الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جزاهُ ربي عنْ الأعمالُ مغفرةً
…
بجنةِ قدْ عَلتْ مَلبُوسها الذَهبُ
لسابع العشر من بعدِ المئين مضتْ
…
لاربع بعد الفٍ شَهْرُها رَحَبُ
بسابع العشر من يوم الخميس جرى
…
حَرر لفقدَانِه والأمرُ يُحْتَسبُ
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ
…
نبينا المُجْتَبى ما الغيثُ ينسكبُ
واله والصحاب التابعين لهُ
…
والتابعينَ لهم ما امتدتْ الحُقبُ
نظمها:
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليحيى
فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية.
ومن
الحسين
هؤلاء: الدكتور محمد بن عبد الله بن الشيخ القاضي محمد الحسين يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.
الحسين:
من أهل بريدة.
أسرة أخرى متوسطة العدد جاءت من الزلفي وهم من آل مسعود أهل الزلفي وكان يقال لهم قبل ذلك الفارس، أي: آل فارس أحد أجدادهم الأبعدين.
والحسين أهل بريدة اشتهروا بكثرة من كانوا منهم يسمون بأسماء تصلح أن تكون أسماء أسر مميزة مثل موسى ويوسف وعقلا ويعقوب.
وهم من آل مسعود أهل الزلفي كما قلت يقولون: إن والد مسعود هذا قدم إلى الزلفي منذ ثلاثمائة سنة وإن اسمه (فارس) يقال إنه كان عليه جناية فاختفى في الزلفي ولا يعلم إلى أي قبيلة ينتمي، وإنما استقر في الزلفي، وبعد ذلك أنجب ابنه (مسعود) وهذا أصبح من أهالي الزلفي وهو الذي تنسب إليه الأسرة، ثم أنجب مسعود ثلاثة أبناء هم علي وحسين (جد أهل بريدة) وحمود، وأولاد علي وحمود موجودون الآن في الزلفي.
أما حسين فإنه بعدما تزوج وولد له أولاد انتقل إلى بريدة واستقر فيها هو وأغلب أولاده ثم تناسلوا وتكاثروا فيها.
وقد اشتهر آل حسين هؤلاء بالتدين حتى إن أحد أجدادهم أصر على أن يسمي أبناؤه أبناءهم بأسماء الأنبياء فكان منهم (موسى) وهارون ويوسف وطلب من هارون أن يسمي أحد أبنائه يعقوب فسماه بالفعل (يعقوب) وهو معروف بل مشهور عرفته فيمن يعرفه، ولكن العامة كانت تسميه (اعقوب) جريًا على عادتهم في تحريف النطق باسم يعقوب إلى (اعقوب).
وقد جر هذا نكتة قالها بعض الظرفاء ليوسف الحسين والد يعقوب فقال: أنت جاك ولد وسميته (اعقوب)؟ فقال يوسف: نعم.
فقال: أجل إلى جاتك بنت تسميها (اعقوبة)؟ ! ! !
ويوسف هذا، وبعضهم كان يصغره وهو صغير فيسميه:(اوويسف) له أخبار وطرائف كثيرة مثل ابنه يعقوب.
وقد مات يعقوب بن يوسف الحسين في حادث سيارة برفقة علي بن عثمان الحسن في الطريق بين المدينة المنورة وجدة عام 1392 هـ.
كان منهم موسى بن عبد العزيز الحسين وهو والد الشيخ عقلا الحسين الآتي ذكره، وكان الناس يصغرون اسمه وهو صغير بلفظ (مويس): تصغير موسى، وذلك للتمييز بينه وبين أناس آخرين ممن يسمون بالموسى، وكان موسى من أوائل من كانوا يذهبون إلى المدينة المنورة من بريدة، يستزيدون من المال أو طلب المعيشة.
فكان يتردد على المدينة المنورة والسفر إلى المدينة في ذلك الحين يحتاج إلى مدة طويلة، لأنه يكون على الإبل، والرجوع لا يتيسر عادة لكل من أراد في الوقت الذي يريده.
وقد أدركت موسى هذا شيخًا كبيرًا كان يصلي معنا في مسجد عبد الرحمن بن شريدة الواقع شمال الجامع الكبير وقت أن كان إمامه الشيخ صالح بن كريديس ثم صار ابنه (عقلا) إمامًا فيه.
ورد ذكر موسى هذا في وثيقة إيجار بينه وبين عبد الله الهزاع مؤرخة في 23 من ذي القعدة عام 1313 هـ بخط عبد الرحمن بن محمد الحميضي والشاهد فيها هو (حمد بن عبد العزيز العقيل) وهو والد صديقنا عقيل بن حمد العقيل الذي سيأتي ذكره في حرف العين.
والإيجار هو أربعة ريالات ونصف لمدة سنة كاملة.
وذكرت الوثيقة أن مالك الدكان هو (محمد السليمان العمري) وهو جد الشيخ الشهير صالح بن سليمان العمري أول مدير التعليم في القصيم.
