الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع موافقة التربويين منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في استخدام الوسائل:
هذه الشروط الفنية التي سبق ذكرها، مما نص عليها التربويون المعاصرون من الغربيين وغيرهم.
والمتتبع للوسائل التي استخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يجد تحقق هذه الشروط الفنية - المذكورة سابقاً - فيها تحققاً عظيماً، وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق التربويين جميعاً في تقرير ذلك .. ولكن هل من مدّكر.
فقد استعمل صلى الله عليه وسلم الوسيلة المتوفرة، والمناسبة في الوقت المناسب، وبالاستخدام الموفق، فاستخدامه الجدي الميت لأنه الوسيلة المتوفرة - وقتئذ - وهي مناسبة للبيئة، وتتوافق ومدارك المدعوين.
وحين استخدم صلى الله عليه وسلم الرسم على الأرض كان هو الوسيلة المتاحة يومئذ.
ولا شك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لو توفرت له غير هذه الوسائل، لاستخدمها، كاللوح المعلق والقلم. لأن المقصود التوضيح والبلاغ، وهما يكونان على اللوح المعلق، أوضح في البيان من كونهما على الأرض.
وعندما لم يتمكن عثمان رضي الله عنه من طباعة المصحف، كما هو عليه الحال اليوم من الطباعة والنشر، كتبه ووزعه بالوسيلة الممكنة يومئذ.
الخلاصة:
كلما كانت الوسيلة أسهل تناولاً، وأقل تكلفة، وأوسع انتشاراً وأوضح بياناً، كانت الحاجة إليها أمس، والداعي إليها أوجب.
وكلما كانت الوسيلة أصعب استعمالاً، وأكثر تكلفة، وأضيق انتشاراً، وأعقد بياناً، كان تركها أولى من استخدامها.
وأن التخلف عنها، والتكلف فيها، والانشغال بها، تطرف ومخالفة للسنة، ومعارضة للفطرة.
والمسألة تخضع لقواعد تزاحم المصالح والمفاسد، مما هو مفصل في مظانه.