الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتفسير ولما توفي إمام مسجد البابطين ابن غنيم عينه ابن حميد خلفًا له في الإمامة فقام بواجبها خير قيام فكان مرجعًا في الفتوى وفي الوعظ والإرشاد والتدريس في هذا المسجد وكان قوي الذاكرة سريع البديهة من أوعية الحفظ فالتف إليه ثلة من الطلبة ليله ونهاره، وكان يحب إصلاح ذات البين وله أعمال خيرية ومساهمات في فعل المبرات (1).
الحَوَّاس:
من أهل البصر.
منهم محمد الحواس فلاح بالبصر منذ خمسين سنة، ومنهم حواس بن محمد الحواس مزارع بالشيحية.
وحمد كان من أوائل الذين يسوقون السيارات على عهد الملك عبد العزيز.
وأخوه علي بن محمد الحواس كان صاحب معارض سيارات في الرياض وقد كبر سنه.
وابنه فهد بن علي الحواس دكتور طبيب في المستشفى العسكري في الرياض.
الحُودِي:
من أهل الصباخ، أصلهم من الطلاسي، كانوا يسمون المنيع ولكن جدهم أخذ يتردد على بقرة عرضها صاحبها للبيع فيما بين تسعة ريالات وعشرة ريالات، في ذلك الحين وأخذ يزيد الثمن له كلما عاد إليه ولا يرضى أن يبيعها فسأله أحدهم ماذا يريد من فلان فقال:(أحَوْدي) حول البقرة أي أتردد لشرائها فسمي: الحودي من ذلك الوقت.
(1) روضة الناظرين، ج 3، ص 16.
منهم سليمان بن علي الحودي، أبو علي الذي قال فيه الشاعر صالح بن إبراهيم الجار الله من آل أبو عليان:
يا أبو عليّ انا ابي فنجالك
…
نبي حجاج ودلةٍ مركيها
اكرمتنا الله يطيِّب فالك
…
وانت الذي للمرجلة تشريها
لولاك غالي كان ما جينالك
…
اسمع بيوت ودِّنا نمليها
خمسة بيوت حطهن من بالك
…
لا تترك اللي عادته يرجيها
شوق الهنوف اللي تروف بحالك
…
الواجب انك لازم ترضيها
ومنهم عبد الله بن محمد الحودي (استاد) طين للبناء، كان عمل في الفوطة أيضًا في الرياض.
مات عام 1397 هـ في بريدة.
ومنهم ناصر الحودي عضو في هيئة الأمر بالمعروف عن المنكر في جنوب بريدة.
وأخوه محمد أيضًا كان يعمل في الهيئة عضوًا، وكذلك أخ لهما ثالث كان يعمل في الهيئة، وقد عمل في بناء فندق له في الضاحي في بريدة ولكنه مات قبل أن يكمله.
حدثني الشاعر عبد الله بن علي الجديعي، قال حدثني محمد العلي الحودي بما جرى له مع الذئب:
يقول محمد يوم كان عمري أربع وعشرين سنة كنا فلاليح في بلدة الصباخ جوار مدينة بريدة، وكان عندنا ناقة زايدة على السواني، فقال الوالد رحمه الله يا محمد شف هذه الناقة ودها الراعي لما يجي لها حاجة، كان الراعي في جنوبي الشماسية وركبت الناقة آخر الليل ولما صار الصباح سلمت الناقة للراعي ورجعت، ولما وصلت إلى الصبخة المسماة صبخة غويمض والوقت قريب الظهر وجدت عيال ذئب تحت شجرة طرفا، وعددهم سبعة، وكان معي عصا غليظة، وهم صغار
وصرت كل واحد أضربه ضربة واحدة، وإذا هو ميت ولما قتلتهم جميعًا تذكرت أن لهم أم (لبوة) وداخلني الخوف وهربت إلى جو غويمض وأنا خايف جدًّا وكل ما تعبت صرت أنظر إلى خلفي ولما وصلت إلى الآبار لم أجد عليها أحدًا من الناس حيث إن الوقت صيف، وليس في هذا الجو أحد.
