المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحْصَيْنِي: على لفظ تصغير الحصني الذي هو الثعلب في لغتهم العامية، - معجم أسر بريدة - جـ ٤

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌(باب الحاء)

- ‌الحامِد:

- ‌الحامد:

- ‌تزويج البنت:

- ‌ترجمة الدكتور عبد الله الحامد:

- ‌الحْبَلْيَنْ:

- ‌الحبيب:

- ‌الحبيب:

- ‌‌‌الحْبَيِّب:

- ‌الحْبَيِّب:

- ‌‌‌الحبيتر:

- ‌الحبيتر:

- ‌الحجاج:

- ‌الحجيلان:

- ‌وقف لقوت بنت حجيلان:

- ‌الحجيلان:

- ‌الحجيلان:

- ‌وصية حجيلان العمير:

- ‌الحجيلاني:

- ‌الحجيلاني:

- ‌الحَجِّي:

- ‌ الحجي

- ‌الحْدَيب:

- ‌الحديثي:

- ‌ الحديثي

- ‌إبراهيم بن صالح بن محمد الحديثي (أبو صالح):

- ‌الحْذِنِّي:

- ‌الحربي:

- ‌الحر:

- ‌الحْرَيِّص:

- ‌وثائق للحريِّص:

- ‌الحريول:

- ‌الحَزاب:

- ‌الحْزَاب:

- ‌الحِزِّه:

- ‌الحْزَيمي:

- ‌الحْسَاوي:

- ‌‌‌الحَسَنَ:

- ‌الحَسَنَ:

- ‌كرامة ثانية:

- ‌من مناقب الصالحين وكرامات الله:

- ‌الحَسَنَ:

- ‌‌‌الحَسَن:

- ‌الحَسَن:

- ‌الحَسَن:

- ‌الحَسْن:

- ‌الحسن:

- ‌الحْسِني:

- ‌فهد بن عبد الله بن عبد الكريم الحسني (أبو محمد):

- ‌العجوز التي طردت الفقر:

- ‌الحَسُّون:

- ‌وثيقة قديمة متطابقة في الاسم:

- ‌وثائق فيها ذكر الحسون:

- ‌الحَسُّون:

- ‌‌‌الحْسَيَّان:

- ‌الحْسَيَّان:

- ‌الحسيكا:

- ‌(مسجد صالح الحسيكا

- ‌الأئمة:

- ‌الحْسَيْن:

- ‌نماذج من خط الشيخ عبد الله بن حسين الصالح:

- ‌عودة إلى كتابات الشيخ عبد الله الحسين الصالح:

- ‌معرفتي بالشيخ محمد بن عبد الله الحسين:

- ‌توليه القضاء في بريدة:

- ‌عبد الله بن الشيخ محمد الحسين:

- ‌ الحسين

- ‌أيام في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون:

- ‌الحسين:

- ‌الحسين:

- ‌الحسين:

- ‌الحْسَيْنَان:

- ‌الحسيني:

- ‌الحْصَان:

- ‌وثائق أسرة الحصان:

- ‌الحْصَان:

- ‌الحْصَيْص:

- ‌الحْصَيِّن:

- ‌وثائق لأسرة الحصين:

- ‌وصية عبد الله بن محمد الحصين:

- ‌عود إلى الحديث عن الأستاذ علي الحصين:

- ‌صديقي الشيخ علي بن عبد الله الحصيِّن:

- ‌بعد وفاة علي الحصيِّن:

- ‌رثاء الأستاذ علي الحصين:

- ‌رسائل أدبية متبادلة:

- ‌(بشرى بعد إخفاق)

- ‌بشرى أخرى سارة:

- ‌حركة شيخنا وسياسته:

- ‌أعمال المملكة نحو فلسطين بمناسبة الحوادث الأخيرة:

- ‌اجتماعيات:

- ‌إشاعات وأكاذيب ملفقة:

- ‌رسالة الأستاذ علي الحصين إلى المؤلف:

- ‌حوادث محلية:

