الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عودة إلى كتابات الشيخ عبد الله الحسين الصالح:
وهذه وثيقة أخرى بخطه أي عبد الله بن حسين الصالح كتبها في عام 1296 هـ. والشهود فيها كلهم من الشخصيات البارزة وهم صالح العبد الله الرشود: جد الرشود الصالح أهل الصباخ ورواق وفوزان العلي من الفوزان الدواسر وسابق الفوزان والد الشيخ فوزان السابق.
ومنهم (هيا) بنت صالح بن حسين الصالح جدها صالح الحسين رأس الأسرة الذي هو والد الأمير مهنا الصالح.
فيكون الأمير مهنا بن حسين الصالح عم والدها.
وقفنا على وصيتها مؤرخة في 15 شعبان عام 1302 هـ بخط الشيخ العالم صالح بن دخيل الجار الله وهو والد صديقنا الأستاذ عبد الرحمن بن صالح بن دخيل الذي صاهره إبراهيم بن علي الرشودي فتزوج إبراهيم بابنته، وهي بشهادة يوسف بن عبد الله المزيني
وصدق عليها القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وهذه صورتها:
ولصعوبة قراءتها على بعض الناس نقلتها إلى حروف الطباعة.
"بسم الله الرحمن الرحيم
حضرت عندي هيا بنت صالح الحسين الصالح بحال صحتها وكمال عقلها ورشدها فأقرت أنها أعطت وأوهبت بناتها الأربع بنتيها من حماد: مزنة ونوره وبنتيها من محمد الجار الله: حصة ولطيفة أعطتهنَّ ثلثي ملكها بالنهير إرثها من أبيها صالح الحسين معروف الحدود بشمال الحوديه ومن شرق ملك الرجاعا ومن جنوب السلمية ومن قبله ملك المحمد بالنهير أعطتهن إياه كل واحده منهن لها ربع الملك المذكور تتصرف فيه كسائر أملاكها، وأوصت بالثلث الثالث من ملكها المذكور وأنه سبيل على بناتها الأربع كل واحدة منهن سبيل عليها ربع الثالث المرقوم، ثم هذا الثلث سبيل على البنات الأربع المذكورات يأكلن ويكتسين إذا احتجن لذلك واحتاجت إحداهن فتأكل ربع الثلث لا غير، فإذا لم يحتج أحد منهن إلى شيء من ذلك فينفذنه على المحتاج من أولاد أبيها بأعمال البر على نظرهن وثوابه لها ولوالديها ومحمد الرشيد ( .... )، شهد على ذلك يوسف العبد الله المزيني وكتبه شاهدًا به صالح الدخيل بن جار الله في 15 شعبان 1302 هـ.
"الحمد لله
الهبة المذكورة صحيحة وكذلك الوقفية قال ذلك كاتبه محمد بن عبد الله بن سليم وذلك في 15 ص سنة 1303 هـ. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
ومنهم الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين بن صالح بن حسين تولى القضاء في عنيزة وبربدة توفي عام 1381 هـ.
ذكر الشيخ عبد الله بن بسام أن نسب الشيخ محمد يجتمع مع أبناء عمه آل أبا الخيل الذين في عنيزة في جده الأهيم فهو من ذرية عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل.
والشيخ محمد بن عبد الله الحسين رجل علم وعمل وفقه وعبادة، ولم يشتغل بالأدب ولا اعتنى به لذلك وجدنا خطه ليس جيدًا، وإملاءه لا يبعد عنه.
وهذه نماذج من خطه أثناء عمله قاضيًا في بريدة، وقد ذيل على ذلك أمير بريدة عبد الله بن فيصل الفرحان مقررًا بأن هذا هو خط الشيخ محمد بن حسين قاضي بريدة وتاريخ ذلك شعبان 1363 هـ.
وهذا نص الوثيقة:
قد أثبت غانم أن صلحة إبراهيم البليهي وعلي المطوع على أن خو الأثل اللي صار بأرض الحُمر بعد الترسيم أنها أنصاف بين غانم وعبد الله الحمر وشركاه
شهد على رضا غانم بالنصيفة فهد العويضه خادم ابن فيصل وعبد الله العجلان وشهد به وكتبه محمد بن عبد الله آل حسين حرر 22 شعبان 1363 هـ.
وأما تذييل الأمير بن فيصل عليها فنصه.
"من عبد الله بن فيصل إلى من يراه، السلام وبعد، الختم المبصوم بعاليه هو ختم الشيخ محمد بن حسين قاضي بريدة، شعبان سنة 1363 هـ.
وهذه أيضًا بخط الشيخ محمد بن حسين وتبين بيان حكم له.
ونصها بحروف الطباعة:
"قد كان ثابتًا عندنا أن البيت الذي شمال بريدة المسمي بيت بشر أنه بيت زوجته بالهبة من بشر قد وهبه إياها بإقراره لنا، وثبت عندنا بيع البيت، قد باعته لطيفة زوجة بشر بن فرحان بألف وأربعمائة ريال بيعًا صحيحًا بشهادة عدول وقبضت خمسين ريال وقت البيع فصار البيع صحيحًا لازمًا وادعى بشر بدعاوي واهية فألزمنا المشتري صالح المحمد أبا الخيل يدفع له مائة ريال زيادة، وليس إلَّا رضا وتطييبًا لخاطره فصار البيت ملكًا لصالح المحمد، وليس لامرأة بشر إلَّا باقي الثمن يدفعه إليها، قال ذلك وأملاه مثبتًا له محمد بن عبد الله آل حسين قاضي بريدة، حرر 23 جمادي آخر 1363 هـ.
وفي آخرها كلام يتعلق بها بالخط نفسه وقد صرح فيها الشيخ بأنه كتبه وأملاه محمد بن عبد الله آل حسين في 26 جمادي آخر 1363 هـ.
وفي هذه الوثيقة الرسمية الصادرة من قاضي بريدة ملاحظة أنها لم تذكر اسم البائعة التي حكمت الوثيقة بأن البيت لها كاملًا، فلم تذكر اسم والدها ولا أسرتها، وإنما ذكرت صفتها بأنها زوجة بشر، وهذه صفة قد تتغير، وربما صار لبشر أكثر من زوجة اسمها لطيفة في وقت من الأوقات.
كما أن المعتاد في الوثائق المهمة كالمبايعات أن يذكر اسم المرأة البائعة أو المشترية كاملًا، ويذكر اسم المعرفين لها عند القاضي لأن المرأة تكون محتجبة في المحكمة ولا يمكن للقاضي أن يعرفها إلَّا بتعريف من ثقات.
قد يقال: إن الشيخ اكتفى في تعريفها بزوجها بشر واعترافها بأنها زوجته وهذا خلاف المعتاد.
وملاحظة أخرى وهي أن الوثيقة مكتوبة بخط الشيخ القاضي محمد بن عبد الله الحسين نفسه، ومع ذلك كتب الشيخ في آخر الوثيقة الرئيسية عبارة قال ذلك وأملاه مثبتًا له محمد بن عبد الله آل حسين قاضي بريدة، فأوهمت هذه العبارة أنها بخط غيره، لأن هذا هو معنى الإملاء وهو أن يطلب شخص بخاصة إذا كان كبير القدر أن يكتب الكاتب ما يمليه عليه.
ولكن الشيخ محمد رحمه الله نفي ذلك بقوله في آخر الورقة: كتبه وأملاه محمد بن عبد الله آل حسين فأثبت أنها بخط يده رغم ذكره أنه أملاها ونحن نتيقن أنها بخط الشيخ القاضي محمد الحسين لأنه معروف لنا.
أما بشر المشار إليه فهو بشر بن فرحان أحد رجال الأمير عبد الله بن فيصل أمير بريدة من الرجال الذين كان أحضرهم معه عندما قدم أميرًا علي بريدة من أهل جنوب نجد.
وقال الشيخ عبد العزيز المسند في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الله الحسين: (كان عالمًا ورعًا زاهدًا فيما عند الناس، وكان يقضي وقته في المسجد يقرأ القرآن ويكتب العلم ويتعبد، وكان يحج كل عام حتى مرض في آخر عمره، كان سمح الخلق، واسع البال، لا يعرف الغضب إليه طريقًا، وكان لا يمل حديثه ولا مجالسته، وكان يتفقد أقاربه وجيرانه، ويتعهد الفقراء والمساكين حسب استطاعته، وكان صريحًا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم، وكان محبوبًا لدي جميع معارفه والمتصلين به، وكان يعبر الرؤيا فتأتي على تعبيره).
تولى القضاء في عدة بلدان ومنها نفي والجعلة وعنيزة وبريدة، كان
آخرها في عام 1364 هـ (1)، كما قام بنشر العلم لراغبيه عن طريق تولي التدريس والفتيا.
(1) الصحيح، 1363 هـ.