الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله الذي جعل الدعوة إلى سبيله من أفضل القربات، وخير الأعمال، فقال سبحانه:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} . والصلاة والسلام على سيد الدعاة ومعلم الناس الخير الذي قال: ((يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة)) (1).
أما بعد:
فإن من أشد ما تحتاجه أمتنا اليوم والبشرية جمعاء إلى الإصلاح والسلام، وإنهما لا يحصلان إلا بالرجوع إلى دين الفطرة، ودين الحق، ودين الواقعية، ودين العدل والسلام، ودين الخير في الدنيا والآخرة
وإن الوسيلة التي شرعها الله عز وجل لرجوع الناس إلى دين الفطرة هي: الدعوة بشروطها وأركانها، وهي التي أُرسل لأجلها المرسلون، وكُلف بها الدعاة، لإحقاق الحق، ونشر العدل والرحمة بين العباد {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
(1) أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (2452)، والحاكم (100)، وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل (1/ 157)، والقضاعي في مسند الشهاب (1160).
وأخرجه الدارمي (15)، وابن أبي شيبة (31782)، وابن سعد في الطبقات (1/ 192)، عن أبي صالح مرسلاً، وأورده الشيخ الألباني في الصحيحة (490).
وإننا بأمس الحاجة إلى إعادة ترتيب أوراق الدعوة، وبيان شروطها، ومنهجيها وأسلوبها. وتربية الدعاة على ذلك.
وقد قُمتُ في هذا البحث، بشيء من ذلك، أداءً للواجب، وتذكيراً للدعاة ليزداد عطاؤهم، ويتحسن أداؤهم.
وقد حاولتُ جاهداً أن يُكتب بأسلوب سهل، وعبارات بسيطة، بعيداً عن التركيبات المعقدة، والتخريجات الكثيرة، والتعريفات اللغوية، والمصطلحات العلمية.
فالكتاب ليس بحثاً فقهياً، أو دراسة ترجيحية، لذلك لم أسهب في الاستدلال، ولم أستقص الأقوال في المسألة، ولم أتتبع اجتهادات العلماء، وبخاصة إذا كانت المسألة معروفة، والحكم مشهور.
والكتاب وإن كان بحثاً في الدعوة، إلا أنني أردت أن يكون كتاباً دعوياً كذلك للدعاة وغيرهم، كيما يرتقي أسلوبهم الدعوي، لتنتشر الدعوة، وتعم الهداية، ويعود للدين دوره، وللمسلمين مجدهم.
ونظراً لتداخل مواد هذا البحث وتشاركها فقد حصل في بعض النصوص والقواعد الجزئية تكرار لابد منه.
والله أسأل التوفيق والفلاح، والقبول، إنه ولي ذلك وأهله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وإن أحسنت فمن توفيق الرحمن، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عدنان بن محمد آل عرعور