- ‌رسالة أخرى من الأستاذ الحصين:

- ‌ الحصين

- ‌‌‌الحْصَيِّن:

- ‌الحْصَيِّن:

- ‌الحْصَيْنِي:

- ‌نماذج من مداينات الحصيني:

- ‌مرقب الحصيني:

- ‌وصية سند الحصيني:

- ‌وصية إبراهيم بن عبد الله بن سند (الحصيني):

- ‌شعراء من أسرة الحصيني:

- ‌الحْفَيْتِي:

- ‌أولاد وزوجة صالح الحفيتي:

- ‌الحْفَيْر:

- ‌تعليق:

- ‌وثائق للحفير:

- ‌الحِلوة:

- ‌شعر وعقد ورود:

- ‌أملاك الحلوة:

- ‌الحْلَيْسِي:

- ‌تطور السعودية والعقيلات:

- ‌الحْلَيْل:

- ‌الحَمَّاد:

- ‌الحَمَّاد:

- ‌الحمَّاد:

- ‌نسب الأسرة:

- ‌الشيخ صالح بن محمد الحماد إلى رحمة الله:

- ‌وثائق للحماد أهل العريمضي:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌الحَمَادَي:

- ‌الحمادى:

- ‌‌‌الحَمَدْ:

- ‌الحَمَدْ:

- ‌الحَمْدَان:

- ‌الحمدان:

- ‌الحْمِده:

- ‌الحِمْدِي:

- ‌ الحمدي)

- ‌الحَمَرَ:

- ‌الحمزة:

- ‌الحِمْلي:

- ‌الحمود:

- ‌الحمود:

- ‌الحُمود:

- ‌‌‌الحْمُودي:

- ‌الحْمُودي:

- ‌الحَمُّودي:

- ‌الحَمْوه:

- ‌الحْمَيْد:

- ‌الحْمَيْد:

- ‌الحُمَيْد:

- ‌مبارك الحمد الحميد:

- ‌آل راشد الحميد:

- ‌وثائق للحميد:

- ‌نساء متميزات .. من أسرة الحميد

- ‌ونساء متميزات معاصرات:

- ‌عود إلى شخصيات الحميد:

- ‌حول العرب الخضيريين والعرب القبيليين:

- ‌أهل الخير من الزمان ماتوا:

- ‌النهي عن الإسراف في استعمال الماء:

- ‌الحوار بين النصارى والمسلمين:

- ‌اعتقال الشيخ عبد الكريم الحميد:

- ‌عبد الكريم الحميد ومنصور النقيدان:

- ‌الرد على منصور النقيدان:

- ‌من مؤلفات الشيخ عبد الكريم الحميد:

- ‌اعتقال عبد الكريم الحميد:

- ‌ترجمة الشيخ الزاهد عبد الكريم بن صالح الحميد - حفظه الله:

- ‌الحْمَيد:

- ‌فكر الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد من إحدى رسائله:

- ‌حسن الإفادة إلى طريق السعادة:

- ‌مزايا الأمر بالمعروف:

- ‌خطر ترك الأمر بالمعروف:

- ‌المعاصي وأثرها في حياة الأفراد والأمم:

- ‌العلم والمعرفة سبيل الخير:

- ‌الأفعال المنافية للتوحيد صحة وكمالًا:

- ‌الصلاة والمحافظة عليها:

- ‌حكم ترك الصلاة:

- ‌الراديو وحكم سماعه:

- ‌التصوير وحكمه:

- ‌حرمة الصور بأنواعها:

- ‌العدوان على اللحية بالحلق:

- ‌بلية الزمان:

- ‌إطال الثياب، التقصير أتقى للرب وأنقى للثوب:

- ‌الداء الدوي في خروج النساء متبرجات:

- ‌نظام سليم لحياة المرأة يتجلى في الحجاب:

- ‌فائدة الحجاب:

- ‌منكرات متداولة:

- ‌التربية الصحيحة للأسرة:

- ‌رسالة من الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد إلى المؤلف:

- ‌دعوات من القلب:

- ‌الحميدان:

- ‌وثائق الحميدان:

- ‌ الحميدان

- ‌(الحميدان)

- ‌الحميدان

- ‌أسرة الحميدان في خب البريدي:

- ‌الحْمَيْده:

- ‌رسالة عن علي الحميدة:

- ‌قتل الأستاذ عبد الله بن عبد العزيز الحميدة:

- ‌قصائد أخرى لعلي بن محمد الحميدة:

- ‌وصية هيا بنت علي الحميدة:

- ‌الحْمَيْدي:

- ‌الحميدي:

- ‌الحميدي:

- ‌الحميدي:

- ‌ الحميدي

- ‌الحْمَيْضي:

- ‌سوق عمان:

- ‌ظاهرة كونية:

- ‌آخر المطاف:

- ‌ الحميضي

- ‌الحميضان:

- ‌الحنايا:

- ‌وثائق للحنايا:

- ‌وصية موضي بنت عبد الله الحنايا:

- ‌الحِنْدُود:

- ‌الحْنَيْشِل:

- ‌الحْنَيْني:

- ‌خط أحمد الحنيني:

- ‌أحمد بن عبد الله المسعود:

- ‌الحَوَّاس:

- ‌الحُودِي:

- ‌الحَوْشان:

- ‌الحَوْشان:

- ‌‌‌الحوشاني:

- ‌الحوشاني:

- ‌الحَوطِي:

- ‌الحوطي:

- ‌الحويل:

- ‌الحوَيمان:

- ‌الحَيْزاني:

الفصل: ‌ ‌الحْصَيْنِي: على لفظ تصغير الحصني الذي هو الثعلب في لغتهم العامية،

‌الحْصَيْنِي:

على لفظ تصغير الحصني الذي هو الثعلب في لغتهم العامية، أخذًا من كنيته الفصيحة (أبو الحصين) التي لا تزال مستعملة في العامية.

أسرة كبيرة من أهل الشقة السفلى، بل هم كانوا أمراءها منذ أكثر من نصف قرن، واستمروا كذلك إلى العقد الأول من القرن الخامس عشر.

ومنهم سند بن إبراهيم الحصيني كان ثريًا عاقلًا كريمًا، توفي عام 1347 هـ أقر له أهل الشقة السفلى بالإمارة، رغم شدتهم وصعوبة السيطرة عليهم لما يتمتع به من ثراء وعقل، بل وبر وإحسان.

وقد حدثني أحدهم أنهم أحصوا من أسرة الحصيني أكثر من ثلثمائة رجل، ولكن أكثرهم يعيشون خارج الشقة.

كان سند بن إبراهيم الحصيني تولى إمارة الشقة السفلى، ورزق من المال والولد كثيرًا، وكان مع ذلك طيب نفس، مكرمًا للقريب والبعيد والضيف لذلك أحبه الناس، وصارت له يد عند الحكام.

وكان يداين الفلاحين من أهل الشقة والخبوب، وحتى من أهل بريدة، فلا يضيق عليهم في طلب الوفاء، وهذا هو السبب الذي جعل المستدين يأتي إليه من مسافة بعيدة، وهو سند بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد الحصيني.

وكان أمراء بريدة يقرون (سند الحصني) على إمارة الشقة السفلى لوجاهته وكرمه لمن يقصده من الضيفان، وقد مكنه من ذلك أنه كان ذا ثروة، وكان يداين حتى الأعراب كان يتعامل معهم، وكانت معاملته كريمة.

وقد بقي أميرًا للشقة حتى وفاته، فتولى الإمارة بعده ابنه إبراهيم ثم عبد العزيز ابن ابنه، ولكن أهل الشقة السفلى كان بعضهم استغنى وبعضهم تعلم، فلم يقبلوا أن تستمر الإمارة في ذرية سند الحصيني ورفعوا أمرهم إلى

ص: 326

الحكومة، فأمرت أن ينظر في عدد الذين يرغبون في ذلك وعدد الذين يرغبون في الإبقاء عليها.

فحشد الحصنان - (أسرة الحصيني ومن شايعهم) 370 رجلًا يحبذون بقاء الإمارة فيهم أرسلوا إليهم في الرياض والظهران إضافة إلى الذين منهم في القصيم.

وقد كثرت ذرية سند الحصيني لأنه كثير الزوجات، بسبب ثرائه، إذ كان يفعل مثل معظم الأثرياء في نجد، ولا يزال بعض أهل القصيم من الأثرياء على شيء من ذلك حتى الآن أي من كثرة التزوج وبالتالي كثرة الأولاد.

فقد خلف سند الحصيني أحد عشر ابنًا ذكرًا:

لم يبق منهم على قيد الحياة عند تبييض هذا الكتاب في عام 1427 هـ إلَّا اثنان هما عبد الرحمن ومهنا.

وقد توفي سند الحصيني عام 1347 هـ فيكون كل واحد منهما قد جاوز عمره الآن ثمانين سنة.

وقد سألت عددًا من كبار أهل الشقة وعقلائهم عن السبب في طول مكث (سند الحصيني) في إمارة الشقة، وعدم مخالفة أهلها له، أو الانشقاق عليه، فذكروا أن ذلك لكونه يداين بعضهم ولا يضيق عليهم في اقتضاء دينه منهم، بل يساعد محتاجهم ويدافع عنه، ولمكانته عند حكام بريدة وغيرهم.

وكان يضيف من يمر بالشقة من المسافرين الذاهبين إلى بريدة أو المغادرين لها ذاهبين إلى الشمال فيتحمل من ذلك مالا يستطيع غيره أن يتحمله في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، بل الحرجة للناس في تلك الأزمان.

وقد تعدى ذكر (سند الحصيني) أمير الشقة السفلى الأخبار الشفهية إلى الكتب المطبوعة فذكره الشيخ إبراهيم العبيد في تاريخه، كما ذكره بعده الأستاذ

ص: 327

ناصر بن سليمان العمري في كتابه (ملامح عربية).

قال الشيخ إبراهيم العبيد وهو يتكلم على ما جرى للملك عبد العزيز آل سعود في عام 1326 هـ:

وما تمت الليلة المشؤمة وأسفر الفجر إلَّا بالملك عبد العزيز ركب فرسه وعاد إلى الشقة لييبس ثيابه وينظفها لأنها مثقلة بالماء والوحل، ولما أن وصل إلى تلك القرية رأى أن يذهب إلى بيت الأمير فيها سند الحصيني، ولما قصده ونزل عليه خلع ثيابه وناولها الأمير سندا لينشفها، فقام الأمير بالخدمة وأكرم الخيل بالشعير والبرسيم، وكانت أراضي الشقة كلجة البحر، ورأى جدران بيوتها تنهار من شدة السيل والأمطار، فأم بيت الأمير وكان لا يزال يملك بيتًا فيه غرفة ذات سقف وفيها نار موقدة تتأجج فشكر الله على ذلك، ثم تصلّي وأيبس ثيابه وأزال منها الأوحال، وركب يقصد بريدة.

وقال لي أحد أفراد أسرة (الحصيني) أن الشيخ إبراهيم العبيد رحمه الله لم يذكر تفاصيل القصة، ومنها أن الملك عبد العزيز كان ومعه مرافقان على غاية الحاجة إلى منزل يقيهم المطر والبرد الذي كان قد تواصل، ووصل أثره إلى كل مكان، وإنه لم يجد حوله إلَّا بيتا من الشعر لأعراب كانوا قريبًا من الشقة، فلما وصل البيت نادي أهله من الخارج والمطر والبرد والريح الرطبة على أشدها نادي أهله، فأجابوا في الليل المظلم: من المنادي؟ فقال: ضيوف فسألوه، كم أنتم؟

فقال: ثلاثة.

