الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحْمَيْضي:
بإسكان الحاء في أوله، ثم ميم مفتوحة فياء ساكنة بعدها ضاد مكسورة وآخرها ياءُ نسبة.
على لفظ تصغير الحمضي المنسوبة للحمض الذي هو من نبات البرية ولا أدري سبب التسمية، وهل هي من هذا أم غيره؟
أسرة من أهل بريدة يرجع نسبها إلى النواصر من بني تميم، جاء أوائلهم إلى بريدة من بلدة القصب في الوشم.
أكبرهم سنًّا في الوقت الحاضر رشيد بن محمد بن رشيد بن محمد بن صالح الحميضي بلغ عمره الآن - 1434 هـ تسعين سنة.
وكان محمد بن رشيد الحميضي ثريًا يداين أناسًا من أهل بريدة وأهل الخبوب، وتعدى ذلك إلى مداينة أهل القرى، وقد وصلتنا من ذلك وثائق عديدة ذكرتها في مواضعها.
وتدل الوثيقة التالية على مبلغ الثراء الذي كان يتمتع به محمد بن رشيد الحميضي، إذْ المبلغ الذي له فيها هو مائتا ريال تزيد تسع وأربعون ريالًا فرانسة.
هكذا قالوا: تزيد كذا من باب تأكيد المبلغ الزائد على المائتين، ولم يقولوا مائتين وتسعة وأربعين ريالًا، وذلك لضخامة المبلغ وعظم تأثيره في نفوسهم.
وأيضًا له في هذه الوثيقة من التمر ثلاثة آلاف وزنة تزيد مائة وخمسًا وخمسين وزنة.
وهذا مبلغ كبير إذْ يساوي نحو خمسة آلاف كيلو قرام من التمر وأيضًا له بموجب هذه الوثيقة ثلاثمائة صاع حب ويراد به القمح فالحب هو القمح عندهم.
ثم ذكر الرهن الذي حصل عليه من المستدين منه وهو صالح السالم
القعير وملكه في السادة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من بريدة القديمة، والدين يحل بعضه في عام 1310 هـ وبعضه في عام 1311 هـ، فإذا كان هذا ما المحمد بن رشيد الحميضي بموجب هذه المكاتبة كان السؤال واردًا عن مقدار جميع ما عنده من الثروة، ويدل هذا على أنه شيء كثير.
وهذه الوثيقة التي توضح أن لمحمد بن رشيد الحميضي دينًا على عبد المحسن المطلق هو ألف وزنة تمر ومائتان واحد عشر صاعًا (حب نقي) أي من القمح يحلن في عام 1301 هـ.
شهد على ذلك براك المنصور وعبد الكريم الشويرخ وشهد به وكتبه سليمان بن مبارك العميريني وذلك في 14 ربيع الأول من عام 1301 هـ.
وكان محمد بن رشيد الحميضي إلى جانب ثرائه ومدايناته كاتبًا يكتب للناس العقود من مبايعات ومداينات.
ولذلك اشتهر في بعض الوثائق باسم محمد الرشيد من دون ذكر (الحميضي) اقتصارًا على ذلك، وقد وضحته في موضعه، ونقلت كثيرًا من الوثائق التي فيها ذكره إما لكونه كاتبًا فيها أو لكونه دائنًا.
ومنهم عبد الرحمن بن محمد الحميضي كان صاحب دكان في وسط سوق بريدة القديم الذي ينحدر من الجردة وينتهي بقبة رشيد، وقد عرفته في أول عهدي بالإدراك نحو 1352 هـ في دكان قبله أسفل منه في السوق المتفرع من السوق الكبير وهو السوق القصير الذي كان يفضي إلى سوق العلف وفيه الآن دكاكين فيها من البز الذي هو القماش أفخر الأنواع وأغلاها ولا يمكن لمن يراه الآن وهو يعرفه أن يتخيل ذلك من قبل، حتى سوق العلف الذي يصب من جهة الغرب في المقصب القديم الذي كان وسعة بريدة القديمة أي ميدان البيع والشراء فيها فإنه قد تحول إلى أسواق للأقمشة الفاخرة.
ثم عرفت عبد الرحمن الحميضي لسنوات طويلة بعد ذلك في دكانه الذي يقع في الصف الشمالي من السوق.
وهو طويل أبيض اللون، عمر دهرًا إذْ مات عام 1371 هـ وقد زاد عمره على التسعين، وقد ظل عبد الرحمن هذا يقصده الناس لكتابة المبايعات والوصايا ونحوها فترة طويلة كتب خلالها عشرات إن لم تكن مئات الوثائق أطلعت على عدد منها ورأيت بعض ما عندي مؤرخًا في عام 1313 هـ أي أنه عاش بعدها نحوًا من ستين سنة وليست أولى الوثائق التي كتبها.
