الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فخطاب الملحدين يختلف تماماً عن خطاب المؤمنين المسَلِّمين، لأوامر الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وغير المسلمين يختلفون في معتقداتهم .. فمنهم الدهريون الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ومنهم الذين يؤمنون بوجود الخالق .. مع انحرافات فكرية، وضلالات عقدية ..
وكذلك المؤمنون بالله، يتفاوتون من حيث شركهم، وعداوتهم للإسلام.
فلا يجوز للداعية أن يكون غافلاً عن أحوال المدعوين الإيمانية هذه، فيضع -وقتئذ- الأمور في غير محلها.
فليس من الحكمة: أن يتكلم مع الدهرين عن طاعة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتمسك بالدين، ويحتج عليهم بالآيات والأحاديث، وهم لا يؤمنون برب، ولا يقرون بدين.
وليس من الشرع: أن يتكلم مع أهل الكتاب عن أهمية الصلاة، أو وجوب الحجاب، أو حرمة الاختلاط، أو أحكام الطلاق، وهي من شعب الإيمان، وهم لا يُسلِّمون بالأصل.
المطلب الثاني: تقسيم الناس في الإيمان إلى الأصناف التالية:
الصنف الأول: الدهريون: هم الذين لا يؤمنون برب، ولا رسول، ولا كتاب، ولا دين.
الصنف الثاني: المشركون: هم الذين ما زالوا يعبدون الأصنام، على اختلاف مشاربهم، حتى ساعتنا هذه. (1)
الصنف الثالث: أهل الكتاب: هم الذين يؤمنون بالله خالقاً، وبكثير من الرسل، ولكنهم يشركون بهم، أو بغيرهم، ولا يؤمنون برسالة الإسلام.
الصنف الرابع: الباطنيون: هم الذين انتسبوا إلى الإسلام، والإسلام منهم براء، وغالبهم من الحاقدين على الإسلام، ادعوا الانتساب إليه ليكيدوا به. (2)
الصنف الخامس: المنافقون: هم الذين يُظهِرون الإسلام، ويُبطِنون الكفر.
والفارق بينهم وبين الباطنيين؛ أنهم لا يظهرون ما يكفرهم .. والباطنيون: يتبنوّن أموراً مكفرة، يدعون إليها، وهم ينتسبون للإسلام.
الصنف السادس: الضالون: هم المسلمون الذين رضوا بالله رباً، وبالقرآن كتاباً من رب العالمين، وبمحمد نبياً، وبالإسلام ديناً، ولكنهم لم يفهموا الإسلام على حقيقته، فانحرفوا انحرافات مختلفة ومتفاوتة.
(1) وقد أخطأ من أنكر وجودهم اليوم، بل هم كثيرون، وربما كانوا يمثلون الديانة الثانية أو الثالثة في العالم، ويتواجد معظمهم في جنوب شرق آسية وأوسط أفريقية، ويُعدُّون بمئات الملايين، فمنهم الهندوس= =والبوذيون والسيخ وَ .. وَومازالوا يعكفون على أصنامهم المختلفة، فمنهم من يعبد الرجال. ومنهم من يعبد الحيوانات، كالبقرة والأسد والثعابين
…
إلخ.
(2)
فمنهم من يدّعي وجود نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم يدّعي نسخ بعض أركان الإسلام، ومنهم الذين يدّعون تحريف القرآن، ومنهم من يُكفِّر معظم الصحابة،
…
ولكل فرقة أتباع جاهلون، لا يعلمون الحقيقة.
فمنهم من وقع في الشرك .. ومنهم من سقط في ضلال وابتداع وخرافات .. وفي بعضهم ضعف شديد في الإيمان، وإعراض عريض عن الاتباع .. وكثير منهم أصحاب أهواء، وكثير منهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .. كالخوارج، والمعتزلة وغيرهم من أمثالهم، ويدخل في هذا الصنف المتحررون. (1)
الصنف السابع: العُصاة: هم المسلمون الذين غلب عليهم الفسق، وطغت عليهم المعصية، وهيمنت عليهم شهواتهم وأهواؤهم، حتى أصبحت تُلازِمهم، فلا يهتمون بدين، ولا يُفكرون بتوبة، وهؤلاء فيهم ضعف في الإيمان شديد، ولكنهم يقرون بذنوبهم، ولايستحلونها.
الصنف الثامن: المقتصدون: هم الذين يأتون بالواجبات، ويجتنبون المحرمات، ولكنهم لا يسارعون في الخيرات، وإذا ما وقعوا في بعض الذنوب لم يصروا عليها، ويسارعون إلى التوبة، وهؤلاء لم يكتمل الإيمان عندهم، فهم متفاوتون فيه حسب أعمالهم.
الصنف التاسع: الأخيار: هم الذين أتوا بالواجبات على وجهها، وبمعظم النوافل، واجتنبوا محارم الله أو تابوا منها توبة نصوحاً، يأتون يوم القيامة ليس عليهم شيء.
(1) وهم فرقة حديثة: تسمى تارة بالليبرالية أو العلمانية (اللاّدينية)
…
وهم الذين يريدون أن يخضعوا الإسلام للواقع وللتوجهات السياسية العالمية منها والمحلية، بدل أن يخضعوها للإسلام، وبعضهم يحاول التوفيق بينهما، ولهم مبادئ شتى، وتخبطات كثيرة، ينقضون بها بعض أصول الإسلام، ومنهم من أتى بكفر بيّن، ومنهم دون ذلك، ولهم تفصيلات وأحكام، ليس هاهنا محل تفصيلها.