الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخطه جيد غير أن فيه كلمات تحتاج إلى تفسير حتى يفهمها الجيل الجديد من قرائنا مثل كلمة (اللزا) وكلمة المغارسة، وإن كتبت ذلك في عدد من كتبي اللغوية فمراجعتها تصعب على بعض الناس وكذلك كلمة (الراقود) و (المقطر).
وصية عبد الله بن محمد الحصين:
والموصي هو جد والد صديقنا (علي الحصين).
أول ما يسترعي الانتباه فيها أن الموصي كان في صحة من عقله وسقم من بدنه فهو إذًا مريض مرضًا لا يرجو معه الشفاء حسبما نفهم من الوثيقة، ومثله لا تصح وصيته من رأس ماله، وإنما تحتسب من الثلث، إلا إذا أجازها الورثة، وقد ذكرت وثيقة الوصية المذكورة أن الورثة قد أجازوا وصيته رغم كونه مريضًا مرضًا يمنع من صحة ذلك.
ولكن المشكل أن هناك دائنًا لهم في الملك الذي هو حائط النخل المسمى (العكلي) وهو الثري المعروف حمد بن خضير، غير أن (حمد الخضير) رجل شهم يقدر العلاقة التي كانت قائمة بينه بصفته دائنًا لعبد الله بن محمد الحصين الموصي، وبين المستدين الحصين لذلك نصت الوثيقة على أن هذه الوصية تمت بناء على إجازة من الورثة و (إفضال من الديان حمد بن خضير) فقولها: إفضال من الدَّيَّان أي إنه بمثابة التنازل منه لأنه لو شاء امتنع من إجازة الوصية إلا بعد أن يستوفى دينه الذي لابد أن يكون قد رهن به هذا النخل أو بعضه، كما هي العادة، ولكننا عرفنا من ابن خضير الشهامة والإفضال في مواطن أخرى.
وتنص الوصية على أضحيتين دوام أي تذبح في عيد الأضحى كل سنة واحدة له بنفسه وواحدة لوالديه وحجتين واحدة له وواحدة لأبيه، والوصية بالحجة معناها أن يكلف شخص يحج عن المذكور تصرف له أجرته من ريع الوصية هذه، وما بقي من ذلك فهو في أعمال البر، كذلك منه عشر وزان
(تمر) الإمام مسجد الشماس وهو الخب الواقع جهة الشمال الغربي لبريدة، وهو الذي يقع الملك في شماليه.
وهذه اللفتة الإنسانية التي حملت الموصي على أن ذريته إن احتاجوا أي إلى الأكل من تمر الوصية فإنهم يأكلون ولا حرج، وإن اغتنوا أي صاروا أغنياء عن ذلك فإنهم ينفذون الوصية على المحتاج، وشيء آخر مهم وهو أنه جعل الوكيل على ذلك أبناءه الثلاثة علي ومحمد وعبدالمحسن أي أنه لم يخص واحدا منهم، وذلك دون شك دليل على حسن ظنه بهم، وأنهم سوف يتفقون على العمل بما في وصية والدهم ولا يختلفون في ذلك.
وهذه وصية لامرأة من أسرة الحصين وهي مضاوي بنت عبد الله الحصين وهي مكتوبة بخط عبد الرحمن الراشد بن بطي مؤرخة في 13 جمادي الآخرة سنة 1339 هـ.
وهذه الوصية المتعلقة بالحصين وإن كانت الموصية هي شائعة بنت حمود الفراج التي سقط اسمها من الوثيقة ولكننا فهمناه من سباق الوصية، وسياق وصية ابنتها مضاوي بنت عبد الله الحصيَّن، وهي منقولة بخط الشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن في عام 1365 هـ من النسخة الأصلية التي هي بخط إبراهيم آل محمد الشاوي في عام 1311 هـ.
والوثيقة التالية مداينة بين غصن بن ناصر السالم وبين عبد الكريم بن عمير الحصين بمبلغ من المال كثير وهو ألفا وزنة تمر ومائتان وسبعة عشر صاع حبِّ أي قمح فالحب هو القمح، هذا إلى جانب ريالات.
وذكرت الوثيقة أن التمر يحل أجل وفائه في جمادى الأولى سنة 1282 هـ، والعيش يعني الحب أو القمح في ذي الحجة من سنة 1281 هـ
والريالين يحلن أحبل وفائهما حلول أجل التمر.
ثم ذكر الرهن وذكر أن هذا آخر حساب بينهما.
والشاهد عبد الله بن مفرج - بالجيم المنقوطة - وكتبه الكاتب الشهير عبد المحسن بن سيف الشهير بالملا.
والتاريخ 16 شعبان من عام 1281 هـ.
ومع ما ذكر بأن ذلك هو آخر حساب بينهما فإنه جرت بينهما بعد ذلك معاملة اقتضت أن يكتبا بينهما وثيقة المحاسبة التالية بعد هذه.