فقالوا ليس لدينا مكان إلَّا لواحد، فليدخل: وكان بين الأعراب هذا مليئًا بالأطفال والرجال والمعزى لأنها لا تصبر على البرد، وليس فيه موضع قدم خال، فضلًا عن مكان للنوم.

فقضى الملك عبد العزيز معظم ليلته جالسًا أو واقفًا.

ص: 328

ولم يكن يستطيع أن يذهب في المطر لأن معالم الطريق كلها قد اختفت في المطر وظلام السحب.

وعند بزوغ الفجر سألهم عن اتجاه بيت الأمير سند الحصيني ولما وصله وجد ما كان يصبو إليه من يكون في مثل حالته تلك من نار كبيرة تتأجج ودلال مليئة بالقهوة.

قالوا فأسرع الحصيني يأخذ ثيابه وثياب مرافقيه لأهله فغسلوا ما علق بها من الطين ونشفوها على النار ثم كان الطعام الحار.

قالوا: وقد أفضى الملك عبد العزيز لسند الحصيني بأشياء ربما لا تقال الأمثاله في الأحوال الطبيعية.

من ذلك أن (سند الحصيني) قال: يا طويل العمر حنا في مكاننا هذا من الشقة على طريق الذاهب لبريدة والآيب منها، ولذلك يشق علينا أن نقاتل أحدًا لأن مكاننا مكشوف، فقال الملك عبد العزيز: الذي تبغون تقاتلونه إذا قاتلكم قاتلوه وإلا فاستعملوا السياسة، وكانت الإشارة كلها لابن رشيد وأعوانه من أهل حائل.

أما الواقعة الثانية فكانت في عام 1340 هـ بعد فتح حائل ذكرها الأستاذ ناصر العمري بقوله:

عندما عاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من حائل عام 1340 هـ بعد فتحها مر بطريقه إلى بريدة باهل قصيباء فأكرمه ومن معه أميرها، ثم انتقل منها إلى الشقة السفلى، فأكرمه أميرها (سند الحصيني) وهو رجل يعمل في التجارة بالإضافة إلى عمله أميرًا للشقة السفلى، والإكرام يتمثل في مائدة عشاء له ولمن معه، وبعد تناول الملك عبد العزيز ومن معه طعام العشاء قبل المغرب لاحظ الملك وجود فقراء في طريقه وكان في حوزته كيس فيه أربعمائة روبية هندية فأمر بإحضاره وتناوله بيده وسلمه لسند الحصيني وقال له: هذا لهؤلاء الفقراء وزعه عليهم الرجال والنساء، أما أنت فالحق بي في

ص: 329

بريدة، غدا إن شاء الله، وواصل الملك عبد العزيز سيره إلى بريدة وأقام بها مدة ثم واصل سيره على الإبل والخيل إلى الرياض عاصمة مملكته (1).

وقال لي أحد أبناء سند الحصيني: إن الملك عبد العزيز آل سعود عندما كان في القوارة قادمًا من حائل إلى بريدة أرسل إلى سند الحصني أحد رجاله قائلًا له: إننا نبي نجي باكر نتعشى عنده، فسأل سند الحصيني رجل الملك عبد العزيز عن عدد الذين مع الملك فلم يعرفه الرجل.

فسأله سند الحصيني عن عدد ركابهم فذكر أنها مائة وخمسون بعيرًا مردف، أي كل بعير عليه رجلان، فعرف أن عددهم ثلثمائة.

فأعد ناقة وعشرين خروفًا، وما يلزم لذلك من الجريش والقرصان والمرق الحار.

وأعد شيئًا مهما هو العلف لركابهم.

قالوا: فكانت مائدة لا يقوى على إقامة مثلها إلَّا من كان مثله ثريًا مستعدًا لمثل هذه الظروف.

وقد حدثني أحد كبار السن من الذين كانوا يرافقون الملك عبد العزيز في يوم مأدبة الحصيني، واسمه حسن من آل الشيخ: أن الملك عبد العزيز قال له: والله يا حسن، إني ما شفت ألذ وأمرأ من طعام ها المسلم - يقصد الأمير سند الحصيني.