وجدت بير لصالح الحسن الحميد وهذه البير عليها اثلة وكنت أفكر أني أصعد إلى أعلى الأثلة ولم يرعني إلا والذئبة أم الجرا منصرمة علي ولم يكن لي فرصة حتى أصعد الأثلة، فرميت نفسي في وسط البير وصرت أعوم في هذه البير وصارت تحثو علي من التراب حتى أني خفت تنزل علي من شدة الغيظ، وصارت تهمهم وداخلني خوف شديد، ولما تعبت جعلتْ يدها تحت رأسها ونامت على حافة البير ومدت يدها حتى توريني أنها موجودة، وكانت الأثلة لها عروق متدليات إلى الماء والوقت عند غروب الشمس فقلت في نفسي هالحين أنا لا أنتظر أحد يخلصني من هذه اللبوة والليل وصل وأنا ميت إذا بقيت في هذه البير، وقمت وخرجت مع عروق الأثلة بهدؤ وأنا أقول في نفسي تنزل عليّ.
ولما قربت إليها كانت راقدة فجمعت كل قوتي ومسكت يدها الممدودة على حافة البير وبسرعة هائلة رميتها في أسفل البير وخرجت ولما وصلتِ الماء إذا هي تصعد أسرع من أنشط الرجال، وكان عندي حصى مثل رؤوس الجمال وصرت أخذ من الحصى وارسلها عليها حتى انكسرت إحدى يديها فرجعت إلى اسفل البير وصرت أرجمها حتى ماتت وأنا خالص لا أستطيع المشي من الخوف الذي ارتكبني والشمس قد غربت وأفكر في نفسي أن الذكر من الذئاب الذي هو أبو الذئاب الصغار، ربما يدركني ويقضي علي وذكرت موردًا في شعيب الظليم وصرت مرة أمشي ومرة أحبو ولما صار بعد العشاء وإذا أنا واصل المورد ووجدت عليه من جماعتي جماميل أعرفهم ويعرفونني لما وصلت إليهم اردت أن أسلم، وإذا أنا لا أستطيع الكلام لا قليل ولا كثير، وأخذوا يسألونني: ويش فيك يا محمد؟ ولم أرد عليهم كلام.
فقال واحد منهم: انت مستاحش؟ فأوميت له برأسي أي نعم، وأعطوني ماء مع تمر يسمى مريس وبدأت أنطق بعض الكلام وحملوني على الناقة وقمت ما يقارب سنة وأنا لم أستطع الكلام بسرعة.
قال الجديعي، ولما سمعت قصة محمد العلي الحودي وما جرى له مع الذئبة قلت هذه الأبيات:
قال الذي ينشي بيوت بترتيب
…
في قصة للذيب ما هي خفيه
سمعت محمد يوم قصه باساليب
…
يوم اعجبتني قلت ابيوت عذيه
الذيب ولبة أو تسمي بعد شيب
…
يا شيب عين اللي تعرض لزيَّه
محمد ذبح عياله لا شك ذاعيب
…
ما هو مفكر بالعواقب الرديه
يوم الحقتني شفت وجه الأعاطيب
…
ضاقت علي الواسعة والفضيه
يوم شفت اعيونه كنهن المشاهيب
…
قامت تواقد مثل نار لظيه
عاشت يمين الذيب سوى الاعاجيب
…
حدت شجاع ينتحر بالركيه
ذبح عيال الذئب لا شك ما ثيب
…
تكلفت المسكين وسط الهبيه
يوم أوحفت في ساقته ضيع الطيب
…
توكد المسكين قرب المنيه
حلت عصاه وقال مالي مطاليب
…
نسي الحياة وضاعت المرجليه
سبعة عيال وامهم كنها الهيب
…
قامت بثار اعيالها والحميه
يومه ذبح اعيالها صابه الريب
…
طقه ندامة واعترف بالخطيه
يا لائم اللي بالخلا خصمه الذيب
…
عز الله انه راح لولا اشويه
ما حسب المسكين وش بالعواقيب
…
ذبحة اعيال الذيب بأرض خليه
هذا اللي انا سامع واوجيبه بترتيب
…
منك تملت ما زدت فيها اشويه
قال الجديعي: هذه القصة أملاها علي محمد العلي الحودي رحمه الله وأنا معه بالعمل، وأما الأبيات فأنا قلتها وسمعها مني وقال والله إنك صادق.