الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويدخل في هذه الأخطاء؛ الدعوة إلى المذهبية الفقهية، والخلافات الاجتهادية (1)، التي ليس مقامها مقام الدعوة .. ولا يجوز للداعية أن يجعلها محل اهتمام في دعوته، ولا يجعل دعوته محلاً لنصر مذهبه الفقهي، أو الانتصار للخلافات الفقهية، وأن يُشغل المدعوين بها، وإذا كانت الخلافات ضرورة من ضرورات الاجتهاد، فليست ضرورة من ضروريات الدعوة .. بل ولا محوراً من محاورها، فإن محلها دروس العلم، ومجالس العلماء، وليس محلها منابر المساجد، ومنصات الدعوة (2).
ومن أمثلة ذلك: الاختلاف في رؤية الهلال، وأحكام سجود السهو، وحكم صيام يوم السبت نفلاً، وما شابه ذلك، مما هو محل خلاف بين أهل العلم، مما لا يكاد يحصى ولا يعد.
والداعية الحكيم؛ لا يتعرض لمثل هذا إلا ماكان فيه حاجة ملحة، وبحكمة، وإنما يبدأ دعوته بأصول الإيمان، وأركان الإسلام، وما سبق بيانه تفصيلاً، مما يغني عن إعادته.
المطلب الثالث: خطورة هذه الأخطاء:
(1) كان أحد الخطباء يرى حرمة صوم يوم السبت نافلة، ولو صادف يوم عرفة أو عاشوراء، فقام يوم الجمعة على المنبر، وأمر الناس بالإفطار، وحصل من الفتنة بين العامة ماحصل
…
وفي بلد آخر، قام أحد الخطباء بالإنكار على من منع الصوم يوم السبت، وشدد وشنع، فقام مخالفه على منبر آخر، فرد عليه، واستدل وشدد
…
وحصل بين المسلمين من الفتنة ما الله به عليم .... أعان الله المسلمين حين تكون الخلافيات الفقهية، والثارات الشخصية، على المنابر الدعوية.
(2)
التمذهب والأخذ باجتهادات العلماء شيء، والتعصب للمذهبية في وجه النصوص والدعوة إلى ذلك، والتشاحن في الاجتهادات العلمية شيء آخر.