة، فيلتقي الرسولان عند باب ابن حسن آخر الليل في وقت واحد، وينزل كل منهما ما معه عند بيته، فأيقظ ابن حسن زوجته، وقال لها قومي فقد أتى الله بالرزق، ثم قال لها: خذي حاجتك وبناتك ووزعي ما يفضل على الجيران.
ومن القصص التي تدل على ورعه، أنه ذهب ذات سنة للحج وخلف على الناس في الصلاة رجلًا يرضاه الناس في دينه وخلقه، فلما رجع الشيخ من الحج سأل الناس عن إمامهم، ولعله لم يتخلف عنهم، فأثنوا عليه خيرًا ولم يذكروا أنه تخلف عنهم إلا وقتين فقط، ذهب لبريدة وتأخر، فاسترجع الشيخ وسكت، فلما جاء وقت الحصاد وكان الناس يعطون إمام المسجد من نتاج مزارعهم لأنه منقطع للصلاة بهم وتعليم أبنائهم، ولم يكن في ذلك الوقت رواتب تصرف، فلما علم أن الناس يريدون أن يأتوه بشيء، قال: يا جماعة لا تعطوني شيئًا من محاصيلكم هذا العام فسألوه عن السبب، فقال: لقد ضيعتكم، يقصد بتركهم وذهابه للحج، وتخلف خليفته عنهم، فلما ألحوا عليه قال لهم: إن أردتم أن تعطوه أحمد - يقصد ابنه - وأمه، أما أنا فلا أخذ منه شيء، وقصصه كثيرة، رحمه الله. انتهى.