أقول أنا كاتب هذه الأحرف: إنني أدركت الناس من الأعراب ومن بعض الحضر يذكرون كرم سند الحصيني، في إضافة الأضياف واستعداده لذلك.

جاء ذكر عراقة أسرة الحصيني في إمارة الشقة السفلى في كلام لوزير الداخلية في معرض قرار أصدره بإحالة إبراهيم بن سند الحصيني على التقاعد بناء على طلبه إحالته من إمارة الشقة السفلى إلى التقاعد، لكبر سنه وتعيين ابنه

(1) ملامح عربية، ص 141.

ص: 330

عبد العزيز بن إبراهيم السند الحصيني في مكانه أميرًا على الشقة السفلى، وبناء على تأييد أمير القصيم.

وجاء في تعليق قرار وزير الداخلية بأن ذلك كان لكفائة عبد العزيز المذكور ومقدرته، ولكون إمارة الشقة السفلى في (الحصنان) منذ القدم.

والحصنان جمع الحصيني، والمراد أسرة الحصيني هذه وتاريخ القرار المذكور في 3/ 6 / 1386 هـ.

ص: 331

قدمت أن عددًا من أهل الشقة السفلى قد قاموا ضد استمرار الإمارة في ذرية سند الحصيني قائلًا: إن لهم وغيرهم حقًّا فيها وأنها لا ينبغي أن تبقى يتوارثها ذرية الحصيني.

ص: 332

وقد أبرقوا بذلك إلى الملك فيصل وإلى وزير الداخلية الأمير فهد بن عبد العزيز (الملك فهد بن عبد العزيز بعد ذلك) فأمر الملك فيصل بأن ترسل إليهم لجنة رسمية تأخذ آراءهم، وما تراه الأكثرية يعمل به، وذلك أن طائفة من (آل الحصيني) ومن شايعهم أبرقوا بضد ما كتب أولئك.

فوصلت اللجنة المذكورة إلى الشقة وأجرت الاستفتاء فاتضح منه حسب كتاب أرسله أمير منطقة القصيم إلى وزير الداخلية بأنه تبين من نتيجة الاستفتاء أن المؤيدين لإمارة عبد العزيز الحصيني عددهم 41 شخصًا، وأن الذين يعارضون استمرار آل الحصيني في الإمارة، وقد رشحوا عبد الله الفراج لإمارة الشقة عددهم أربعة وأربعون، فهم أكثر من عدد المؤيدين لإمارة الحصيني على الشقة باثنين.

غير أن اللجنة ذكرت أنها علمت أن أغلب النازحين من أهل الشقة يؤيدون إمارة عبد العزيز الحصيني إضافة إلى أن الحصنان - جمع الحصيني - هم أمراء الشقة من قديم، ولهم مكانة مرموقة كانوا يصرفون على واجبات الإمارة من جيوبهم الخاصة فلا داعي لنقل الإمارة منهم إلى شخص آخر، وقد بقي الحصيني نتيجة لذلك في الإمارة فترة.

ص: 333

وكان بيت (سند الحصيني) في الشقة يسمى (قصر الحصيني) كما في هذه الأبيات من هجاء بدوي لشخص كان يقيم في عيون الجواء، قال:

يا نديبي على عيدهيّ سمين

رَبَّع الحزم والروض وأرض الحفَر

إرْكبه خل قصر الحصيني يمين

وانحر الديره اللي بها لي مقر

لي لفيت العيون قل لهم لا تهون

عندكم واحد، ما لعيره ثِفَرْ

وهذه الأبيات تحتاج إلى شرح فالعيدهي هو الجمل القوي من الإبل العيدية المشهورة، ورَبَّع الحزم، أي قضى فيه فصل الربيع، وكذلك الروض وأرض الحفر الذي هو حفر الباطن، وهي مراتع جيدة للإبل معروفة بذلك.

و(قصر الحصيني) يريد قصره في الشقة السفلى: يقول خله على جهة

ص: 335