ووثيقة المخالصة أو المحاسبة هذه مؤرخة في 14 رمضان من عام 1282 هـ بخط علي العبد العزيز بن سالم.
وآخر الحساب بينهما كما ذكرت الوثيقة هو ستمائة وعشر وزان - جمع وزنة - تمر وستون ريالًا، وسبعة وثمانون صاع حب حنطة.
والشاهد عليها هو عبد العزيز الحماد بن سالم.
فالدائن هو غصن بن ناصر بن سالم وهو رأس أسرة الغصن وهو من السالم والشاهد والكاتب كلاهما من السالم فالثلاثة كلهم من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكنى في بريدة.
قلت: إن أسرة الحصيِّن هم من أهل الشماس القدماء، وذلك لا شك عندي فيه وهو معروف مدعم بوثائق مكتوبة منها ما ذكره بعض المؤرخين من أن حجيلان بن حمد أمير القصيم كان قتل شخصًا من أهل الشماس اسمه (ابن حصيِّن) ومعروف أن حكم حجيلان بن حمد بدأ عام 1194 هـ. وانتهى في عام 1234 هـ.
ومنها ما ورد في هذه الوثيقة المؤرخة في عام أربعة وستين (ومائتين) ولم يذكر القرن، ولكنه معروف لنا لأن مداينة الدائن فيها هو علي الناصر (آل سالم) زعيم بريدة في وقته وقد قتل كما ذكر ابن بشر وغيره في سنة اليتيمة عام 1265 هـ.
وأما المدين فقد ذكر أنه الهميلي الحصين مما يدل على أن أسرة الحصين أبناء عم قريبين لأسرة الهميلي المعروفة المشهورة قديمًا وحديثًا بأنهم من أهل الشماس وأن بعضهم انتقلوا منها بعد خراب الشماس إلى الشماسية ثم إلى بريدة.
أو إن الهميلي كان يقال لهم الحصين قبل ذلك، ولكنهم خرجوا عن (الحصين) بتسمية الهميلي.
ونستدل على ذلك وأن كنا نعرفه يقينًا بأن الدائن قد رهن صيبة المستدين بمعنى نصيبه من (الحوطة) و (الحوطة) حائط نخل معروف مشهور في خب الشماس، بل هو أعظم وأفخر ملك فيه، وكانت الحوطة هذه من ممتلكات جد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود بيعت بعد وفاته وكان سَبَّل فيها 16 نخلة كان والدي رحمه الله يقبض ريعها من ابن عثيم آخر مالك للحوطة وهي تمر يعطيه للمحتاج من أسرتنا وهم قليل، ولا يذوق منه شيئا لأننا مثل سائر أسرتنا أغنياء عنه.
ثم آلت الحوطة إلى ملك أحمد العييري وباعها أولاده إلى الراجحي، واستثنوا ما بقي من النخلات التي سبلها جد والدي فيها وهي اثنتان فقط، ولم نطالب بها لأنها قليلة ونحن كثير، ولم نجد من يرضى بأن يطالب بنخلتين مشتركة بين الأسرة كلهم من رجال ونساء في الانتفاع من ريعها الذي انقطع،
وإلَّا فإنهما سبيل لا يملك ولا يباع.
وتستدل أيضًا على أن المراد بذلك (الحصين) هؤلاء أن الوثيقة ذكر فيها الأثل الموجود في الحوطة (الصنات) وأسرة الصنات من أهل الشماس سكنوه في وقت من الأوقات وهم مثل أسرة الحصين كانوا من أهل الشماس القدماء.
وهذه نص الوثيقة بحروف الطباعة:
"الحمد لله وحده.
حضر عندي الهميلي الحصين وعلي الناصر وأقر الهميلي بأن عنده في ذمته لعلي خمسة أريل سلف وأرهنه بهن صيبته من الحوطة من نخل وأرض وأثل اللي بملك الصنات، وعلي يستغل لين يخلص وشهد على ذلك محمد الصالح وخضير الخميس وشهد به وكتبه علي الناصر الخراز، جرى ذا بالفطر التالي (ذي العقدة) سنة أربع وستين (ومائتين) وصلى الله على محمد".
ونستدل على ذلك بأن أخا الدائن الذي هو علي الناصر وهو ثري مثله مشهور واسمه غصن بن ناصر (السالم) وكلاهما من أسرة آل سالم القديمة السكنى في بريدة ويكثر الأثرياء فيها كان يداين شخصًا آخر من أسرة الحصين اسمه (عبد الكريم بن عمير الحصين) كما في هذه الوثيقة الواضحة الخط المؤرخة في 9 ربيع أول سنة 1283 هـ. وهي بخط عبد الله بن محمد العويصي وهو كاتب معروف في ذلك الزمان.
وهذا نصها: