الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحدُنا يُؤتى الإيمان قبل القرآن، فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وآمِرَهَا وزَاجِرَها، وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تَعَلَّمُونَ أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يُؤتى أحدُهُم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحتِهِ إلى خاتمتِهِ، ما يَدْرِي ما آمِرُه ولا زاجِرُه، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه، فينثُرُه نَثْرَ الدَّقَلِ)) (1) الحديث. قلت: كل هذا بسبب أن القرآن سبق الإيمان.
المطلب الخامس: صور من تطبيق هذه القاعدة:
إن لتطبيق هذه القاعدة حالاتٍ وصوراً خاصة بها من ذلك:
الصورة الأولى: كون المدعو غير مؤمن
.. فهذا يُدعى إلى الإيمان بالإجمال، ومقتضياته: من التوحيد والإذعان، والتسليم والانقياد، ويُدعى إلى أصول الإسلام العامة .. قبل دعوته إلى العبادات، وفرعيات الدين، والحلال والحرام.
فإن استجاب؛ تُدرِّج معه في تبليغه الأحكام - كما سيُبيَّن في باب التدرّج - مع الاستمرار في الجرعات الإيمانية، ليزيد إيمانه. وليس من الحكمة في شيء دعوته أو مناقشته في بعض الأحكام الإسلامية، وبخاصة الفرعية منها؛ كحقوق المرأة، والحجاب، والإرث، وهو كافر بالأصل كله.
(1) رواه البيهقي (3/ 120)، وابن عساكر (31/ 160)، والحاكم (1/ 36) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
الدقل: التمر الرديء، النهاية، مادة:(د ق ل).