الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب التاسع: حكمة التدرج:
من المعلوم أن النفوس طبعت على استثقال التكاليف، قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لّكُمْ .. } الآية [البقرة: 216].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((حُفّت الجنّة بالمكاره .. )) الحديث (1).
كما طبعت النفوس على صعوبة ترك ما ألفته من الشهوات والملذات، ومفارقة الأصحاب.
قال صلى الله عليه وسلم: ((وحُّفّت النّار بالشّهوات)) (2)
…
فإذا نقلت النفس من حال إلى حال، ومن حكم إلى حكم، كان ذلك أدعى للاستجابة، وأسهل لترك المحرمات، وفعل الطاعات.
ثم إن المؤمن إذا فعل طاعة أو ترك حراماً لله .. ازداد إيمانه، فتنشطت نفسه لطاعة جديدة، أو هجر لمعصية وهكذا.
ذلك لأن الإيمان يسهل أداء الطاعات بل يشوق لها، ويُكرِّه المحرمات، وينفر منها.
وهذا هو سر تدرج النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد أهل الطائف وغيرهم، فقد كانوا يحبون أن يسلموا، ولكنْ؛ استثقل بعضهم خمس صلوات، وغيرها، لضعف إيمانهم، وقربهم من جاهليتهم، التي لا تكليف فيها إلا الشهوات والهوى، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام بما اشترطوا، إلى حين استقرار الإيمان في قلوبهم، بأدائهم بعض العبادات، وبصحبتهم المسلمين، وبسماعهم القرآن الكريم، وحضورهم دروس العلم، فإن هذا
(1) رواه مسلم (2822)
(2)
رواه مسلم المصدر السابق.