الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَسُّون:
على لفظ سابقه.
من أهل بريدة: أسرة أخرى صغيرة.
منهم عبد العزيز العبد الله الحَسُّون من المشهورين بالقوة الجسدية الخارقة كان جمالًا في أول عهده وكان مارًا مرة بوادي الرمة بين بريدة وعنيزة فوجده يجري، وكان على بعيره حمل من التمر فقال لرفيق معه إما أن تكفيني البعير أو التمر فسأله عن قصده من ذلك فقال: إما أن تحمل التمر وتقطع به الوادي، وإما أن تتكفل بأن تمسك بالبعير حتى يخرج من الماء وتساعده إذا احتاج إلى مساعدة فاختار الأخير.
فجعل ابن حسُّون يحمل أكياس التمر الثقيلة ويجتاز بها الماء.
ثم عمل بعد ذلك في قطع الحجارة الكبيرة التي يحتاج قطعها إلى قوة جسدية كبيرة ومنها ما يكون كبير الحجم أو الطول مثل أساسات (الجصاص): جمع جصة وهي مخزن التمر في البيت، ومثل قواسم الآبار وهي الفاصلة بين دارين لهما بئر واحدة، فكان يقطعها وينقلها على جمل له قويّ.
ومن أخبار عبد العزيز بن عبد الله الحسون - من هذه الأسرة ما ذكره الأستاذ ناصر العمري، قال:
عند علماء نجد شيء يسمونه الولاء وهو المحبة في الله وشيء يسمونه البراء وهو البراءة من أعداء الله والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم المتوفى في حدود عام 1327 هـ هو قاضي بريدة تولي القضاء فيها في فترات غير متصلة وكان على خلاف مع الأمير حسن بن مهنا حاكم القصيم الأسباب سياسية في نظر حسن المهنا وإلا فحسن المهنا رجل صالح وطاهر العرض
وحسن العقيدة، وقد أخبر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم أن حسن المهنا سوف يؤذيه فهرب من بريدة على قدميه وفي الطريق وجد الجمال عبد العزيز بن حسون قادما من عنيزة إلى بريدة فسلم كل منهما على الآخر فأناخ ابن حسون بعيره وقال للشيخ اركب أوصلك إلى المكان الذي تريده.
فقال الشيخ هل معك ماء؟ قال نعم. قال الشيخ: اسقني، فأسقاه، ولما شرب الشيخ وغسل وجهه ويديه قال لابن حسون: اذهب حيث تريد ولا تخبر بي أحدًا إذا سئلت عني، فأدرك ابن حسون أن الشيخ هارب.
ومضت الأيام وجاء عبد العزيز بن حسون إلى الشيخ فهد العبيد في دكانه وقال له: سلفني اثنين وأربعين ريالًا فرنسيًا، فقال فهد العبيد: ليس لديَّ المبلغ الذي تريده، فقال عبد العزيز الحسون: ما تسلفني اثنين وأربعين ريالًا، وأنا قد أسقيت ابن سليم في شدة الحر بالقائلة في الصحراء، ولم يسأله الشيخ فهد العبيد عن القصة وعن ابن سليم هذا، بل بادره بقوله: سوف أقرضك ما دمت قد أسقيت ابن سليم، وقام الشيخ فهد العبيد العبد المحسن واقترض أربعة وأربعين ريالًا من جار له في الدكان وسلمها لابن حسون قائلًا اثنان وأربعون ريالًا سلفا ولك ريال عن سقياك لابن سليم.
ذلك أن فهد العبيد من تلاميذ آل سليم ومحبيهم في الله وابن حسون يعرف ذلك.
ومضت السنون ومات ابن حسون دون أن يعرف الشيخ فهد العبيد بموته، ولما عرفه في شهر شعبان عام 1305 هـ قرر أن يتصدق بطعام ويجعل ثوابه لابن حسون جزاء سقياه للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم والد شيخي الشيخ فهد العبيد العبد المحسن رحم الله الجيمع (1).
(1) ملامح عربية، ص 213 - 214، والمراد بشيخي الشيخ فهد العبيد عبد الله وعمر ابنا الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.