الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن الدعوة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا إلى الأحزاب ورجالها:
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بهذه القاعدة وأدلتها:
إن الدعوة تعني: الدعوة إلى الله وحده، وإلى دينه بعامة، وإلى اتباع رسول الله دون غيره.
والدعوة إلى الله تعالى؛ أكبر من أن تحصر في دعوة إلى حزب أو جماعة، أو إلى رجل أو رجال، أو شيخ أو شيوخ .. مهما كانوا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أو إلى مذهب، أو طريقة غير ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان.
والدعوة إلى الإسلام؛ أجل من أن تنحصر حول خلاف عقدي غير مكفر، أو خلافات فقهية، أو اجتهادات علمية، أو قضية جزئية.
بل هي: دعوة إلى مبادئ وكليات .. لا إلى رجال وأحزاب .. دعوةٌ إلى عبادة الله وحده، والتمسك بدينه، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقّ
…
} الآية [الرعد: 14]، فليست لأحد دونه دعوة، كائناً من كان.
وقال تعالى: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبّكَ
…
} الآية [النحل: 125]، وليس إلى سبيل زيد أو عمر .. سواء كانوا مسلمين أو كافرين.
وقال تعالى: {لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
…
} الآية [الأحزاب: 21].
فليس لنا أسوة يجب اتباعها، والتأسي بها، ويُدعى إليها، غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115]
فليس للمسلمين منهج، ولا طريقة غير منهج المؤمنين وطريقتهم يوم نزل القرآن، والمؤمنون المقصود بهم في هذه الآية - بالضرورة الشرعية، والتاريخية، والواقعية - هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من تبعهم على منهجهم.
فمن دعا إلى غير كتاب الله تعالى، وإلى غير سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى غير منهج الصحابة، كانت دعوته دعوة حزبية مردودة، وهي دعوة إلى السُّبل مرفوضة.
قال تعالى: {وَأَنّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلا تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ} [الأنعام: 153]
وجاء تفسير هذه الآية عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أحسن تفسير، فعن عبدالله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم قال:((هذا سبيل الله))، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال:((هذه سبل))، قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم