الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث الأساليب والوسائل الدعوية
.
الفصل الأول: الأساليب الدعوية:
تمهيد في الفرق بين المنهج والأسلوب
من الواضح ما هو المقصود بصفات الداعية، وأحوال المدعوين، ولكن قد لا يكون واضحاً الفصل بين المنهج والأسلوب.
وكما سبق بيانه أن المنهج: هو الطريق الثابت الذي يسير عليه الداعية، في معالجة الأحوال والمواقف .. بقواعد واضحة، ومعالم محدودة، كقاعدة: الإيمان قبل الأعمال والأحكام، ومعلم: اختيار المواسم والمناسبات
…
وغير ذلك مما سبق بيانه في أبوابه.
وأما الأسلوب: فهو طريقة الخطاب، وأسلوب الحوار، ونهج التعبير .. مما يتضمن من اختيار الألفاظ، وتركيب العبارات، ونوع الكلمات، من لين وقسوة، ورفعِ الصوت وخفضه، وما شابه ذلك .. فكله يدخل في إطار الأسلوب.
بهذا يتبين المقصود من الأسلوب. والفارق بينه وبين المنهج.
مثال عن المنهج والأسلوب:
لما قدم موسى عليه السلام على فرعون كان المنهج: هو تقديم الدعوة إلى الإيمان بالله. من توحيد الربوبية بأن الله: هو الخالق والرازق
والمحيي والمميت، وبيده كل شيء، وهو على كل شيء قدير، ثم بيان ما عليه فرعون من الكفر والضلال، وإقامة الحجة على ذلك، بالبينة العقلية .. والاستدلال الواقعي .. والحجة المادية .. من المعجزات التي أتى بها موسى .. وما شابه ذلك، ثم الدعوة إلى عبادة الله وحده .. فهذا يدخل في إطار المنهج.
وأما الأسلوب: فكان الرفق بالرجل، واللين معه في الكلام .. واستعمال أسلوب المحاورة الهادفة، والمجادلة بالتي هي أحسن .. والتذكير بالمصير، والتخويف من الجبار .. وما شابه ذلك.
وقد جاء الحديث عن هذا الفصل في ثلاثة عشر مبحثاً.