الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحْزَاب:
أسرة أخرى من أهل بريدة القدماء تفرعت منها أسرة (القاسم) الآتي ذكرها في حرف القاف.
منهم حزاب بن صالح الحزاب له نكت وطرائف مع معاصريه من الشعراء وغيرهم، وكان ماهرًا في عدة مهن من المهن المعروفة في تلك العصور مثل النجارة والخرازة يعمل أكثر ذلك لأصحابه متبرعًا.
وكان حزاب بن صالح الحزاب هذا محبًا لطلبة العلم، عزم الشيخ إبراهيم الجاسر ولم يجد عند امرأته غير ثلاثة ريالات وهي لا تكفي لشراء ذبيحة ووليمة للشيخ، ولإخوانه الذين معه فذهب بعدة النجارة وتفرغ يومًا كاملًا من الفجر إلى غروب الشمس وأكمل نجارة 8 أقداح واعطاها امرأته فباعتها بثلاثة ريالات واشترى بها ما يكفي مع الثلاثة الأريل التي عنده للوليمة التي أقامها للشيخ إبراهيم بن جاسر ومن معه من طلبة العلم.
وتمثل بهذا البيت:
ما لي صديق غير يمناي وقناع
…
وانا أذكر الله شذرته ناب جربوع
وزاده بيتا آخر:
يا ما بها من ناعم يضرب القاع
…
نعتاش بأطرافه وبه نطرد الجوع
كان حزاب المذكور في غزوة مع رفقة وكان الذي يتولى طبخ الطعام وتدبيره عندهم شخص اسمه
…
وفي مرة طلب منه الحريِّص أن يقدم التمر قبل القهوة فقال: إنه نفد ولم يبق منه شيء، فقال علي الحريِّص يخاطبه:
يا حزاب ما خلِّيت للتمر باقي
…
تركض على التربة تحسبة ذعاليق (1)
هي المغازي سلتكم للعراقي؟
…
او ضربك النّفدَه بهكا المشاريق (2)
يتهم حزاب بأنه الذي أكل التمر، فقال له حزاب: لا تقصد بي القصائد يا علي (أبي أحسِّنكم كلكم بس اسكت) فأجابه الحريِّص قائلا: يا حزاب حنَّا باكر نبي نقابل القوم اللي يذبح منا يذبح بشوشته، واللي يسلم يمديه يحسِّن راسه! وكان الشاعر علي الحريّص أحد رفقاء حزاب في هذه الغزوة.
ولما سمع حزاب الصالح المذكور قول أبو جرود العريمة من أهل بريدة في قصيدة له ستأتي في ترجمة (العريمة) في حرف العين ويقول العريمة في آخرها:
عسى إلى جا الحق في وسط سربه
…
ويذاد عني بالقنا والملاوح
قال حزاب:
عسى إلى جا الحق في وسط صوبه
…
ويكثر عندي من حليب المنايح
و(الصوبة) المخزن الكبير للتمر وهي أكبر من الجصة التي هي مخزن التمر المعتاد.
(1) التربة: عشبة برية تشبه الذعلوق، والعادة أن من يكثر من أكل التمر، يبحث عن شيء بعده كالعشب يأكله ليبرد حرارة التمر والذعاليق: جمع ذعلوق وهو عشبة برية يأكلها الناس.
(2)
من السَّلت بمعنى الأخذ من الخشبة بالقدوم، يفعل ذلك النجار، وضرب النفذة خرازة الجلد، ويفعل ذلك الخراز.