وكان موسى الحسين يذهب إلى المدينة المنورة وغيرها للتجارة فكان يستدين أحيانًا من الوجيه الثري المعروف إبراهيم بن علي الرشودي وأحيانًا كان الدين عليه وعلى أبنائه عقلاء وعبد العزيز وعبد المحسن لأنهم يقصدون منه المتاجرة.
وأحيانًا كان موسى الحسين يأخذ من إبراهيم الرشودي نقودًا على طريق المضاربة وهي أن يستثمر أحدهم مال آخر بجزء من ربح المال.
وهذه وثائق تدل على ذلك.
ومنهم الشيخ عقلا بن موسى الحسين من المشايخ الحافظين لكتاب الله استمر إمامًا لمسجد عبد الرحمن بن شريدة في بريدة مدة تزيد على أربعين سنة منذ أن توفي إمامه الشيخ صالح بن إبراهيم بن كريديس في عام 1359 هـ وكان عقلا من تلامذته، وكانت وفاة عقلا المذكور في عام 1401 هـ.
كان يختم القرآن في رمضان أكثر من مرتين كما هي عادة الأئمة القدماء من أهل نجد، وكل هذا عن ظهر قلب.
ترجم له الشيخ صالح بن سليمان العمري، فقال:
الشيخ عقلا الموسى آل حسين، ولد رحمه الله في بريدة عام 1320 هـ تقريبًا، وتعلم القراءة والكتابة، ثم بدأ يطلب العلم على العلماء فأخذ عن:
الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم.
الشيخ عمر بن محمد بن سليم.
الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي.
الشيخ صالح البراهيم بن كريديس.
أخذ عن هؤلاء جميعًا، وكان حافظًا للقرآن جيد القراءة، هادئ الطبع، لا يتدخل في أمور الناس بما لا يعنيه، وهو من الطبقة الثانية من تلامذة الشيخين عبد الله وعمر بن محمد بن سليم ومن الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وصالح البراهيم بن كريديس، وقد أمّ بعد شيخه الشيخ صالح بن كريديس قرابة أربعين سنة بمسجد عبد الرحمن بن شريدة ببريدة، وقد عرض عليه القضاء مرارًا فرفض تورعًا، وقد توفي رحمه الله يوم السبت الموافق 4/ 1/ 1402 هـ بعد مرض طويل، وصلى عليه الشيخ صالح الخريصي في مسجده وبعد وصوله إلى المقبرة حضر أناس فصلى عليه فيها عدة مرات من لم يدركه في المسجد رحمه الله (1).
وترجم له الدكتور عبد الله الرميان، فقال:
عقلاء بن موسى الحسين: تَوَلَّى إمامة هذا المسجد أي مسجد ابن شريدة
(1) علماء آل سليم وتلامذمتهم، ج 2، ص 397.
بعد وفاة شيخه صالح الكريديس سنة 1360 هـ (1)، واستمر فيه مُدَّة تصل إلى أربعين سنة، حيث استقال من الإمامة بعد أن أرهقته الشيخوخة سنة 1389 هـ فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1360 هـ - 1398 هـ).
ولد رحمه الله في بريدة سنة 1320 هـ وأخذ عن علماء بلده ولازم الشيخ صالح الكريديس، فحفظ القرآن عن ظهر قلب، ثم توجَّه لطلب العلم حتى أدرك، عُرض عليه القضاء مرارًا فرفض تورُّعا، لم يتولّ من الأعمال سوى إمامة المسجد، كان رحمه الله هادئ الطبع منصرفًا لطاعة ربِّه توفي رحمه الله في 4/ 1/ 1402 هـ بعد مرض ألزمه الفراش مدة طويلة (2).
وقد أدركت أخوي الشيخ عقلا وهما عبد العزيز بن موسى الحسين وعبد المحسن وهما من طلبة العلم، بل من المشايخ الذي عرفوا بمحبة طلب العلم، والالتزام بأحكام الدين، ولو كانا في مثل هذا الوقت لشغلا مركزين في أهل العلم.
ومنهم المهندس محمد بن عبد العزيز الموسى الحسين قصة حياته تدل على العبقرية، وفرط الطموح، فلم يدرس في مدرسة متوسطة، لأن أهله مثل كثير من الناس في القصيم لم يكونوا يرون أن أبناءهم يحتاجون إلى أكثر من تعلم القراءة والكتابة.
وعندما كبر وأدرك ذلك دخل المدرسة المتوسطة منتسبًا فنجح منها إلى الثانوية ثم انتسب في الثانوية حتى حصل على شهادتها بتفوق فابتعثته الحكومة الدراسة هندسة الطرق في الولايات المتحدة، وقد تخرج منها في عام 1387 هـ مهندسًا للطرق والجسور.
وقد انعكست دراسة المهندس محمد بن عبد العزيز الحسين هذا خيرًا على
(1) الصحيح: سنة 1359 هـ.
(2)
مساجد بريدة، ص 159.