وهذه نماذج من خط عبد الرحمن بن محمد الحميضي القديم:
وكتابة عبد الرحمن بن محمد الحميضي كثيرة مذكور بعضها في تضاعيف هذا المعجم.
ومن الحماضَى - بفتح الضاد - على جمع حميضي.
الأستاذ خالد بن محمد بن رشيد الحميضي من هذه الأسرة الكريمة الذي أفضل بكتابة نبذة عن أسرته أرسلها إليَّ ونقلت بعضها هنا.
ومن ذلك قصة رحلة رشيد بن عبد الرحمن بن محمد الحميضي مع العقيلات إلى مصر والشام وقد لخصتها مما ذكر أنه نشر في جريدة الجزيرة.
فذكر الأخ خالد أن رشيد بن عبد الرحمن بن محمد الحميضي ولد في عام 1333 هـ في بريدة وأنه درس القرآن الكريم على يد صالح الصقعبي عام 1343 هـ.
إلى أن قال رشيد الحميضي عن قصة سفره مع العقيلات ما يلي:
يقول الشيخ: بعدما انتهيت من الدراسة واستأذنت والذي بالسفر مع العقيلات كانت للعقيلات سمعة طيبة وهم تجار كبار يقودون حملات تجارية لا يستهان بها، ونظرًا لقلة ما باليد عملت ملحاقًا، والملحاق مهمته أن يجعل الإبل منتظمة بسيرها لا يتخلف منها شيء لكيلا تضيع وكان أجري ثلاثة جنيهات، وكنت أجمع ما أحصل عليه محاولًا تكوين رأس مال أتاجر به.
وأول رحلة قمت بها كان عمري 17 سنة، وكان أمير الحملة حمد الحميدة آل أبو عليان، وكانت هذه الرحلة سنة 1349 هـ، وكان طريقنا إلى فلسطين ومررنا بموارد عدة منها زرود وعذفا.
وصلنا فلسطين وبعنا الإبل واشترينا غيرها من رجال ينتمون إلى قبيلة بني صخر عددها سبعون كنت سأحظى بأجر آخر إذا سرت معهم لبيعها بعمان ولكنهم باعوها على عبد العزيز العبيلان، ووجدت هناك رجالًا من أهل بريدة
منهم محمد المهيلب وشجعوني للسفر إلى مصر فاضطررت أن أخذ من إبراهيم الجربوع بعض الإبل على رقابها وهذه أول محاولة لي للتجارة.
كان رجال العقيلات يضرب بهم المثل الأعلى في أمانتهم، فالواحد منهم يفضل الموت على أن يقال له خائن أو كذاب، فقد كنا نشتري من بعضنا من دون أن نكتب أي ورقة ولا نحاول الحصول على رهن وأنا كنت أخذها من أهلها واتفق معهم أن أدفع بعد البيع، وعندما أبيع الإبل أعطي الناس حقوقهم وأكتفي برأس المال وهكذا.
وسرت من غزة إلى مصر على الأقدام والمسافة ثمانية أيام وكان معي بعض الإبل اتفقت أنا وصاحبها أن أرصلها إلى مصر وكان إيجاري اليومي ثلاثة جنيهات.
وصلت مصر وغشيت بأسواقها المشهورة، مثل بلبيس وشبين الكوم وإمبابة، وحضرت سباقات الخيل في المطرية، فقد كان بها اسطبلات لأهل نجد فهم يحبون الخيول الأصايل ويقتنونها ويحرصون أن يتفقدوا الخيول المجلوبة إلى مصر لشراء الأصيل منها.
كان يوجد مع أهل الخيل علي السلطان والشيخ محمد بن علي التميمي والشيخ صالح الحليسي، وله سمعة طيبة، وهو يعتبر من كبار التجار وأخوه علي الذي كان يجلب له الإبل من بريدة.
أقمنا في مصر سبعة أيام ثم خرجنا منها ونحن سبعة أشخاص كانت مسافة العودة أربعة أيام لعدم وجود الإبل معنا لأنها تعيق سيرنا وصلنا غزة في فلسطين وأقمنا يومين ثم سافرنا إلى عمان وكانت المسافة من غزة إلي عمان ثلاثة أيام كنا نسلك الطريق القروي لأنها آمنة، وقد وجدنا من أهل القرى الاحترام والتقدير فقد كانوا يقدمون لنا الطعام والماء برحابة صدر.