الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناصر (السالم) وهو زعيم وثري معروف من آل سالم الأسرة الكبيرة في بريدة.
ونصها بحروف الطباعة:
"الحمد لله وحده
أقر مناور المقبل بن ( .... ) بأن عنده في ذمته لعلي الناصر تسعة أريل ونصف يحل أجلهن طلوع جماد التالي وقبلهن طلوع شوال من سنة (64) هـ شهد على إبراهيم العمر، وكتبه أحمد العبد الله بن حميدة، وصلى الله على محمد وآله.
وصية هيا بنت علي الحميدة:
أول ما ينبغي التنبه له عند قراءة هذه الوصية أن الناقل وهو صديقنا سليمان بن عبد الله الرواف قد سها في اسم أسرتها فكتبه (الحميد) والصحيح الحميدة بهاءٍ في آخره
لأنها من الحميدة وليست من الحميد، كما ينبغي التنبه إلى أنها ليست ابنة للشاعر علي بن محمد الحميدة، وإنما لشخص آخر من (الحميدة) اسمه علي.
وأهلها يعرفون ذلك لأنهم يعرفونها ويعرفون وصيتها وذلك أن أصل الوصية مكتوبة في عام 1341 هـ بخط الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي.
ونقلها الأستاذ سليمان بن عبد الله الرواف من خطه في عام 1410 هـ.
ملخص الوصية بعد الديباجة المألوفة في الوصايا أنها أوصت في بيتها المعروف بأرض العدوان، المراد بأرض العدوان أرض كانت تابعة لنخيل لأل عدوان من بني عليان في غرب مدينة بريدة القديمة، وقد صرحت بموقعه فذكرت أنه الكائن في قبلي بريدة.
ثم ذكرت حدوده وأن ريع البيت المذكور يصرف في أعمال البر يقدم من ذلك ضحيتين له ولوالديها ولدها أحمد (بن حميده) وأخيها عبد العزيز وأختها حصة، وضحية لذريتها الذكر والأنثى وهذا فيه تجديد أن يضحي الإنسان أو يوصي بأن يضحى عنه لذريته الذكر والأنثى وظاهر هذا أنها توصي بأن يتساوى في الأضحية نصيب الذكر والأنثى من ذريتها.
وذكرت شيئًا مهما أيضًا وهو قولها: وإذا رأى الوكيل أي الوصي صرفه إلى غير الضحايا وأنه أولى وأقرب وأفضل يصرفه والباقي على نظر الوكيل، وعليه يتحرى فيما هو أحب إلى الله.
وإن احتاجت الذرية في نزول وأكل فلا حرج، أي إن احتاجت السكنى في البيت أو الأكل من أجرته فلا حرج عليهم من ذلك.
والوكيل على ذلك الصالح من ذريتة هيا.
والشاهد صالح العبد العزيز العجاجي.
التاريخ 22 شوال سنة 1341 هـ.
وأسفلها إقرار من الموصية هيا بأنها وهبت ابنها عبد الرحمن البطين ثلث دار هيا الفوزان الدارجة على هيا من ابن شريدة، وذكرت نوع الهبة بأنها عطية لابنها بتصرف بها ما شاء، قالت: مثل ما عطيت إخوته وأخواته وهي من بيت أبوه.
ويحط لي منه قربة يراد من ذلك ملء قربة من الماء سبيلًا يشرب منها من أراد مجانًا.
وكذلك عشاء في رمضان.
وتاريخها هو تاريخ التي فوقها نفسه.
والورقة التالية ورقة مداينة قصيرة بين عبد الله الإبراهيم بن حميدة وبين إبراهيم المحمد الربدي.
والدين ستمائة وأربعة وخمسون ريالًا فرنسه، مؤجلات يحل أجل الوفاء بها في ربيع آخر عام 1313 هـ.
والشاهد محمد الحمود المشيقح.
والكاتب هو الوجيه الثري عبد العزيز بن حمود المشيقح.
وفيما يتعلق بالحميدة ذكر الأستاذ ناصر بن سليمان العمري هذه القصة أو الحادثة:
سافر علي بن محمد الحميدة وعبد الرحمن بن محمد الخطاف من بريدة إلى عالية نجد فاشتريا إبلًا من عتيبة ورجعا بها يريدان بيعها في سوق الإبل في بريدة، وقبل أن يدخلا في أرض القصيم قابلهما رجل من البادية من قبيلة عتيبة فاستأمن كل منهم الآخر من حيث الاعتداء ولكن الرجل البدوي عرف الإبل إذ عليها وسم عتيبة فأجال نظره في الإبل يتفحصها ثم اختار أجودها وأحسنها منظرًا وهما ناقتان وقال هاتان الناقتان مالي وأريد أخذهما فأخبراه أنهما قد شريا الإبل من جماعته فلان وفلان وفلان، وأنهما ليسا متهمين بسرقة الإبل، وكان يخاطبهما ويحاورهما وهو على ظهر ناقته وهما يركبان بعيرين وحاولا إقناعه، ولكن دون جدوى، فقد عرف أنهما من الحضر وطمع في مالهما.
وهنا اشتد غضب عبد الرحمن بن محمد الخطاف واقترب من البدوي وخطفه من على ظهر بعيره ورمي به إلى الأرض ثم نزل عليه وأخذ يضربه ضربًا شديدًا وجرده من سلاحه - بندقيته وحزام فشكه وخنجره - وأخذ بعير البدوي وربطه إلى بعيره وأمر البدوي أن يسير راجلًا أمام الإبل، ولم يتدخل ابن حميدة لكنه مدح تصرف ابن خطاف وأشاد به وسار الطامع أمام الإبل ذليلًا مهانًا ثم صار يتوسل إليهما ويطلب العفو عنه، وتركهـ وتسليمه سلاحه وبعيره.
فقال له ابن خطاف: سوف نسلمك لإمارة بريدة، وأيس من عفوهما ولما اقترب من هجرة المطيوي هرب ولجأ إلى أميرها وهو من البادية وشكا إليه ما فعل به وقال: حضريان نهبا سلاحي وبعيري، وكان أمير المطيوي عارفًا بعادات الحضر وأمانتهم فقال: الحضر لا يأخذون البدوي ليس نهب الناس في الطرق من عادتهم، ولكن الأمر خلاف ما تقول فعلينا الانتظار حتى يصل الحضريان، ولما وصل ابن حميدة وابن خطاف إلى هجرة المطيوي لأنهما تتبعا أثر البدوي زارا أمير المطيوي فسألهما عن قصة البدوي فأخبراه أنه طمع بمالهما ودفعاه بالحسني والإقناع، ولكن لم ينفع معه إلا القوة والشدة والغلبة وأخبراه أنهما يريدان تسليم البدوي وسلاحه لإمارة بريدة فرجاهما أمير المطيوي بأن يتركا سلاح البدوي وبعيره من أجله وأن يتعهد البدوي بألا يعتدي على أحد من الحضر في الطريق فسلما سلاحه وبعيره له وانصرفا إلى بريدة سالمين (1).
(1) ملامح عربية، ص 171 - 172.