الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صار يسير بدون نعلين، فتنهدت وارتاعت، فقال لها ابنها لم يا أمي؟ فقالت: يخلف الله عليك يا بني إبلك الثمان، وكان يملك ثمانا من الإبل، يسني عليها، فماتت كلها دون سبب معروف، وهي قوية صحيحة.
ونساء متميزات معاصرات:
وليس تميز النساء من أسرة الحميد مقتصرًا على المتقدمات، بل كذلك المتأخرات في الزمن ومنهن الدكتورة فاطمة بنت عبد الرحمن بن مبارك الحمد الحميد إذ نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر في يوم 30/ 1 / 1418 هـ الموافق 6/ 6 / 1997 م تهنئة لها شغلت حيزا كبيرا من الصفحة ونصها:
تهنئة:
تتقدم شركة عبد الرحمن وحمد مبارك الحميد وجميع منسوبيها إلى الابنة (فاطمة عبد الرحمن مبارك الحميد) بمناسبة حصولها على درجة الدكتوراه في العلوم: قسم علوم الحيوان، تخصص أنسجة وخلية من كلية التربية بالرياض، علمًا بأنها أول طالبة من كلية التربية بالقصيم - الأقسام العلمية، تحصل على درجة الدكتوراه متمنين لها مزيدًا من التوفيق والنجاح.
عود إلى شخصيات الحميد:
ومنهم - أي من الحميد - الديك عبد الكريم بن صالح الحميد، الملقب جده بالديك، ولد في بريدة عام 1357 هـ على وجه التقريب.
ونشأ نشأة ترف لأن والده كان ميسور الحال، مغدقًا عليه بالنفقة غير أنه ترك ذلك وتزهد، وصاحب الشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن، بل لازمه وناسبته طريقة الشيخ فهد في أطراح ما هو عصري وما هو كمالي مستحدث في الحياة.
ذلك إلى أن حدث بينهما شيء ليس خطيرا، ولكن تلك عادة الشيخ فهد بن
عبيد مع ملازميه الا يغضي على القذى مع تلاميذه.
والقذى لا يكون الأمر من أمور الدنيا ولكنه يكون الأمر من الأمور المتعلقة بما هو عليه وتلامذته، كان يحس بتساهل من تلميذه في أمور الدين أو مخالفة له في شيء، كان مقررًا عندهم، أو الركون إلى شيء من الدنيا كانوا يكرهون الركون إليه.
وقد أوغل عبد الكريم بن فهد الحميد في الزهد والبعد عن الدنيا حتى اختلف مع زوجته في اللباس الذي تلبسه النساء في الوقت الحاضر، وطلب منها أن تلبس اللباس القديم، ثم وصل به الاختلاف معها في هذا الأمر أن أحرق بعض ملابسها العصرية فغضبت من ذلك ونفرت منه.
وقد نصب له خيمة في (شعيب العود) وجعل عنده غنيمات يرعاها ويشرب من ألبانها ويأتدم بزبدها وقيل لي إنه بقي على ذلك أربع سنين لا يتعدى ذلك المكان، إلَّا أن بعض أصدقائه من طلبة العلم والمحبين له كانوا يأتون له يوم الجمعة فيحملونه بسياراتهم لأداء الصلاة، ثم ترك الخيمة، وبني له بيتا في الخبيبية (غرب بريدة) من الطين قريب السقف، يكاد الواقف يلمس سقفه، وتزوج وعاش عيشة الزهد بالجديد من أمر الدنيا، والبعد عن ملذاتها، وصار يعيش العيش الذي يريده في هذا الأمر وحده، إلا أنه بني بقرب بيته مسجدًا يصلي فيه ومن حضر إليه.
فهناك عدد من الناس يحبونه ويعتقدون في صلاحه فيصلون معه، ولكن ذلك لا يتعدى ما ذكر، فهو سلفي متشدد في أمور العقيدة، لا يتساهل في ذلك ولا يسمح لأحد أن يتساهل فيها.
وله طبيعة خاصة منها ما ذكروه من أنه لا يسارع إلى المصافحة ولا يسمح لأحد أن يقول له: يا شيخ، وإنما يحب أن يقال له: يا فلان، أي يا عبد الكريم.
وينفر من كل ما يتعلق ظاهره بمخالفة النصوص كالتصوير الفوتغرافي أو الضوئي الذي نعتقد وأمثالنا أنه لا بأس به ولا مانع منه لأنه ليس بالتصوير المنهي عنه، لأنه يعكس الصورة الحقيقية للجسم أو الشكل المصور، ولا يوجد صورة أخرى، والذي ورد في الحديث:(أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون الذي يضاهون خلق الله).
وليس في التصوير الفوتغرافي أو الضوئي أية مضاهاة لخلق الله، بل هو إمساك ما ينعكس على عدسة المصورة من خلق الله.
والحديث الآخر في النهي عن التصوير (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة) والتصوير الضوئي الشائع هذا ليس خلقا لشيء غير ما خلقه الله، وإنما انعكاس ما خلقه الله على عدسة المصورة وهي كالمرآة الصغيرة فيها، مثلما ينعكس ذلك على وجه المرأة، وصفحة الماء الراكد، ولا يقول قائل: إن رؤية الشخص لصورته أو شكله ممنوع شرعًا وهو هو التصوير الضوئي غير أن الآلة تمسك بذلك فلا يذهب إذا ذهب الإنسان من مقابلته.
ذكر لي ابن أخي الأستاذ الشاعر صالح بن عبد الكريم العبودي أن عبد الكريم الحميد سأله عني عندما تحدث معه، وقال: فلان - يقصدني - كان مديرنا في المعهد العلمي عندما كنت أدرس فيه، ولكن أهل الجرائد لم يتركوه فنشروا صورته فيها كما بلغني - حسبي الله عليهم.
لقد كان عبد الكريم الحميد هذا يشغل وقته في وحدته وفراغه للعبادة وللمطالعة، وقد كتب عدة كتب ورسائل، رأيت منها كتابًا مطبوعًا بعنوان (بين زخارف الأقوال، وعبودية ذي الجلال) طبع عام 1420 هـ - 1999 م في 236 صفحة.
نقد فيه طائفة من الشعراء على رأسهم المتنبي، وفي آخرهم الشابِّي وبيَّن ما في أشعارهم مما يخالف الشرع، كما نقد مجموعة من الكتب والمراجع الأدبية مثل (معجم